الهديل

معوّض يستوفي الشروط: تكتيك رئاسي أو قناعة؟

كتبت نجوى أبي حيدر في “المركزية”: 

إلى عدّاد الجلسات الرئاسية التي دعا وسيدعو اليها، رئيس مجلس النواب نبيه بري قبل وبعد دخول البلاد مدار الشغور الذي تؤكد معطيات الساعة ومواقف القوى السياسية ان لا مفرّ منه، في ضوء عدم حسم فريق 8 آذار مرشحه حتى الساعة وتخبط المعارضة في ما بينها في ظل عجز عن التوحد خلف مرشح واحد. إلى هذا العدّاد، ستنضم بعد غد جلسة هي الثانية، لن يُكتب لها ان تخرج بانتخاب رئيس، وحدّها الاقصى تأمين النصاب لاقتراع يشبه سيناريو الجلسة الاولى بفارق بضعة اصوات اضافية للمرشح النائب ميشال معوض.

من بكركي، أمس الأوّل، كان لافتًا انتقاد البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي بقوله “الشعب ينتظر الخروج من أزماته المتراكمة واستعادة دوره تجاه ذاته ومحيطه، لكنه لا ينظر بارتياح إلى شعار التغيير، إذ يخشى تمويهه بين حدين: تغيير أسماء من دون تغيير شوائب النظام، وتغيير النظام التاريخي والديمقراطي من دون إسقاط نظام الأمر الواقع. في كلام الراعي وبين سطوره رسائل “تغييرية” تستوجب من يفهم مراميها والاهداف، فهل تتلقفها المعارضة وقوى التغيير والمستقلون الراغبون حقيقة بالتغيير؟ ام ان التشرذم سيبقى متسيداً المشهد المعارض وكل فريق مرابض على جبهة مرشح حظوظه بالوصول معدومة؟

في قراءة يجراها مصدر سياسي معارض عبر “المركزية” شرح واف لأسباب إجماع الأحزاب المعارضة على ترشيح النائب معوض، إذ يقول أنّ سليل البيت الوطني وابن الرئيس الشهيد رينيه معوض يكاد يكون الشخصية الاكثر اعتدالًا للمرحلة والأكثر قدرة على التعاطي مع الداخل والخارج من خلال شبكة علاقاته الدولية الممتدة من الغرب الى العرب فالخليج، خلافًا لأسماء كثيرة محسوبة على هذا الطرف او ذاك ومصنّفة من محور الممانعين بالاستفزازية، في حين أنّ رئيس مجلس النواب نبيه بري أراد منذ ما قبل الاستحقاق أسماء توافقية، فكان ان ارتأت الاحزاب هذه اختيار الأكثر انطباقًا مع التوافق، بعكس ما يُروّج البعض من قوى التغيير أو غيرهم ممن يعاندون حتى الساعة، طارحين اسماء أصحابها بحد ذاتهم لا يريدون المنصب الرئاسي على الارجح، ذلك ان معوض السيادي الوطني لا يُصنف استفزازيا ولا محسوبا على محور، وللتذكير فهو في انتخابات العام 2016 النيابية تحالف مع التيار الوطني الحر، وفي انتخابات 2022 مع لائحة المستقلين في مواجهة قوى من فريق 14 آذار لا سيما “القوات اللبنانية”، أكبر الأحزاب المسيحية شمالًا، وهو الذي رشحه الى جانب حزبي الكتائب والاشتراكي وكتلة التجدد الى منصب رئاسة الجمهورية اليوم، اقتناعا بقدراته ومؤهلاته وليس مجرد تكتيك لحرقة كما يحلو للبعض ان يروّج.

تبعا لذلك، يضيف المصدر، ليس معوض استفزازيًا ولا حزبيًّا بل وطني صرف يستوفي الشروط الوطنية والسيادية، يتطلع الى تحقيق مشروع انقاذي للجمهورية سعى قبله والده لانقاذها، فرصدته ايادي الشر والغدر وتمكنت من اغتياله واغتيال الانقاذ حتى يومنا هذا، وقد نجحت في منع أي سيادي من استكمال مسار بناء الوطن، ممعنة في دكّ كل اسس ازدهاره فكانت ان حولته من مصرف الشرق الى مستعطٍ مستجدٍ لفلس  على ابواب صندوق نقد او بنك دولي، ومن مستشفى الشرق الى قلة قليلة من مستشفيات تقاوم وتناضل باللحم الحيّ لعدم الاقفال بعدما هاجر اطباؤها واطقمها التمريضية وندر فيها الدواء، ومن صرح الشرق التعليمي الى جامعات ومدارس عاجزة عن التعليم لكثرة ما هاجر اساتذتها وغادر طلابها.

هذا غيض من فيض المشروع المناوئ لذاك الذي يريده ويسعى إلى تحقيقه النائب معوّض الذي يكاد يكون المرشح الجدي الوحيد  القادر على خلق دينامية رئاسية في مواجهة مشروع فراغ رئاسي يكرّسه محور المقاومة والممانعة ومن لفّ لفيفه من أحزاب وتيارات العهد، في حين ان ما يطرح من أسماء أخرى في البازار الرئاسي من جانب بعض القوى التغييرية يفتقد الى الجدية ومحاولة التغيير الفعلي على طريقة “عنزة ولو طارت”. فهل هذا الأسلوب الأمثل لانتخاب رئيس تغييري أم معبر لتمكين “حزب الله” من “تمرير” رئيس على غفلة او تمديد أمد الفراغ؟ يختم المصدر.

Exit mobile version