كتبت النهار:
لم يعد ثمّة شكّ في أنّ اتفاق #ترسيم الحدود البحرية بين لبنان وإسرائيل ماضٍ إلى نهايته الإيجابية في الأيام المقبلة وعلى الأرجح قبل نهاية ولاية رئيس الجمهورية ميشال #عون علماً أنّ ثمة معطيات ترجّح “إبرام” الاتفاق في الناقورة في منتصف تشرين الأول الحالي. وليس ثمّة شكوك في أنّ الوساطة الحيوية التي اضطلع بها الوسيط الأميركي في ملف ترسيم الحدود البحرية بين لبنان وإسرائيل حقّقت اختراقاً ديبلوماسيّاً كبيراً واستثنائيّاً في جدار ملف بهذا التعقيد فنجح #هوكشتاين بعد أكثر من عشرة أعوام من الجولات المكوكية التي تناوب عليها موفدون أميركيّون، بدءاً من فريدريك هوف في إنجاز مشروع الاتفاق وتصوره التفصيلي الكامل الذي أرسله أمس بنسخ ثلاث إلى رئيس الجمهورية ورئيس مجلس النواب نبيه برّي، الذي كان حلقة الوصل الأساسية مع الموفدين الأميركيين من هوف إلى هوكشتاين توصّلاً إلى وضع الاتفاق الإطاري للمفاوضات، ورئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب #ميقاتي.
أمّا التطور الأشد تعبيراً الذي رافق تسلّم الرؤساء الثلاثة مسودة الاتفاق النهائي، فبرز في أنّ الإعلان عن مؤشّرات التوصّل إلى نهاية إيجابية جاء تباعاً على السنة كل السفيرة الأميركية دوروثي شيا التي زفّت البشرى من عين التينة تحديداً، والرئيس برّي ومن ثم على لسان الأمين العام لـ”#حزب الله” السيد حسن #نصرالله نفسه وذلك استباقاً لموقف رئيس الجمهورية، علماً أنّ ثمة اتجاهاً لعقد اجتماع للرؤساء الثلاثة في بعبدا الأسبوع الطالع لإعلان الموقف الرسمي الجامع من مسودة الاتفاق.
وكان الرؤساء عون وميقاتي وبرّي تسلّموا تباعاً أمس من سفيرة الولايات المتحدة الأميركية في لبنان دوروثي شيا التي جالت عليهم، رسالة خطية من الوسيط الأميركي آموس هوكشتاين حول الاقتراحات المتعلقة بترسيم الحدود البحرية الجنوبية.واثر تسلمها، اتصل الرئيس عون برئيس المجلس ورئيس حكومة تصريف الأعمال وتشاور معهما في عرض هوكشتاين وفي كيفية المتابعة لإعطاء رد لبناني في أسرع وقت ممكن.
وفي حين لم تصرّح شيا بعد زيارتيها للرئيسين عون وميقاتي، أعلنت أثناء مغادرتها عين التينة أنّ “الأمور تبدو ايجابية جداً”.
وبدوره، أكد برّي لاحقاً بعد استقباله شيا أنّ “مسودة الاتفاق النهائي حول ترسيم الحدود البحرية مع إسرائيل إيجابية”، معتبراً أنّ “المسودة تلبّي مبدئياً المطالب اللبنانية التي ترفض إعطاء أي تأثير اللاتفاق البحري على الحدود ال#برية”. وعمّا إذا كان المضمون “قمحة أو شعيرة” كما يقول المثل اللبناني، قال برّي ضاحكاً في حديث عبر “الشرق الأوسط” “مبدئيّاً قمحة”. وقال إنّ الاتفاق مؤلف من 10 صفحات وباللغة الإنكليزية ويستلزم درساً قبل إعطاء الرد النهائي عليه، مشيراً إلى أنه ورئيس الجمهورية ميشال عون ورئيس الحكومة نجيب ميقاتي يدرسون مع مساعديهم وتحديد الملاحظات عليه – إن وُجِدت – على أن يتم بعدها التشاور بينهم قبل تقديم الرد. وجزم برّي بأنّ الاتفاق سوف يتم توقيعه عند حصوله في الناقورة عند نقطة الحدود وفقاً لاتفاق الإطار الذي كان توصّل إليه مع الأميركيين العام الماضي.
وعصراً، تطرّق الأمين العام لـ”حزب الله” السيد حسن نصرالله إلى هذا التطوّر، في كلمة ألقاها في احتفال تكريمي للعلامة الراحل السيد محمد علي الأمين في بلدة شقرا في الجنوب، فقال: “في موضوع الحدود البحرية وحقوق النفط والغاز، بعد أشهر من الجهد والنضال السياسي والميداني والإعلامي، شاهدنا اليوم أنّ الرؤساء تسلّموا النص المكتوب من الجهة الوسيطة”. وتابع: “كنت أردّد دائماً أنّ الدولة هي التي تأخذ القرار المناسب الذي تراه لمصلحة لبنان ونحن امام ايام حاسمة في هذا الملف”.
