خاص الهديل:
وصف يائير لابيد ملاحظات لبنان على مسودة هوكشتاين بأنها جوهرية، بمعنى انها تغير في الاتفاق، ولا يمكن قبولها، بينما واشنطن وصفتها بأنها ملاحظات صغيرة ويمكن تجاوزها وحلها.
والواقع انه بين عبارتي ” جوهرية” حسب لابيد، و ” صغيرة” حسب واشنطن،، تكمن فسحة حظوظ الحل، وقيام واشنطن بجهد لاعادة اتفاق هوكشتاين إلى مسار انجاز التوقيع عليه بين لبنان وإسرائيل.
واضح ان واشنطن تعطي اولوية لإبرام اتفاق هوكشتاين الآن وليس بعد شهر، وهذا ما يجعل واشنطن ترى ان ملاحظات لبنان صغيرة ، كونها تقاربها بحجم هدفها الاستراتيجي الكبير الذي تسعى لتحقيقه والذي يتقرع انجاز تقسيم الغاز بين تل ابيب وبيروت ، من عنوانه الرئيس المتمثل بإرسال غاز المتوسط إلى أوروبا.
.. أما لابيد فهو يرى ملاحظات لبنان جوهرية و كبيرة وتنسف مسودة هوكشتاين، كونه ينظر إلى الملف من ثقب الباب الاسرائيلي الداخلي المتغلق بموقف نتنياهو الذي يترصده عند كل فاصلة في الاتفاق، ويعمل ما بوسعه لاستفلال اي شبهة تنازل للابيد بغية توظيفها في تقليل حظوظ فوزه في الانتخابات التي أصبح موعدها وراء الباب.
وبغض النظر عن الخلفيات التي تتحكم بالخلاف الحاصل حاليا بين تل ابيب وبيروت، فإنه يظل مهما تسليط الضوء على طبيعة الخلاف الحاصل حاليا بين الطرفين ؛ أي إيضاح ما طلبه لبنان ورفضته إسرائيل، وما تريده تل – ابيب وترفضه بيروت؟؟.
منذ بداية المفاوضات وضعت إسرائيل بندان اعتبرتهما بمثابة خط أحمر، وانها لن تقبل بأي اتفاق مع لبنان لا يتضمن احترام تنفيذ هذين البندين :
البند لأول هو تحديد اسرائيل خطا فاصلا بين لبنان وفلسطين المحتلة، غير الخط الذي حدده لبنان . وتريد إسرائيل من لبنان ان يعترف بالخط الذي حددته على أنه هو الحدود الدولية ، ولكن لبنان يرفض هذا الطلب ويصر على عدم الاعتراف بهذا الخط الاسرائيلي.
.. وعليه فإن الخلاف بين لبنان وإسرائيل على هذا الموضوع ليس صغيرا بالنسبة للبنان ، كونه يتعلق بحدوده وسيادته على حدوده مع فلسطين المحتلة.
البند الثاني يتعلق بالعائدات من شركة توتال الفرنسية ، والتي من المتوقع أن تقوم بالتنقيب في حقل قانا ، وتعطي إسرائيل جزءً من الأرباح ، مقابل تنازل إسرائيل عن 30٪ من الحقل الذي تملكه.
والمشكلة هنا هي ان إسرائيل تطالب بأن يكون لها حق النقض على التنقيب عن الغاز وإنتاجه في حقل قانا ، طالما لم يتم تسوية اتفاق بينها وبين شركة توتال على توزيع الأرباح، ويعارض لبنان هذا الطلب الاسرائيلي بقوة .
بكل الاحوال فإن البندين اللذين يشكلان سبب الخلاف الحالي المعرقل لتوقيع اتفاق هوكشتاين، لا يمكن وصفهما بانهما بنود صغيرة ، بل هي بنود يحق للبنان ان يعتبرها سببا لخلاف حوهري ؛ وعليه فان حل هذا الخلاف ممكن من خلال ان تضغط واشنطن على لابيد كي يكف عن تصوير ملاحظات لبنان بأنها اعتداء على اسرائيل، ويتوجب الرد عليه بشن “حرب استباقية” ضد حزب الله كما قال وزير الجيش الاسرائيلي غانتس. والواقع ان هناك ثلاثة محاور يجب لحظها الان لمعرفة كيف سيتطور الموقف خلال بحر الاسبوع المقبل؛ بمعنى هل سيذهب الوضع الى مزيد من التصعيد؟؟، ام الى هدنة اميركية؟؟ ، ام إلى ضربة استباقية اسرائيلية كما هدد غانتس؟؟ ..
أما المحاور الثلاثة النشطة حاليا، فهي اولا – المحور الفرنسي النشط مع حزب الله.. الثاني هو محور نائب رئيس مجلس النواب الياس ابو صعب مع هوكشتاين؛ المحور الثالث يتمثل بضغوط بايدن على لابيد ..
والواقع ان الايام المقبلة ستحمل نتيجة الاتصالات على هذه المحاور الثلاثة ، حتى يتبين ما هو الحل الممكن الذي،توافق عليه واشنطن ، علما انه من غير المستبعد أن يتم ترتيب ” حل على الحامي ” ، اي حدوث حرب محسوبة التصعيد لأيام قليلة، يليها توقيع اتفاق هوكشتاين!!.