عينّ رئيس النظام السوري بشار الأسد نائب وزير خارجيته والدبلوماسي الأكثر قرباً من إيران بشار الجعفري سفيراً لدى روسيا الاتحادية، خلفاً للسفير السابق رياض حداد الذي أنهى مهامه رسمياً نهاية أيلول/سبتمبر.
وقالت وكالة أنباء النظام “سانا”، إن الجعفري أدّى اليمين الدستورية أمام الأسد الذي “زوّده بتوجيهاته”، بحضور وزير الخارجية فيصل المقداد ووزير شؤون الخارجية منصور عزّام.
وليس واضحاً بعد سبب إعادته سفيراً، بعدما كان نائباً لوزير الخارجية، ومرشحاً لتولي وزارة الخارجية التي رست في النهاية على فيصل المقداد.
وبعد وفاة وليد المعلم، كان الجعفري المرشح الأوفر حظاً ليخلفه بالمنصب، لكن نائب المعلم حينها فيصل المقداد ظفر به بعدما تداولت الأوساط الموالية بقوة عن أن تعيين الجعفري يحتاج فقط لتوقيع الأسد، إلا أنه عيّنه نائباً للمقداد.
ويرى فريق من الموالين في تعيينه سفيراً لدى موسكو، تخفيضاً لرتبته السابقة، معيدين السبب إلى أسباب مجهولة كان قد تداول بها الإعلام التابع للمعارضة السورية في وقت سابق، وتتضمن تعمّد إخفائه لوثائق سرّية لم تتضح فحواها أثناء وجوده في الإمارات.
لكن تعيينه في منصبه الحالي، تداولت به أوساط المعارضة السورية وكذلك الأوساط الموالية قبل حدوثه بنحو شهر واحد، وذلك بسبب قيادة موسكو للتقارب التركي مع النظام السوري، والحاجة لرجل مثله يتمتع بتجربة سابقة مع روسيا خلال ترؤسه وفد النظام المفاوض في مسار أستانة التفاوضي في جولاته الأولى في 2017، مع هيئة التفاوض الممثلة للمعارضة السورية، بحسب الموالين.
والثلاثاء، قال نائب وزير الخارجية ونائب الرئيس الروسي للشرق الأوسط وإفريقيا، ميخائيل بوغدانوف، إن روسيا “أعطت الموافقة الرسمية على تعيين سفير سوري جديد في موسكو”.
رجل إيران
وعلى الرغم من بيانات الجعفري الرسمية التي تقول إنه ولد في دمشق في نيسان/أبريل 1956، إلا أن هناك روايات غير مؤكدة تشير إلى أن مكان ولادته الحقيقية هو مدينة أصفهان الإيرانية، وتلك الروايات أُخذت من لسان الجعفري في سرديات مجالسه مع الدائرة المقربة منه.
ويتقن الجعفري اللغة الفارسية، ومتزوج من سيدة إيرانية أيضاً، وحاصل على شهادة جامعية من إحدى الجامعات الإيرانية، كما له كتب تبرز ثقافته وتعمّقه بالتاريخ والثقافة الفارسية، أبرزها كتاب “أولياء الشرق البعيد” الذي يبرز دور إيران في نشر الإسلام في أرخبيل الملايو.
مدافع شرس عن الأسد
وتنقّل الجعفري بين مناصب دبلوماسية عدة منذ العام 1980، حتى عيّن في منصب السفير فوق العادة والمفوض والممثل الدائم لسوريا لدى مكتب الأمم المتحدة في جنيف، ثم منصب سفير سوريا الدائم لدى الأمم المتحدة في نيويورك في 2006، وبقي في منصبه حتى وفاة وزير خارجية النظام السابق، وليد المعلم، في تشرين الأول 2020، ومنذ ذلك الحين يشغل منصب نائب وزير الخارجية.
وخلال تلك المدة الطويلة لعمله كسفير في الأمم المتحدة التي واكبت بدء الثورة السورية، دافع الجعفري عن نظام الأسد حتى اعتبر أبرز رجالات النظام.