كتب شادي هيلانة في “أخبار اليوم”:
كثر لا يعلمون انّ رئيس مجلس النواب نبيه برّي، هو الرابح الوحيد هذه الايام، بعدما دفع بدهائه السياسي الى منع الرئيس ميشال عون من تحقيق ايّ من اهدافه، كما انّهُ هو من يقود هذه المرحلة، ليدفع بين القوى السياسية الرئيسيّة الى التوافق على شخص الرئيس العتيد، بعيداً عن الاصطفافات والعنتريات، كي لا يكون العهد المقبل نسخة طبق الأصل عن ولاية الرئيس ميشال عون.
بالتأكيد، انّ شعبية برّي ووقوف الحزب خلفه ضمنت له البقاء لِولاية سابعة جديدة على رأس المجلس، لذلك يدرك “الاستيذ” انّ هناك استحالة تامة لانتخاب رئيس جديد خلال المهلة القانونية، كما انّ القوى الداخلية ليست بصدد (اقله في الوقت الراهن)، تزخيم إتصالاتها مع الخارج لحسم موقفها عبر تأمين التوافق على رئيس “تسوية” يحظى بإجماع الجميع.
وتقود المعلومات، الى انّ تعبيد الطريق أمام الرئيس المكلف نجيب ميقاتي، والضغط الجاري من قبل الحزب على حليفيه عون والنائب جبران باسيل، هما من صنع برّي وقنواته الخاصة، لتشكيل حكومة تدير المرحلة عند انتهاء ولاية عون، وهذا يعني لهُ الكثير سياسياً، ويعزز دوره كقائد جماهيري يعزف للناس لينتزع منهم التصفيق في المرحلة المقبلة.
صحيح انّ الرؤساء الثلاثة خرجوا من الاجتماع الذي عقد في قصر بعبدا يوم امس بموقف واحد موحد فيما خص ترسيم الحدود البحرية مع اسرائيل، لكنّ ما بدا لافتاً الإبتسامة العريضة التي رسمت على وجه رئيس المجلس، قائلاً: “قمحة ونص”، في حين تساءلت بعض الجهات السياسية، عما تدل فرحة برّي، هل فعلاً عن ما يحمله ملف الترسيم من اجواء ايجابية، ام انّ برّي يُدرك تماماً انّ الترسيم لنّ يسجل انجازاً في سجل عهد عون الّا بعد رحيله من بعبدا؟