الهديل

الإعدام بـ”النيتروجين” – طريقة غريبة اعتمدتها أمريكا – هل ستكون “أقل وحشية”؟

قد تكون ولاية ألاباما الأمريكية هي أول منطقة حول العالم جاهزة لاستخدام طريقة إعدام جديدة لم يتم تجربتها من قبل على الإطلاق.

 

وتسمى العقوبة الجديدة “نقص الأكسجة بالنيتروجين”، وقد تُستخدم لتنفيذ حكم الإعدام في وقت لاحق من هذا الشهر، حسبما قال محامي عام لقاضٍ فيدرالي منتصف سبتمبر/أيلول عام 2022.

 

يقول جيمس هوتس، نائب المدعي العام لولاية ألاباما، لقاضي المقاطعة إنه “من المحتمل جداً” أن تكون العقوبة الجديدة متاحة لإعدام آلان يوجين ميلر، المقرر عليه حكم بالموت في 22 سبتمبر الجاري، بالحقنة المميتة.

 

وقال إن القرار النهائي بشأن استخدام الطريقة الجديدة متروك لمفوض الإصلاحيات بالتقاضي.

 

طريقة قتل بالاختناق لم يتم تطبيقها في الإعدام من قبل

نقص الأكسجة بالنيتروجين، الذي من المفترض أن يتسبب في الوفاة عن طريق استبدال الأوكسجين الذي يتنفسه الإنسان، بالنيتروجين، ولكن لم يتم استخدامه مطلقاً في تنفيذ أحكام الإعدام القضائية حول العالم.

 

تمت الموافقة على هذه التقنية من قِبل الولايات المتحدة الأمريكية في عام 2018، ولكن لم يتم استخدامها أو اختبارها مطلقاً.

 

وتتسبب في الوفاة من خلال إجبار المجرم على تنفس النيتروجين فقط، مما يحرمه من الأوكسجين اللازم للحفاظ على وظائف الجسم.

 

وقد طالب به المجرم المحكوم عليه بالموت، آلان ميلر، الذي أدين في جريمة قتل ثلاثية عام 1999. وقد جاء الكشف عن إمكانية استخدام الطريقة الجديدة خلال جلسة استماع للمحكمة بشأن ادعاء ميلر بأن موظفي السجن فقدوا أوراقه قبل عدة سنوات.

 

وقد طالب المحكوم عليه باستخدام النيتروجين كطريقة إعدام بدلاً من الحقن المميتة المتبعة في الكثير من الولايات الأمريكية، أو الكرسي الكهربائي في بعض الولايات الأخرى، أو حتى بغرف الغاز.

 

فما الفارق بين كل هذه الوسائل في تنفيذ الحُكم بالإعدام على المتهمين؟

 

ما هو نقص الأكسجة بالنيتروجين؟

في العام 2018، أصبحت ولاية ألاباما ثالث ولاية تسمح بالاستخدام غير المختبَر لغاز النيتروجين لإعدام السجناء، بعد أوكلاهوما وميسيسيبي.

 

في ذلك الوقت، أعطى قانون الولاية للنزلاء فرصة لاختيار طريقة إعدامهم.

 

ويشكل النيتروجين 78% من الهواء الذي يستنشقه الإنسان، وهو غير ضار عند استنشاقه بالأوكسجين. النظرية الكامنة وراء طريقة الإعدام بالغار تلك هي أن تغيير تركيبة الهواء إلى 100% نيتروجين من شأنه أن يتسبب في إغماء النزيل ثم موته بسبب نقص الأوكسجين.

 

وبحسب موقع Sky News، بدأت الدول في اقتراح نقص الأكسجة بالنيتروجين كطريقة تنفيذ بديلة بسبب صعوبة الحصول على عقاقير الحقن المميتة، والجدل العالمي المستمر حول مدى إنسانية هذه الطريقة، وطرق الإعدام المتبعة في الدول المختلفة.

 

وفي مقابل الإعدام بالشنق، أو بالحقن المميتة، أو بالكراسي الكهربائية، يجادل المؤيدون لخيار الإعدام بالنيتروجين بأنه سيكون أبسط وأكثر إنسانية.

 

1- الإعدام بالحُقن المميتة

يتم تنفيذه في الصين، وفيتنام، والولايات المتحدة الأمريكية.

