أعرب نائب مساعد وزير الخارجية الأميركية لشؤون لبنان وسوريا والأردن إيثان جولدريتش، عن أمله في إجراء الانتخابات الرئاسية في لبنان في الوقت المناسب، ووفقاً للدستور اللبناني.
وقال جولدريتش في مقابلة مع “الشرق” على هامش اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك، إن “اللبنانيين يحتاجون إلى وجود قيادة، بحاجة إلى شخص يمكنه توحيد البلاد، وتثق به البلاد”.
وعلى صعيد الدعم المالي للبنان، قال المسؤول الأميركي: “نحتاج أيضاً إلى أن نرى الإصلاحات في لبنان، خصوصاً تلك التي طلبها صندوق النقد الدولي، ولذلك سنستخدم كل نفوذنا وإمكاناتنا لتنفيذها”، وأضاف: “في النهاية يجب على اللبنانيين أنفسهم اتخاذ هذه الخطوات من أجل إنقاذ بلدهم”.
وأشار جولدريتش إلى لقاء وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن مع رئيس الحكومة نجيب ميقاتي في نيويورك، مشيراً إلى أنه ركز على الانتخابات وأهمية إجرائها، وضرورة أن يمضي اللبنانيون قدماً في هذا الاتجاه، إلى جانب تنفيذ الإصلاحات التي حددها صندوق النقد.
كذلك، تحدث جولدريتش عن مسؤولين من الولايات المتحدة والسعودية وفرنسا، وقال:“جميعهم يدفعون لبنان لاتخاذ نفس الإجراءات، من اختيار الرئيس إلى قوننة الإصلاحات، حتى تضع البلاد قدميها على طريق حل مشكلاتها”.
واعتبر المسؤول الأميركي في تصريحاته لـ”الشرق” أنه “من دون هذه الإصلاحات، فسيبقى لبنان عالقاً في أزمته الاقتصادية والسياسية”.
ترسيم الحدود
وبشأن ترسيم الحدود البحرية بين لبنان وإسرائيل، قال جولدريتش إن الوسيط الأميركي بين لبنان وإسرائيل آموس هوكشتاين بذل جهداً كبيراً لمساعدة الطرفين على التوصل إلى اتفاق يعد ضرورة قصوى لازدهار المنطقة واستقرارها.
وأضاف: “يأخذ الطرفان الأمور على محمل الجد، ويفهمان مكامن الخطر وما هو على المحك، ونحن أيضاً نتفهم أنهما على وشك التوصل إلى اتفاق، لكنني لا أستطيع أن أحدد بدقة أين يقفان الآن، أو في أي لحظة يحين موعد إتمام الاتفاق”.
وتابع: “لا أعتقد أن أي طرف يجب أن يتدخل في هذه العملية، لم يتجاوز الأمر حد التفاوض، ولكن عندما تكتمل هذه المفاوضات، ستكون عظيمة الفائدة للبنان،
لذلك فإن أي شخص يعرقل إتمام هذه العملية سيلحق بلبنان أضراراً بالغة، ونحن لا نريد أن نرى أي نوع من العراقيل، فهذه مفاوضات دبلوماسية، ويجب أن تكتمل”.
وأشار إلى أن “هوكشتاين ليس الوحيد الذي يتحدث إلى المسؤولين اللبنانيين، فلدينا سفارة، ولدينا سفير، وجميعهم منخرطون في هذا الحوار، ويتحدثون إلى كبار المسؤولين اللبنانيين”وأعرب عن أمله في أن تتجاوز القوات المسلحة وقوى الأمن الداخلي في لبنان الأزمة الاقتصادية، وأن تؤدي دورها بكفاءة من أجل تحقيق الأمن، “لأنها من أهم المؤسسات الوطنية،
وتؤدي دوراً في توحيد البلاد وتوفير الأمن والاستقرار”.
وأوضح المسؤول الأميركي أن واشنطن تعمل على برنامج يمكنها من المساهمة في تخفيف الأزمة الاقتصادية التي تشهدها البلاد، خاصة في ما يتعلق برواتب الجيش والشرطة
الاتفاق المصري أقرب
ورداً على سؤال بشأن مطالبة مصر والأردن بضمانات أميركية بعدم تطبيق العقوبات الموقعة على سوريا (قانون قيصر) عليهما عند تنفيذ اتفاق تصدير الغاز المصري والكهرباء الأردنية إلى لبنان عبر الأراضي السورية، قال جولدريتش إن بلاده “تركز بقوة على الحلول الجادة لأزمة الطاقة في لبنان”.
وشدد على أن “الاتفاق المصري اللبناني على تصدير الغاز من القاهرة إلى بيروت،يخضع للمراجعة في البنك الدولي حالياً، وبمجرد انتهاء مراجعته ستبدأ حكومة واشنطن مراجعته من منظور قوانينها ومتطلباتها”
وأضاف: “في الوقت الحالي، نعتقد أن الصفقة التي تم توقيعها مع مصر هي الأقرب إلى الإتمام، ومن ثم سنركز عليها، كما نعلم أن الأردنيين لديهم طريقة لمساعدة لبنان، وكل ذلك سيخضع للمراجعة وفقاً لقوانيننا وقيودنا”.