الهديل

خاص الهديل: ميشال رينية معوض” و”سليمان طوني فرنجية” : طموحات ابناء الشهداء والحاجة لدفن الماضي..

خاص الهديل _

حينما تم انتخاب رينية معوض لرئاسة الجمهورية ، وذلك في فترة دخول لبنان بدايات عهد الطائف ، برز تفاؤل كبير لدى اللبنانيين بمستقبل المرحلة الجديدة..

.. وقال كثيرون حينها أن ” المكتوب يقرأ من عنوانه “، وإذا كان عنوان جمهورية الطائف. هو رينيه معوض، فهذا أمر يبشر بالخير. ولكن عند اغتيال رينيه معوض بعد انتخابه رئيسا ، وقبل أن يدخل إلى قصر بعبدا. تبدل التفاؤل، وقال حينها كثيرون ايضا ” أن المكتوب يقرأ من عنوانه” ، وإذا كان اغتيال معوض هو عنوان جمهورية الطائف، فهذا أمر يبشر بأسوأ التوقعات.

أنذاك ، كان لافتا أن النواب الذين انتخبوا رينيه معوض، عادوا وانتخبو هم ذاتهم الياس الهراوي رغم ان بين الشخصيتين – رحمهما الله – فوارق لا تحصى، وحتى يمكن القول اته ليس هناك وجه شبه واحد بينهما. وحينها قال الكثيرون ايضا ان ” المكتوب يقرأ من عنوانه” ، ذلك أن انتخاب نفس النواب الهراوي ليخلف الرئيس معوض ، رغم الفوارق بينهما. إنما يؤشر إلى أن الطائف هو جمهورية القوى الخارجية التي تملي ارادتها على القوى اللبنانية الداخلية. 

أن اكثر شخصية يجب أن تكون معنية بالتوقف عند تلك الوقائع التي حدثت خلال فجر الطائف هو ميشال رينية معوض، وايضا كل الشخصيات و القوى السياسية التي ترشح ميشال رينية معوض لرئاسة الجمهورية.

لماذا ؟؟ 

.. لأن ” المكتوب يقرأ من عنوانه” ايضا، وذلك لجهة ان ميشال معوض كوالده، لن يكون مرشح تسوية كل عائلة الطائف اللبنانية والدولية ، بل هو كوالده مرشح بعض أجنحة الطائف الداخلين والخارجيين؛ ولذلك حينها انتخب رينية رئيسا ولكنه لم يصبح فخامة الرئيس؛ ولذلك سيرشح ميشال لليوم للرئاسة من دون أن يصبح رئيسا. 

الواقع انه لا ميشال نجل الرئيس الشهيد رينيه معوض، ولا سليمان نجل الشهيد طوني فرنجية وحفيد الرئيس سليمان فرنجية، يمكن لأحدهما ان يحل مشكلة ان احياء النبض في سلالتهما الرئاسية، تؤدي إلى نكأ جروح الماضي لدى جهات كبيرة ، لا تزال لها ادوار، ولا تزال تهتم بترميم الجروح السابقة، واقفال صفحات دامية جرت في الحقب الماضية. 

.. وعليه فإن ترشيح سليمان فرنجية كما ترشيح ميشال معوض، ينطلق في جانب اساسي من فكرة تعويضهما الدم الذي سفك بحق والديهما. وبالنسبة لفرنجية يضاف لذلك تعويضه عن قبوله خلال الانتخابات الرئاسية الماضية انتظار أن يأني دوره للرئاسة بعد دور ميشال عون.. ولكن بالنهاية سيكتشف كل من ميشال رينية معوض وسليمان طوني فرنجية أن الرئاسة في لبنان تصل لوجود جديدة لا تذكر القوى الثابتة والمخضرمة بافعال ماضية صار الوقت مناسبا ليس فقط لإقفالها، بل ايضا لعدم السماح لحصول احداث تذكر بها.. والواقع أنه مهما قال رينية معوض انه يسامح بخصوص اغتيال والده ، ومهما قال سليمان فرنجية انه يسامح بخصوص والده ، الا ان الذاكرة الجماعية اللبنانية وتلك الخارجية ذات الصلة ، لا تريد إعادة إنتاج احداث تذكر بالصفحات السود التي جرت خلال الحرب اللبنانية وصولا لبدايات تركيب نظام الطائف الذي شهد مطلعه ايضا ، صفحة سوداء دامية باغتيال الرئيس الشهيد رينية معوض. .

Exit mobile version