 

تتكون الحقنة القاتلة بشكل عام من ثلاث مواد كيميائية: خماسي الصوديوم (مخدر) وبروميد بانكورونيوم (يُستخدم لشل السجين) وكلوريد البوتاسيوم (يستخدم لإيقاف القلب).

 

وبالرغم من استخدامه على نطاق واسع، فإن إعدامات بعض الرجال والنساء المحكوم عليهم بالإعدام بالحقنة المميتة لم تتم “بسلاسة”. بل وينتقده خبراء بسبب ما قد يتسبب فيه من ألم وتعذيب للمحكوم عليهم بالموت.

 

ومع ذلك، يُشتهر استخدام هذه التقنية بسبب مظهر الموت المسالم الذي يبدو عليه وجه من يُنفذ عليهم بالموت بالحُقن.

 

على سبيل المثال، في مارس/آذار عام 2014، استغرق دينيس ماكجواير، المحكوم عليه بالإعدام في أوهايو، 26 دقيقة كاملة من الاختناق والموت، بحسب موقع Amnesty لحقوق الإنسان.

 

2- الإعدام صعقاً بالكهرباء

هذه العقوبة تُنفذ في الولايات المتحدة الأمريكي فقط.

 

وتتم من خلال حلق السجين وتثبيته على كرسي، يتم ربط قطب كهربائي معدني على شكل قلنسوة بفروة رأسه وجبهته فوق إسفنجة مبللة بمحلول ملحي. ثم يتم عصب عين السجين.

 

وتوجه للمحكوم عليه بالموت هزة كهربائية تتراوح بين 500 و2000 فولت، تدوم حوالي 30 ثانية، تتكرر بشكل متكرر حتى يتم الإعلان عن وفاة السجين.

 

ومثلها تماماً مثل الحقنة المميتة، فإن الكرسي الكهربائي بعيد عن أن يكون مضموناً في القتل المباشر دون إيلام وتعذيب المحكوم عليه بالموت.

 

ففي عام 1990، عانى جيسي جوزيف تافيرو من ثلاث هزات كهربائية قبل أن يتوقف عن التنفس، وخلال هذه الفترة اندلعت ألسنة اللهب من رأسه.

 

تم إرجاع هذا التنفيذ الفاشل بالإعدام إلى “خطأ بشري غير مقصود” تم باستبدال غير متعمد للإسفنجة الاصطناعية المبللة بإسفنجة طبيعية جافة.

 

3- الإعدام شنقاً

يُنفَّذ في أفغانستان وبنغلاديش وبوتسوانا والهند وإيران والعراق واليابان والكويت وماليزيا ونيجيريا وجنوب السودان والسودان ومصر وغيرها بمعظم دول الشرق الأوسط.

 

في بعض البلدان، يتم وزن السجناء في اليوم السابق لإعدامهم لتحديد طول حبل الشنق اللازم لضمان الموت السريع. وإذا كان الحبل طويلاً جداً، يمكنه أن يتسبب في قطع رأس المحكوم عليه.

 

أما إذا كان قصيراً جداً، فقد يستغرق الموت بالخنق ما يصل إلى 45 دقيقة من التعذيب.

 

4- الإعدام رمياً بالرصاص

يُنفذ في الصين، وإندونيسيا وكوريا الشمالية، والسعودية والصومال، وتايوان، واليمن.

 

يتضمن الإعدام رمياً بالرصاص عادةً ربط السجين في كرسي، أو عمودياً وهو واقف، مع وضع غطاء أسود فوق رأسه. وعلى بعد ما يصل إلى 20 قدماً، يستهدف الرماة المجرم، وعادة ما لا يقلون عن 5 رماة، قلب السجين.

 

إذا أخطأ الرماة هدفهم، عن طريق الصدفة أو حتى التعمُّد، يواصل السجين نزيفه حتى الموت بالبطيء.

 

5- الإعدام بفصل الرأس

يُنفذ في السعودية فقط. ويتم قطع الرأس كشكل من أشكال الإعدام بصورة روتينية في المملكة العربية السعودية.

 

وهو يُعد شكلاً تاريخياً من أشكال الإعدام، إذ يتم تنفيذ قطع الرؤوس في الأماكن العامة باستخدام السيف، وعادة في ساحة البلدة أو بالقرب من السجن.

Exit mobile version