الهديل

الشيخ مظهر الحموي: تعالوا ننظر الى أحوالنا وأوضاعنا في ذكرى مولد النبي محمد (ﷺ)

إن هذه المناسبة الطيبة تحدونا لأن يكون هذا النبي أسوة لنا وقدوة وإلا فإن إنتسابنا له (ﷺ) سيبقى منقوصا ولا يؤدي الغاية المطلوبة.
أجل إننا بحاجة الى التأسي به في كل مناحي حياتنا في أقوالنا وأفعالنا وعلاقاتنا ومعاملاتنا لا أن ندعي حبه ثم نخالفه ثم ندعي إنتسابنا إليه.
ونأسف بأن الكثيرين ممن يحتفلون بهذه المناسبة لا يسيرون على نهجه ولا يستنيرون بهديه، حيث نرى الإنفلات الأخلاقي بكل أشكاله وخاصة في وسائل الإعلام والإنترنت والفضائيات ، وفيهم من يعتقد أنه من ذوي الرأي والحصافة ، ولكن ما يزالون يعتبرون ذكرى مولد الرسول ﷺ يوم عطلة وإقامة ندوات ومهرجانات يتكرر فيها الكلام عن صفات النبي العظيم وسيرته الوضاءة وبعدها لا يتأسون به ولا يقتدون بمحاسن أخلاقه.
ويطيب لنا في ذكرى مولد الحبيب محمد (ﷺ) أن نقف متأملين واقع المسلمين وأحوالهم وأوضاعهم، علنا نغتنم هذه الذكرى لتصحيح أخطائنا وتدبر زلاتنا لنكون حقا منتسبين الى هذا النبي العظيم.
وتطالعنا ونحن على مفترق طرق هام وحيوي ، ما حل بالشعب اللبناني من مذلة ومهانة بعد أن سرقوا ثرواته وتركوا ساحات البلد ودوائره ومؤسساته يعشعش فيها الفساد والسمسرة والرشاوى ، وحُرم غالبية الناس من حقها من عيش حر وكريم ، دون أن يرف لهم جفن .
وحسبنا الله ونعم الوكيل على ما وصلنا إليه من واقع أليم وحقيقة مرة بتفرق ذميم  بحيث يتطلع واحدنا الى واقعنا بأسف وحنق لهذا المصير الذي آلت اليه طائفتنا من تفسخ وتشرذم ، ولا من أحد يتصدى لهذا الواقع الأليم .
ويعتصر القلب أسى الى ما يخطط لنا من سيطرة فئة تسعى لإحتكار الحكم لتكون لها السيطرة على السلطة في  لبنان ما ينبئ بمزيد من التوتر وعدم الأمن والأمان واننا أمام مصير مجهول ومستقبل مظلم.
الأمر نفسه مع المؤسسات الإسلامية المتنافرة ، مما يثير الريبة في هذا الوضع الذي يقول فيه الجميع أنهم غير راضين عنه ، ولكن بموقفهم وموقعهم وبعدم التقدم نحو الإصلاح وتقريب وجهات النظر فيما بينهم وبعدم وضع إستراتيجية لمصلحة الطائفة وخاصة في مثل هذه الظروف الحالكة التي نعيش ، فدعونا نقولها بصراحة وبصدق وإخلاص وتجرد ، انهم لا يساهمون فقط بالتنافر والفرقة بل يعملون على تعميق الشرخ والإنقسام .
مطلوب منا التراحم والتسامح والغض عن أخطاء بعضنا والتمسك بصفاته عليه الصلاة والسلام والتي عبر عنها المولى سبحانه وتعالى (وَمَاۤ أَرۡسَلۡنَـٰكَ إِلَّا رَحۡمَةࣰ لِّلۡعَـٰلَمِینَ) فكيف بنا نحن المسلمين الذين ينبغي أن نكون أولى بالتراحم فيما بيننا، لا أن نذرّ الفتن والغيبة والنميمة فيما بيننا بل أن ننصت للآية الكريمة { مُّحَمَّدࣱ رَّسُولُ ٱللَّهِۚ وَٱلَّذِینَ مَعَهُۥۤ أَشِدَّاۤءُ عَلَى ٱلۡكُفَّارِ رُحَمَاۤءُ بَیۡنَهُمۡ } .
مطلوب منا في هذه الذكرى أن نتخلى عن أنانيتنا ومصالحنا الشخصية والدنيوية والحزبية ، لنسلتهم الدروس والعبر ممن كانوا حوله عليه الصلاة والسلام من الصحابة رضوان الله عليهم أجمعين .
ألا فلتكن ذكراه عليه الصلاة والسلام مناسبة لمراجعة حساباتنا حيث نقف فيها على أخطائنا ، وفي ذلك نكون قد أعربنا عن حبنا له طاعة لأوامره وزجرا لنواهيه.
ألا فلنجدد العهد بسرعة حتى لا تنقض علينا الأمم وتتكالب . ولا نعتقد بأن أحدا يرضى بهذه الحال . إذا فلماذا لا نبادر الى إستعادة قيمنا ودورنا منذ الآن ؟
أسئلة يجب أن نتطارحها بكل صدق وإخلاص وتجرد لنكون فعلا على منهجه لأن المحب لمن يحب مطيع.
 أخوكم الشيخ مظهر الحموي
Exit mobile version