وأضاف: “سيتضح خلال الايام المقبلة ما هو موقف الدولة اللبنانية ونحن نأمل ان تكون خواتيم الامور جيدة وطيبة للبنان واللبنانيين جميعاً”، موضحاً أنّه “إذا كانت النتيجة طيبة، فإنّ ذلك سيفتح آفاقاً جديدة وطيبة للبنانيين ان شاء الله وهذا سيكون نتاج التعاون والتضامن الوطني”.
وفي موضوع انتخابات رئاسة الجمهورية، قال نصرالله إنّ “الجلسة كانت مهمة وأظهرت أنّ الأغلبية النيابية ليست لدى فريق سياسي واحد وأكدت أنّ من يريد رئيس جديد للجمهورية أن يبتعد عن التحدي ورؤساء تحدي”، مضيفاً أنّ “نتيجة الجلسة تؤكد ضرورة التشاور بين القوى السياسية ليكون لدينا رئيس بأقرب وقت”. وتابع قائلاً: “في الملف الحكومي، الوقت يضيق ونأمل الوصول الى تشكيل حكومة جديدة سواء تم انتخاب رئيس جديد أو لا ضمن المهلة الدستورية”.
وأفادت معلومات أنّ مقترح هوكشتاين، الذي يقع في عشر صفحات، يتضمّن أرقاماً وإحداثيات تقنية تحتاج إلى فريق تقني ومهندسين لشرح مضمونها قبل تقديم الرد الرسمي اللبناني عليها، وقد أحيلت نسخة منه إلى قيادة الجيش لدراسته. وأفيد أنّ المقترح يتضمّن فصلاً تامّاً بين الترسيم البحري والبري وإقراراً بعدم انسحاب أيّ نقطة بحرية يُتّفق عليها على أيّ نقطة برية قد تؤثر على ترسيم الحدود البرية لاحقاً.
وأفادت معلومات قناة “المنار” أنّ “المقترح الأميركي يراعي التعديلات التي طلبها لبنان، إضافة إلى تلبية مطلب لبنان بخطّ 23 وحقل قانا كاملاً، والتزام فرنسي من شركة “توتال” ببدء التنقيب والاستخراج في الحقول اللبنانية فور توقيع اتفاق الترسيم”.
وأكدت المعلومات المتابعة للملفّ أنّ “تصوّر هوكشتاين مُخصّص للترسيم البحري حصراً لا البرّي”، بانتظار الجواب من الجانبين اللبناني والإسرائيلي، على أن يتمّ توقيع الاتفاق في الناقورة، برعاية أميركية وأممية، فـ”لبنان لا يعترف بإسرائيل ولن يكون أمام اتفاق مباشر”.
من جهتها، نقلت قناة “الجزيرة” عن مصادر رسمية لبنانية أنّ “العرض الأميركي لم يلحظ وجود منطقة أمنية بحرية عازلة”.
وأضافت المصادر اللبنانية أنّ “العرض الأميركي يخضع حاليّاً لدراسة بنوده القانونية وإحداثياته التقنية، ويجري التأكد من عدم وجود ثغرات قانونية وتقنية تؤثر سلباً على حقوق لبنان”.
وفي تطورات ملف الرئاسيات، أعلنت امس وزارة الخارجية الفرنسية أنّه من المهم أن ينتخب لبنان رئيساً جديداً للبلاد قبل 31 تشرين الأوّل، وهو موعد انتهاء فترة حكم الرئيس الحالي ميشال عون. وقال متحدث باسم وزارة الخارجية الفرنسية: “يتعيّن أن يكون القادة اللبنانيون على مستوى الحدث، الأمر الذي يتطلب الاتحاد واتخاذ الإجراءات الضرورية لإنهاء الأزمة”.
من جهته، قال البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي، خلال جولة برفقة المدير العام لوزارة الزراعة لويس لحود، على مزارعي التفاح في معرض أُقيم في منطقة الديمان في الشمال: “يجب انتخاب رئيس للجمهورية قبل 31 تشرين يعيد الثقة للبنانيين وللمجتمع الدولي والعربي”.وتابع: “أرفض فرضية الفراغ وسيكون هناك أحسن رئيس”. وفي موقف آخر اطلقه خلال وضعه ووزير الاقتصاد في حكومة تصريف الأعمال أمين سلام، الحجر الأساس لمشروع “وادي الاحاسيس” في قرية بدر حسون البيئية (خان الصابون) في منطقة ضهر العين الكورة، تمنى الراعي “انتخاب رئيس للجمهورية وتشكيل حكومة جديدة وأن يستعيد لبنان جماليته وصيته الحسن في العالم، وكلنا يقين بأننا سنجتاز المحنة والغيوم السوداء. ثروتنا في عقولنا وفكرنا وابداعنا وهذه شهادة سمعناها من القارات الخمس. خلال لقاءاتنا الكل يثبت بأن الشعب اللبناني، مسلمين ومسيحيين خلاق “.