الهديل

د. حمد الكواري: شكرا قطر

 

دوّن دكتور حمد الكواري، وزير دولة بدرجة نائب رئيس وزراء ورئيس مكتبة قطر الوطنية عبر صفحاته على الفايسبوك والانستغرام:

بيت بن جلمود (مشيرب) تاريخ العبودية في منطقتنا

1

نشعر بالاعتزاز بالمستوى الحضاري الرفيع الذي يميز حي (مشيرب) فهو حي حديث ويمثل صرحا تجاريا ثقافيا مشرفا لعاصمتنا الجميلة الدوحة.

والتي أصبحت بالصروح التي تشكل مجتمعة التعددية الثقافية والثراء الحضارية لعاصمتنا.

وحتى لا نذكر إلا البعض (المدينة التعليمية) (اسباير) (الحي الثقافي كتارا) (سوق واقف) ومتاحفنا المتعددة في تصاميمها ومحتوياتها.

2

(حي مشيرب) بالاضافة الى تصميمه الجميل وحداثته وبعده التجاري هو حي ثقافي بإمتياز ويحتوي على مجموعة من البيوت المتحفية (بيت محمد بن جاسم) و(بيت الشركة) و(بيت بن جلمود) تحكي بتصميمها ومحتوياتها وعراقتها قصة عاصمتنا الدوحة من جوانب مختلفة.

3

العبودية slavery أو الرق كما أطلق عليه العرب ظاهرة بغيضة مورست في عالمنا كما مورست في بقاع شتى من الأرض، واختفت من وجه البشرية بشكلها القديم، وان كانت موجودة بأشكال شتى وبشكل مباشر تتمثل في العنصرية والتي زالت تشكل إحدى أمراض البشرية.

4

ورغم سعي الاسلام الحثيث منذ البداية للقضاء على ظاهرة العبودية بوسائل شتى، إلا أنها بقيت كإحدى الظواهر الانسانية المرضية في عالمنا كما في العوالم الأخرى من العالم. وقد تفوق الغرب وأميركا على ممارسة هذه الظاهرة بأقبح مظاهرها وكانت الشعوب الفقيرة وبالذات في افريقيا بسبب الفقر والحروب والجشع ضحايا لهذه الظاهرة المقيتة.

5

وتسجيل تاريخ العبودية فيه خدمة إنسانية لكي تبقى هذه الظاهرة في ذاكرة العال، ولكي تحارب الظواهر الأخرى اللصيقة بها كالعنصرية بكل اشكالها وبكل مسمياتها ..

وحسنا فعلت بلادنا وفي حي مشيرب الحديث والتكنولوجي أن تخصص متحفا لها في مشيرب (متحف بن جلمود) والجاموس الصخر القاسي الذي يمثل القلب الذي لا رحمة فيه و(ابن جلمود) تاجر رق مشهور.

ويؤدي بيت جلمود دورا محوريا في التوعية لمحاربة مظاهر العبودية على مستوى العالم. كما يقدم المتحف المساهمات الاجتماعية والثقافية والاقتصادية التي قدمها ضحايا الرقيق للبشرية ..

وهو يغطي منطقة قطر والخليج والشرق الأوسط ..

انها وسط الدوحة العاصمة الجميلة. ما يحتويه من معلومات وصور وتحاليل كفيل أن يجعل البشرية تخجل من ممارستها التي لا زالت للأسف تمارسها بشتى الاساليب وفي مناطق مختلفة من بقاع الأرض ..

شكرا قطر

Exit mobile version