خاص الهديل:
صار واضحا بالنسبة لاسرائيل كيف ستسير الأمور على مسار اعلان حكومة يائير لابيد الموافقة على مسودة اتفاق هوكشتاين بشأن ترسيم الحدود البحرية مع لبنان : فبعد ان تسلمت تل ابيب اقتراح الوسيط الأميركي اموس هوكشتاين بخصوص الاتفاق على الحدود البحرية بين لبنان وإسرائيل؛ سوف يتم داخل المجلس الوزاري الاسرائيلي المصغر مناقشة – ما يسميه ” الكابينيت “- التفاصيل النهائية لاقتراح هوكشتاين، حيث سيدلي بنهاية هذه النقاشات رئيس الحكومة الإسرائيلية يائير لابيد ببيان سيقول فيه، على الأرجح، أن معايير اتفاق هوكشتاين تحافظ على المصالح الأمنية السياسية لاسرائيل من جهة، وتحافظ من جهة ثانية على مصالح اسرائيل الاقتصادية.
وبات واضحا ايضا ان معسكر لابيد سوف يركز في مجال تنافسه مع معسكر نتنياهو ، على إظهار أن اتفاق ترسيم الحدود البحرية مع لبنان، أدى إلى تحقيق ما يسمى بالانجازات الخمسة التي نالتها تل أبيب من توقيعها على اتفاق هوكشتاين .
ما هي ” الانجازات الخمسة” التي تتكرر نقاطها هذه الفترة في تصريحات ومطالعات لابيد عن اتفاق هوكشتاين مع لبنان؟؟ :
الانجاز الأول يتمثل بزعم لابيد بأن حكومته نجحت، حيث فشلت حكومة نتنياهو طوال عشر سنوات، بترسيم الحدود البحرية مع لبنان والحصول على “صفقة الغاز “، كما يسمي لابيد اتفاق هوكشتاين .
الإنجاز الثاني يتمثل بحسب لابيد بحقيقة أن اتفاق ترسيم الحدود البحرية مع لبنان الذي سيسمح بتقاسم الغاز ، سيؤدي الى تعزيز الأمن في الشمال ( اي على الحدود الفلسطينية المحتلة مع لبنان).
وهنا يبرز من خلال عدة تصريحات للابيد او للاعلاميين والسياسيين الاسرائيليين المحيطين به، التركيز على فكرة ان معادلة الجبهة الشمالية مع لبنان ، سوف تدخل بعد توقيع اتفاق الغاز ” قفص المصالح المتبادلة بغص النظر عن الاعتراف السياسي بين بيروت وتل ابيب ” . وهذا يعني بحسب زعم جماعة لابيد، ان الجبهة الشمالية مع لبنان ستنهي حقبة الصراعات المسلحة والعقائدية التي كانت ايام وجود الفصائل الفلسطينية في لبنان ، و لغاية حقبة حزب الله!! .
الإنجاز الثالث يتصل بأن منصة كاريش سوف تبدأ بالعمل قريبا، وسيكون لهذا الأمر نتائج باهرة ، حيث سيسمح ذلك بدخول أموال كثيرة إلى ” خزينة الدولة الاسرائيلية”.. وعليه سوف يكون هناك وفرة غاز في إسرائيل هذا الشتاء ومستوى خدمات ممتازة ” لمواطنيها” ، ويحدث هءا في الوقت الذي ستشهد فيه أوروبا هذا الشتاء، نقصا حادا في الغاز، وتدنيا ملحوظا بمستوى الخدمات لمواطنيها. وهذا سيظهر ليهود أوروبا أن خيار العيش في إسرائيل، هو الأكثر أمنا والاكثر رفاهية، من خيار العيش في أوروبا، أو في أي بلد اخر…
.. وتختم هذه المطالعة الدعائية الاسرائيلية لتقول أن هذا الشتاء سيكون بامتياز ” شتاء الامن والرفاهية الاسرائيلية” ..
الانجاز الرابع يتمثل بأن رئيس وزراء الكيان العبري، يعتبر أن توقيع اتفاق هوكشتاين سينجز أخر الخطوات الضرورية على مستوى ما يسميه لابيد ب ” ضمان استقلال طاقة إسرائيل “.
الإنجاز الخامس: يتصل بتوجه لابيد للادعاء – ربما ‘ بقصد التضليل ، او ربما لأنه يعتقد ذلك حقا – ، بان السماح للبنان باستغلال حقل غاز يجني منه عائدات مالية، سيؤدي ” الى إضعاف تعلق لبنان بايران، وسيكبح مشروع حزب الله داخل لبنان ، وسيجلب الاستقرار الاقليمي”.