خاص الهديل:
الصورة من داخل اسرائيل، توحي بان قطار الاتفاق البحري بين لبنان واسرائيل وصل الى محطته الاخيرة؛ وكل ما يحدث الان هو انتظار نزول ركابه منه لاعلان ” النهاية السعيدة لرحلة التفاوض المستمرة منذ اكثر من ١٥ عاما بوساطة اميركية بين تل – أبيب وبيروت حول تقاسم الغاز وترسيم الحدود البحرية ” ..
ويلاحظ انه تم في إسرائيل خلال الأيام القليلة الأخيرة، وضع جدول مواعيد يبرمج كيفية الانتهاء من اقرار ملف ترسيم الحدود البحرية مع لبنان، وكيفية وضع اخراج لاعلان الموافقة على المسودة النهائية لهذا الاتفاق التي أعدها هوكشتاين، والتي يتم الآن في واشنطن وتل – أبيب وبيروت، وضع الترتيبات الأخيرة لعرضها بشكل رسمي على كل من لبنان وإسرائيل خلال الأسبوع المقبل.
وكل هذه الوقائع تؤشر إلى أن المفاوضات حول ترسيم الحدود البحرية، وصلت إلى “لحظة محسومة” وليست “حاسمة”، وبات الان مقررا ان تذهب إسرائيل خلال الأسبوع القادم لتنفيذ الخطوات المتتالية التالية لاعلان الموافقة على مسدوة هوكشتاين النهائية التي سيصبح اسمها الرسمي ابتداء من الاسبوع المقبل ” مسودة ادارة بايدن الرسمية للاتفاق البحري بين لبنان واسرائيل” :
الخطوة الأولى التي ستقوم بها إسرائيل خلال الساعات القادمة، تتمثل بوصول مستشار الأمن القومي الاسرائيلي ايال حولتا الى واشنطن، وسيجتمع هناك بالمبعوث الاميركي اموس هوكشتاين لمناقشة مسودة الاتفاق بين اسرائيل ولبنان حول الحدود البحرية.
الخطوة الثانية : بعد لقاء هوكشتاين بحولتا ، ستقدم إدارة الرئيس بايدن بشكل رسمي المسودة النهائية للاتفاق إلى كل من إسرائيل ولبنان، وذلك بغضون الايام القليلة المقبلة. ومنذ هذه اللحظة ستعرف مسودة هوكشتاين باسمها الرسمي الجديد : ” مسودة إدارة بايدن النهائية والرسمية “.
الخطوة الثالثة : بعد اتمام الخطوتين السابقتين ، يجتمع في مطلع الاسبوع المقبل، ” الكابينيت” في إسرائيل ( مجلس الوزراء المصغر )، لبحث المفاوضات مع لبنان، بناء على نتائج اجتماع حولتا بهوكشتاين، وبناء على مسودة الاتفاق الرسمية النهائية المرفوعة من إدارة بايدن لاسرائيل ولبنان .
وتتقاطع معلومات مسربة من أكثر من جهة في واشنطن وفي لبنان ، تفيد بأن الأسبوع المقبل سيكون هو موعد موافقة لبنان وإسرائيل على المسودة الرسمية النهائية لإدارة بايدن ( ولن يعود اسمها مسودة هوكشتاين ) . ولكن في تل ابيب كما في بيروت، هناك رغبة لتأجيل التوقيع الرسمي على اتفاق هوكشتاين المسمى باتفاق بايدن الرسمي إلى ما بعد الاستحقاقات الداخلية الحساسة ؛ والمقصود بهذا المصطلح ( الاستحقاقات الحساسة ) في إسرائيل هو تأجيل التوقيع إلى ما بعد الإنتخابات العامة ؛ أما في لبنان فالمقصود تإحيل التوقيع الى ما بعد ليلة ٣١ تشرين الأول.، موعد خروج الرئيس عون من قصر بعبدا ، ومن كل إمكانية تجعله يقول ان الغاز جاء الى لبنان خلال عهده.