كتب عوني الكعكي:
نشرنا على 3 حلقات عن مؤتمرات «باريس 1 و2 و3» واليوم ننشر ما حدث في «مؤتمر سيدر» الذي يمكن في الحقيقة إطلاق عليه اسم «باريس 4-».
أهميّة العودة الى المؤتمرات الدولية التي عقدت في باريس من أجل مساعدة لبنان هي ان هناك فريقين في لبنان:
فريق 14 آذار بقيادة أولاً الشهيد الكبير الرئيس رفيق الحريري الذي استثمر علاقاته الدولية وأهمها علاقته المميزة بالرئيس الفرنسي جاك شيراك الذي كان بالفعل عرّاب مؤتمر باريس الذي هو في الحقيقة مؤتمر لمساعدة اللبنانيين جميعاً وليس لفئة أو طائفة واحدة بل لكل اللبنانيين، وأكمله ابنه الرئيس سعد الحريري في «مؤتمر سيدر» الذي عقد لدعم الاقتصاد اللبناني في باريس أيضاً. وكان يهدف الى جمع الأموال لتعزيز اقتصاد واستقرار لبنان، المهدّد جرّاء الأزمات الإقليمية. وقد بلغت حصيلة «مؤتمر سيدر» ما يقارب الـ 11 مليار دولار، قروضاً ميسّرة وهبات.
فقد تعهد البنك الدولي بمنح أربعة مليارات دولار على مدى خمس سنوات لتمويل مشاريع استثمارية. كما قررت السعودية تجديد قرض بقيمة مليار دولار، كانت قد قدمته الى لبنان في السابق من دون أن يتم استخدامه. وأعْلَنَ المدير العام للصندوق الكويتي للتنمية الاقتصادية العربية، عبد الوهاب البدر منح لبنان 500 مليون دول قروضاً، واعلنت قطر تقديم 500 مليون دولار، والبنك الاسلامي للتنمية 750 مليون دولار على خمس سنوات، ومن ناحيته قدّم الصندوق العربي للتنمية 500 مليون دولار مع إمكانية رفع المبلغ الى مليار دولار.
من جهة الدول الاوروبية، منحت فرنسا لبنان 550 مليون يورو بفوائد مخفضة. وقدّم البنك الاوروبي لإعادة التعمير 101 مليار يورو. وقدّم بنك الاستثمار الاوروبي ملياراً ونصف مليار يورو. وقدمت ايطاليا 120 مليون يورو، وتركيا 200 مليون دولار، وأميركا 115 مليون دولار، وبريطانيا 40 مليون جنيه استرليني.
وأكد الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون في نهاية المؤتمر ضرورة المحافظة على استقرار لبنان.
ولو التزمت الدولة اللبنانية بتنفيذ الاصلاحات المطلوبة لكنا اليوم نعيش بنعمة الدولار على سعر 1507 ليرات، أي كنا ملوكاً.
وللتاريخ نقول هنا أيضاً إنّ حاكم مصرف لبنان الاستاذ رياض سلامة حاول بجميع الطرق الحفاظ على استقرار العملة مقابل الدولار بانتظار الحل السياسي، لأنّ مشكلة لبنان الحقيقية تبدو في ظاهرها اقتصادية – مالية – اجتماعية لكن في الحقيقة هي سياسية… إذ كلما أراد فريق أن يقوم بإصلاح وهي على فكرة يمكن اختصارها بالشكل التالي:
-1 إصلاح إداري.
-2 إصلاح مالي.
-3 تسليم المؤسسات المنتجة ليديرها القطاع الخاص لأن القطاع العام وبسبب التدخلات السياسية لا يستطيع النجاح..
-4 إصلاح قطاع الكهرباء، وذلك بالخصخصة.
-5 إصلاح قطاع الهاتف بالخصخصة.
-6 إصلاح إدارة المرفأ بالخصخصة.
-7 إصلاح إدارة المطار بالخصخصة أيضاً.
ففي الوقت الذي كان شهيد لبنان الرئيس رفيق الحريري يسعى وأكمل المسيرة ابنه الرئيس سعد الحريري طبعاً من دون نكران دور كل جماعة 14 آذار.
في المقابل، كان هناك من يضع العصي بالدواليب ويمنع أي إصلاح، بل بالعكس نستطيع القول إنّ الذي أوصل البلاد الى ما نحن فيه سياسة الممانعة والمقاومة التي بدل أن تترك لبنان ليصبح مثل سويسرا أوصلته الى أن يكون بلداً فاشلاً كإيران وسوريا والعراق واليمن.
بوما ان الشيء بالشيء يذكر، فإننا نذكّر القارئ الكريم بما فعله الرئيس إميل لحود بالرئيس الشهيد رفيق الحريري حيث وضع كل ما لديه من عقبات أمام مسيرته الانقاذية، وهو ما ينطبق تماماً على ما فعله فخامة الرئيس عون اليوم مع الرئيس سعد الدين الحريري الذي جمع كل العقبات أمام مسيرة الانقاذ التي حاول الرئيس سعد الدين الحريري تنفيذها، فطارت إنجازات «سيدر» كما طارت وتبخرت إنجازات «باريس واحد و2 و3».
وختاماً أقول: إنّ الـIMF ليس الحل الوحيد للمشكلة الاقتصادية… بل هناك مسلّمات يجب على الحكم اتباعها لينهض لبنان من كبوته