أحيا الحزب السوري القومي الاجتماعي ذكرى عملية “الويمبي”، فأقام احتفالاً في القاعة التي تحمل إسم منفذ العملية الشهيد البطل خالد علوان ونظم مسيرًا الى مكان تنفيذها في شارع الحمرا، حيث تم وضع إكليل من الزهر على اللوحة التذكارية التي تخلد ذكرى العملية.
حضر الاحتفال وشارك في المسير عدد كبير من ممثلي الأحزاب والقوى الوطنية اللبنانية وفصائل المقاومة الفلسطينية وفاعليات، الى جانب رئيس المجلس الأعلى في الحزب السوري القومي الاجتماعي سمير رفعت ونائب رئيس الحزب وائل الحسنية وعدد من أعضاء قيادة الحزب.
استهل الاحتفال بالنشيدين الوطني اللبناني والسوري القومي الاجتماعي، ثم دقيقة صمت لأرواح ضحايا مراكب الموت وشهداء الحزب والمقاومة.
وألقى عضو المجلس الأعلى في الحزب السوري القومي الاجتماعي قاسم صالح كلمة القيادة المركزيّة، استهلّها بتوجيه التحية إلى أبناء شعبنا في فلسطين والمقاومين الأبطال الذين واجهوا ببسالة واقتدار قوات “الاحتلال الصهيونيّ” التي حاولت اقتحام مخيم بلاطة شرق نابلس وبلدة الطور شرق القدس.
وتوجّه صالح باسم قيادة الحزب، بأحر التعازي إلى أهالي الضحايا الذين قضوا في مراكب الموت، لافتاً إلى أن, “المسؤوليّة تقع على الدول التي تفرض حصارًا على لبنان وعلى السلطة السياسيّة التي استقالت من مسؤوليّاتها تجاه الناس”.
وأكّد صالح أنه, “نلتقي اليوم لنحيي ذكرى عملية الويمبي التي نفّذها الشهيد السوري القومي الاجتماعي خالد علوان، ابن مدينة بيروت المقاومة والصمود التي رفضت الخضوع واختار أبناؤها الأشداء المواجهة وتقديم أغلى التضحيات حفاظاً على تاريخهم النضاليّ وعلى هويتهم والتزامهم القضية الفلسطينية وانتمائهم الى محيطهم القومي فبذلوا الدماء الزكيّة لتحقيق هذا الالتزام”.
وأشار إلى أن, “المقاومة انطلقت بمواجهة الاجتياح “الصهيوني” في جميع المناطق اللبنانيّة بدءاً من عملية إسقاط سلامة الجليل بإطلاق الصواريخ على مستعمرة كريات شمونة في 21 تموز من العام 1982″.
وأضاف, “تصاعدت العمليات مستهدفة قوافل ومواقع جنود العدو وصولاً الى ظاهرة الأجساد المتفجرة والعمليات الاستشهادية التي ألحقت الخسائر الجسيمة في صفوفهم وأجبرتهم على الانسحاب من معظم مدن وقرى الجنوب والتموضع في ما يُسمّى بالشريط الحدودي”.
وشدّد صالح على أنه, “في الخامس والعشرين من إيار عام 2000 انسحب “العدو الصهيوني” ذليلاً مهزوماً بعد أن استهدفت المقاومة مواقعه ومواقع عملائه العسكرية ودمرتها وأوقعت المزيد من القتلى في صفوفه، فتحررت معظم الجغرافيا اللبنانية من براثن “الاحتلال” وعاد الجنوب الى حضن الوطن بفعل المقاومة التي أثبتت انها الخيار الأنجع لاستعادة الحقوق وتمكنت من ارساء توازن الردع والرعب مع العدو”.
وتابع, “هذا ما أثبتته المقاومة في حرب تموز عام 2006 فحققت نصراً مؤزراً وأسقطت أسطورة الجيش الذي لا يُقهر، وها هي اليوم تؤكد أنها وحدها القادرة على الحفاظ على ثروات لبنان النفطية والغازية وعلى استعادة كل حبة تراب من الحدود البريّة وكل نقطة ماء من المنطقة الاقتصاديّة البحريّة اللبنانيّة الخالصة”.
وذكّر صالح في كلمته, “بمجزرة صبرا وشاتيلا في 17 ايلول 1982 التي ارتكبها “العدو الصهيوني” و”عملاؤه الخونة” وأودت بحياة أكثر من 3500 شهيد من النساء والاطفال والشيوخ العزل”.
وقال: “إن هذه المجزرة الوحشية لا تزال حاضرة ببشاعتها في الذاكرة، وهي أحد الأدلة الساطعة على طبيعة “العدو” الإجراميّة الإرهابيّة”.
وشدد على أن, “المعركة المصيرية الوجودية ضد “العدو الصهيونيّ” هي معركة واحدة, لذا فإننا نحيي أبناء شعبنا في فلسطين المحتلة الذين يخوضون مواجهات بطوليّة ضد “الاحتلال” ثأراً لدمائهم، وتأكيداً على أن المقاومة هي خيارهم لتحرير فلسطين كل فلسطين وأن توحيد ساحات المواجهة هدف أسمى”.
