خاص الهديل:
الحكومة الجديدة أنجزت من خلال تعويم حكومة تصريف الأعمال الحالية، عبر تغيير أربعة وزراء جدد عليها.
وسوف تكون هذه الحكومة ، حكومة بعدة حكومات : حكومة اخر العهد وذلك لقطع الطريق على الرئيس عون لو فكر بالبقاء في القصر بعد نهاية ولايته بحجة انه لن يسلم الحكم الا لحكومة فعلية واصيلة وليس لحكومة تصريف اعمال ..
.. وهي حكومة إدارة مرحلة الفراغ الرئاسي التي ستكون طويلة حسب كل التوقعات. وعليه فأن كل وزير في هذه الحكومة هو فخامة وزير وليس فقط معالي وزير .
.. وهي حكومة ستلعب دور “ربط النزاع ” بين “عهد ذهب”، ولكنه لا يزال موجودا في حكومة ملء الفراغ الرئاسي، وبين ” عهد سيأتي”، ولكنه لا يزال في داخل “غرفة عمليات الولادة الاصطناعية الدولية والاقليمية والمحلية”.
ورغم كل الأخبار الايجابية عن قرب ولادة “حكومة الأدوار الكثيرة”، الا انه لايزال هناك تخوف من أن يفجر عون بوجه ولادتها مفاجأة جديدة وغير منتظرة. وعليه قال الرئيس نبيه بري ما معناه انه سينتظر حتى يلتقي الرئيس نجيب ميقاتي برئيس الجمهورية حتى يقول ” مبروك”.
و في ظل حالة اللايقين الخاص بالموقف الذي سيأخذه الرئيس عون لدى لقائه بميقاتي لتدارس اعلان الحكومة الجديدة؛ فأنه بات من الأفضل لميقاتي أن يرسل قبله إلى قصر بعبدا ” صديقا مشتركا “، – عادة ما يكون اللواء عباس ابراهيم- ، ليلعب هذا “الصديق” دور ” كاسحة الالغام ” التي تستكشف ما اذا كان هناك في قصر ،بعبدا قنابل موقوتة من صناعة العم او الصهر ، معدة كي تفجير أثناء زيارة ميقاتي لبعبدا للتوافق على اعلان تشكيل الحكومة التي يفترض انها تركيبتها صارت منجزة .
وانطلاقا مما تقدم فإنه حتى هذه الساعة يمكن القول ان الحكومة باتت تشبه ” قالب الحلوى” الجاهز فوق طاولة الاحتفال بعيد ولادتها، ولكن احدا لن يجرؤ على تناول حصته من قالب الحلوى الحكومي قبل فحص خلوه من اية مادة سامة تم دسها به في الليل.
وعملية فحص سلامة قالب الحلوة الحكومي قد تستغرق ٤٨ ساعة؛ وفي نهايتها سينصح ميقاتي بالصعود الى قصر بعبدا للتوافق مع عون على اعلان الحكومة الجديدة ، أو نصحه بالتمهل لان قالب الحلوة الحكومي تعرض لعملية تسميم، ويحب إعادة طبخه من جديد .
في هذه الاثناء يسود بعض المحافل اللبنانية رأي يقول انه يجب مساعدة الرئيس ميشال عون للنزول عن الشجرة يوم ٣١ تشرين اول بشكل سلس وأمن له وللبنان، وانطلاقا من هذه الفكرة ينصح هؤلاء بأنه لا داعي ان يقوم معارضي العهد بتنظيم مسيرات وتجمعات للاحتفال بخروجه من قصر بعبدا؛ وبالمقابل لا داعي كي ينظم صهر العهد جبران باسيل مواكبة شعبية كبيرة ترافق عون من قصر بعبدا الى بيته في الرابية ليلة ٣١ ت١ .
ويقول هؤلاء أن عون استعمل عبارة ” يوم طبيعي” في وصفه لما يجب ان يكون عليه وضع الحكومة التي سيسلمها الحكم يوم ٣١ ت ١؛ وطالما انه يتم الآن تشكيل “حكومة طبيعية” – حسب عون – لتكون جاهزة لاستلام الحكم في يوم ٣١ ت ١ المطلوب ان يكون يوم طبيعي، فأن المطلوب من عون ايضا ان يتعامل مع لحظة خروجه من بعبدا على انها ” لحظة اكثر من طبيعية” في “يوم اكثر من طبيعي” ..
وكل المطلوب حاليا هو ان يتم الكف عن الرغبة في تحويل نهايات الأشياء الطبيعية إلى كوارث مصطعة ؛ وذلك بدل ان تكون هذه النهايات الطبيعية بداية طبيعية لأمر طبيعي جديد .
ويستطيع الرئيس،عون ان يذهب إلى حياة جديدة، ويستطيع خصوم عون ان يفتحوا صفحة جديدة مع العهد الرئاسي الجديد. وهكذا تصبح صفحة عون بما لها وبما عليها ، محل نقاش للتاريخ.
ربما الرئيس عون يريد فعلا ان يرتاح ، وربما خصوم عون ايضا يريدون وضع حد لهذا الصراع الذي بات مملا وعبثيا ومكلفا على البلد، وربما كان وحده حبران باسيل يحتاج إلى إعادة الاسطوانة العونية المشروخة عدة دورات إلى الوراء؛ لأن باسيل ببساطة لا يملك جوابا عن سؤال يحوم في رأسه وهو: كيف سيطلع عليه الصبح الأول بعد ليلة ٣١ تشرين أول.