ضمت جلسة “إعلام لبنان من العصر الذهبي. إلى أين؟” التي انعقدت ضمن فعاليات اليوم الثاني من منتدى الإعلام العربي، مجموعة من الإعلاميين اللبنانيين الذي ينتمون لعصور مهنية متباينة وصادمة في أوضاعها السياسية والأمنية والإعلامية، عاشها لبنان خلال العقود الثلاثة الماضية. وأجمع المشاركون في الجلسة التي أدارتها الإعلامية جويس عقيقي، وشارك فيها الإعلامي والكاتب زافين قيومجيان والإعلامي طوني بارود والإعلامية جيسكا عازار، على انهم باقون على عهد “الاعلام” لخدمة الإنسان العربي واللبناني، كلا حسب رؤياه وتطلعاته وطاقاته وطموحاته، وذلك رغم كل ما تواجههم من صعوبات نتيجة ما يعاني منه الاعلام اللبناني والعربي من أزمات.
ولم يسعف وقت الجلسة الإعلامي زافين قيومجيان لشرح كثير من الظواهر الاجتماعية والظروف الإنسانية والاقتصادية التي أثرت وتأثرت بالإعلام اللبناني، والتي بدورها حملت عدد من النتائج الهامة والمفصلية التي اشتغل قيومجيان على فهمها ودراستها خلال السنوات ال 20 الماضية في أبحاثه الاكاديمية والاستقصائية التي تكاملت مع مشواره الإعلامي الطويل نسبيا، الذي بدأ في سن مبكرة تعود الى أيام الدراسة.
وتحدث قيومجيان عن تجربته في خوض مرحلة جديدة في حياته المهنية من خلال برنامج “الساحة” الذي يقدمه عبر شبكة الانترنيت ويحاور فيه كل الفئات والأعمار، معتبرا أن الاعلام اللبناني بحاجة الى اعلاميين قادرين على تقييم قدراتهم وطاقاتهم بما يخدم توجيهها نحو مصلحة الانسان وهموم المواطن. وأكد انه لا يرى نفسه اليوم في أي مؤسسة إعلامية لأن ذلك عهد ولى بالنسبة اليه، لأنه بات منشغلا بإعادة بناء قدراته وتسخيرها بشكل جديد ومغاير، يعبر عن طموحاته في هذه المرحلة من عمره الإنساني والمهني.
الإعلامي طوني بارود الذي يحتل شهرة واسعة في الاعلام اللبناني بسبب قربه من الانسان والمشاهد بحكم التزامه المهني وعمله الدائم على تطوير نفسه والانتقال من موقع الى آخر بنفس الجدارة، قال إنه لا يزال يرى نفسه في المؤسسات الإعلامية والإخبارية، وانه لم يفقد الثقة بقدرة الاعلام اللبناني على تخطي كل الظروف والصعاب التي تنال من كل قطاعات الحياة في بلد مزقته الأزمات.
أما جيسكا عازار التي تنتمي وجويس عقيقي الى جيل الإعلاميين الشباب، فقد أكدت ان كل جيل من الأجيال الإعلامية اللبنانية كان له دوره وبصمته، وان كل اعلامي يمثل نفسه ويحتل موقعه، مضيفة ان المرحلة الحالية والمقبلة تحتاج صبر وصمود من قبل كل المهتمين والغيورين على الاعلام اللبناني الذي كان دائما من الرواد الأوائل والمبتكرين ورافعين راية الريادة والنجاح منذ عشرات العقود، سواء على صعيد الصحافة المكتوبة او الإعلام المرئي والمسموع، وصولا الى الاعلام الجديد.
وحضر الجلسة الإعلامي نيشان الذي كان له مداخله أثار فيها نقطة هامة مفادها ان الاعلام العربي لا يقدر الطاقات والمواهب ولا يكافئ المهنيين الحقيقين، على عكس مؤسسات الإعلام الغربية التي تقدر قيمة العطاء المهني وتستقطب وتشجع الجادين والمتميزين.