وإستكمل, “إننا نتطلع الى تحقيق الوحدة الوطنية الفلسطينية على قاعدة برنامج نضاليّ مرتكزه المقاومة التي أثبتت من خلال معركتي سيف القدس ووحدة الساحات، أنها الخيار الأوحد لإنجاز التحرير والعودة”.
وقال: “إننا في ذكرى عملية الويمبي التي نستحضر من خلالها عمليات المقاومة وشهدائها، نستحضر أيضاً الدور المفصلي والاستراتيجي الذي تنكبته سورية وهي التي خاضت مواجهات ملحميّة ضد الغازي “الصهيوني” وقدمت الشهداء والتضحيات الجسام في هذه المواجهة دفاعاً عن وحدة لبنان وما قدّمته من دعم وإسناد لقوى المقاومة في لبنان وفلسطين والعراق”.
وتابع, “فالتحية كل التحية من منبر الشهيد خالد علوان وباسمكم جميعاً إلى سورية وقائدها الرئيس بشار الأسد وجيشها الباسل, فسورية سخرت كل قدراتها وإمكانياتها دعماً للمقاومة ومنعاً لتقسيم لبنان وساهمت في إعادة بناء مؤسسات الدولة، وتثبيت سلمه الأهلي, فلسورية رئيساً وجيشاً كل الشكر والامتنان”.
ورأى صالح أنَّ, “رفقاء خالد علوان وجميع الأحرار والمقاومين مستمرون بالقتال الى جانب الجيش السوري الباسل في المعركة لدحر الإرهاب وتحرير الأراضي السورية من “الاحتلال” والعصابات الإرهابية, واننا ندين “الاعتداءات الصهيونية” على سورية والصمت والتواطؤ الدولي والعربي المريب”.
وعرض صالح للوضع الاقتصادي حيث قال: “إن ما حققه المقاومون من نصر وعز وكرامة لبلدهم وشعبهم يواجه بعقوبات وحصار اقتصاديّ ترعاه الولايات المتحدة الأميركية واتباعها ولذلك يشهد لبنان أزمات سياسية واقتصادية حادة تستعصي على الحلول بسبب طبيعة النظام السياسيّ الذي يحكم لبنان منذ عام 1943 القائم على الطائفية والمحاصصة”.
وأضاف, “إن الإصلاح الحقيقي يبدأ بالإصلاح السياسي وأول بنوده إلغاء الطائفية عبر جملة خطوات تبدأ بتشكيل الهيئة الوطنية لإلغاء الطائفية، ووضع قانون انتخاب يعتمد لبنان دائرة انتخابية واحدة على قاعدة النسبية وخارج القيد الطائفي, واعتماد قانون أحزاب جديد عابر للمناطق وتعزيز هيئات الرقابة وقضاء مستقل لمحاسبة الفاسدين والمرتكبين”.
وإستكمل, “الانتقال من الاقتصاد الريعيّ إلى اقتصاد الإنتاج، واعتماد دولة الرعاية الاجتماعية والصحية والتربوية ليتمكن المواطن اللبناني من العيش الكريم”.
وشدّد صالح على أن, “بيروت صمدت وانتصرت فاستحقّت أن تكون عاصمة للمقاومة وعاصمة لحرية الرأي والتعبير، وعاصمة للصحافة، الصحافة التي تعرّضت في بيروت لاعتداء آثم تمثل باحتلال مكاتب جريدة “البناء” منذ أسبوع ونيّف. وهذا الاعتداء لا يمكن التعاطي معه إلا بمسؤولية عالية، لا سيما من قبل الأجهزة الأمنية التي لا نرى سبباً لمماطلتها بتفيذ القرارات القضائية؟”.
وأكّد أنَّ, “حرية الصحافة وحصانة المؤسسات الإعلامية أولوية الأولويات، والقوى الأمنية معنية بتنفيذ القرارات القضائية التي حكمت بإخلاء مكاتب جريدة البناء من العناصر المسلحة بأقصى سرعة ممكنة، وذلك لوضع حد لمثل هذه الأفعال التي تمسّ بالحرية وبهيبة الدولة في آن”.
وقال: “أما في ما يتعلق بأوضاع الحزب، فإننا نؤكد على, توجه المؤسسات الحزبية وقراراتها بالعمل الجاد لتحقيق وحدة القوميين الاجتماعيين, وهذا ما أعلنه رئيس الحزب الأمين أسعد حردان في احتفال قصر الأونيسكو بمناسة يوم الفداء والوفاء أمام السوريين القوميين الاجتماعيين وأمام الرأي العام ان وحدة الحزب السوري القومي الاجتماعي هي أولاً وثانياَ وثالثاَ وعاشراَ”.
وأكّد أن, “الاحتكام لإرادة القوميين هو المدخل الطبيعي للوحدة وهذه الإرادة ممثلة بمؤسسة المجلس القوميّ المنوط به انبثاق السلطة، لذلك نقول تعالوا الى هذا الخيار من أجل إنجاز وحدة الحزب لتعزيز قوته وفعاليته في جميع ساحات المواجهة”.
بعد الكلمات انطلق مسيرة حاشدة من أمام قاعة الشهيد خالد علوان في البريستول متجهة إلى شارع الحمرا تقدمته كشافة النهضة وحملة الأعلام الحزبية إضافة الى الحشد السياسي والحزبي، وهناك وضع المشاركون إكليلاً من الزهر وسط اطلاق الهتافات والشعارات الحزبية