الهديل

دولة مهددة بالاختفاء عن العالم تلجأ لـ”الميتافيرس” لتخليد ذكراها

يبدو أن العالم الافتراضي سيكون ملاذا للدول الصغيرة والغير معروفة للتعريف عن نفسها، وتعد جزر توفالو، ثالث أصغر دولة ذات سيادة في العالم من حيث عدد القاطنين، ورابع أصغر دولة بمساحتها التي لا تزيد عن 26 كيلومترا مربعا وعدد سكان لا يتجاوز 12 ألف نسمة.

بيد أن هذه الدولة التي تقع في المحيط الهادئ بمنتصف الطريق بين هاواي وأستراليا باتت مهددة بالاختفاء عن العالم، إذ يتوقع العلماء أن تصبح أثرا بعد عين بحلول العام 2100 على أبعد تقدير، وفقا لما ذكرت صحيفة “الغارديان” البريطانية.

وسبب هذا السيناريو السوداوي والواقعي في آن يعود إلى أن التغييرات المناخية التي يشهدها كوكب الأرض مما سيؤدي إلى ارتفاع منسوب مياه سطح البحر وغمر العديد من الجزر وبعض مناطق اليابسة على المدى البعيد نسبيا.

وفي ظل ما ينتظر ذلك البلد الصغير الذي استقل عن التبعية البريطانية في العام 1974، فإن سكان يبحثون عن فسحة أمل تجعل وطنهم خالدا في ذكرى أولادهم وأحفادهم.

ولذلك فثمة اقتراحات أن يكون هناك نسخة افتراضية من تلك الجزر الصغير تحمل نفس تفاصيل الأحياء والشوارع والشواطئ وغنية بعبق عادات وتراث سكانها.

وفي هذا الصدد قال المدعية العامة السابقة لتوفالو والمفوض السامي الحالي لفيجي، إيسيلالوفا أبينيلو، خلال فعاليات مؤتمر يدرس حالة المحيط الهادئ يوم الخميس الماضي أن التوفالويين بحاجة إلى “شيء يمكنهم التمسك به”.

ويدور الحديث حاليا عن إنشاء نسخة إلكترونية في عالم “الميتافريس” الذي أعلنت عنه شركة ميتا المالكة لمواقع فيسبوك وإنستغرام وتطبيق واتساب.

وأوضحت أبينيلو في مؤتمر إدارة شؤون المحيط الهادئ بالجامعة الوطنية الأسترالية: “عندما يحدث ذلك أخيرًا وتختفي توفالو فإن سكانها لن يكون لديهم سوى العالم الافتراضي.. وبالتالي يجب أن نكون دائمًا قادرين على تذكر توفالو كما هي”.

ودعت المجتمع الدولي، لاسيما أستراليا، إلى السماح لسكان توفالو بسهولة الوصول إلى أراضيها حتى يتمكنوا من استكشاف منازل محتملة أخرى قبل أن يجبرهم ارتفاع المد على الهجرة.

وأردفت: “نعتقد أن قيمنا في المسؤوليات المشتركة هي قيم يمكن أن تساعد الشخص حقًا على الاستقرار بشكل ملائم مع احترام قوانين الأوطان الجديدة”.

Exit mobile version