الهديل

“لن نقبل بعهد أسود آخر والاقتراع السنّي مقبل على تغيير”… ريفي لـ”النهار”: هذا ما تريده السعودية من الاستحقاق الرئاسي

“لن نقبل بعهد أسود آخر والاقتراع السنّي مقبل على تغيير”… ريفي لـ”النهار”: هذا ما تريده السعودية من الاستحقاق الرئاسي

كتب وجدي العريضي

تشهد الساحة الداخلية “عجقة” لقاءات للتكتلات النيابية على اختلافها والتي ستبلغ الذروة قبل الجلسة الثانية التي حددها رئيس المجلس النيابي #نبيه بري الخميس المقبل، وقد بات جلياً وفق المواكبين لهذا الحراك أن متغيرات ستحصل في الجلسة المقبلة على صعيد إعادة النظر في الاقتراع من غالبية نواب المعارضة، ما تمخّض بوضوح بفعل المشاورات والاتصالات الجارية على قدم وساق داخلياً وخارجياً، وحيث الأطراف الحزبية المعارضة من التقدمي الاشتراكي الى “القوات اللبنانية” والكتائب على موقفها الداعم للنائب ميشال معوّض، مع الأخذ في الاعتبار، وفق أحد النواب المخضرمين، أن كل المفاجآت تبقى واردة في خضم ما يحصل من تطورات دراماتيكية لبنانياً وخارجياً، الا ان المؤكد من الدوائر الضيقة لهذه الأحزاب أن خيارها لن يتبدل عن الاقتراع لمعوّض.

 

وفي غضون ذلك، السؤال المطروح: ماذا عن المشهد السنّي في الجلسة الثانية، لا سيما أن الاتصالات مع النواب السنّة الذين اقترعوا خارج السياق الذي تمّ التوافق عليه في لقاء دار الفتوى، ناهيك عن الدور السعودي الذي اضطلع به السفير وليد البخاري، قد فعل فعله في الجلسة الأولى وتداعيات حراكه ستكون واضحة المعالم في الجلسة التالية ولاحقاً على مستوى انتخاب الرئيس العتيد، وذلك ما تبدى من جراء زيارته الى الشمال وكثافة اللقاءات التي عقدها في الفيحاء، ربطاً بلقاءات باريس والاتصالات الجارية دولياً واقليمياً، انما ذلك لا توقيت له، فعنصر اللحظة الدولية والإقليمية المؤاتية هو من يلعب دوره ماضياً وحاضراً في الانتخابات الرئاسية.

 

في السياق، وعن التحرك النيابي السنّي يقول النائب #أشرف ريفي لـ”النهار”، إن “ثمة تحولاً سنّياً بدأ يشق طريقه بداية من الشرذمة الكاملة الى التكاتف والتواصل وقنوات مفتوحة بعد لقاء دار الفتوى بين غالبية النواب السنّة باستثناء من يدورون في فلك “حزب الله” بصورة مباشرة أو غير مباشرة، وهم في الحصيلة قلّة”، مؤكداً أن “الأيام المقبلة ستثبت انتقالنا الى مرحلة جديدة بانتظار الدور العربي الفاعل الذي سيساهم في توسيع مروحة التكاتف والتضامن، ولا سيما الدور السعودي الذي يجسده السفير البخاري، فللمملكة دعم تاريخي للبنان على كل المستويات وهي التي أعادت اعماره أكثر من مرة”. واكد ان لقاءه مع السفير البخاري “كان ايجابياً والسعودية ناخب أساسي في الاستحقاق الرئاسي، ويخطىء من يظن أنها تنحّت عن دورها وحضورها على الساحة اللبنانية، وبالتالي ما سمعته من السفير السعودي هو تأكيد على حرص المملكة على أمن لبنان واستقراره وخروجه من كبواته ومعضلاته، وهي مستمرة في مساندته على كل الصعد، ولكن في موضوع الاستحقاق الرئاسي أؤكد أن ليس ثمة أي مرشح يسوّق له السفير السعودي بل هناك إعادة للمّ الشمل وترتيب البيت السني، والرياض منذ زمن بعيد تقوم بهذا الدور، وهي على مسافة واحدة من كل المكونات اللبنانية والطوائف والمذاهب، انما على صعيد الانتخابات الرئاسية فهي تحدثت عن مواصفات الرئيس العتيد بأن يكون لبنانياً وطنياً عربياً، بعدما أخذنا الرئيس الحالي ومن جاء به الى محور الممانعة وايران وسلخنا عن محيطنا العربي، وفي هذا العهد الأسود أسيء للعلاقات مع السعودية ودول الخليج”.

 

ويضيف النائب ريفي “أن المرحلة الراهنة في لبنان ستشهد تحولاً كبيراً ودراماتيكياً، انطلاقاً من الصراع الروسي – الأوكراني، الى الأحداث التي تجري في إيران لتغيير النموذج الحالي ولا أستبعد سقوطه، كما علّمنا التاريخ أن هذه الأنظمة القمعية الاستبدادية الإرهابية آيلة الى السقوط، ناهيك عن ان حزب الله شهد في الآونة الأخيرة تراجعا في بيئته وفي المفاصل السياسية الكبيرة، اذ ثمة معلومات بأن ايران أبلغت إسرائيل انها على استعداد لإخلاء معسكراتها في سوريا وهو ما ظهر جلياً بعدما خفّت الغارات على الحرس الثوري الإيراني وحزب الله والنظام”، لافتاً الى أن “دور حزب الله بدأ يتراجع في لبنان والمنطقة وسلاحه وفائض القوة لديه لم يتمكن من حماية مصالح اللبنانيين، وعلى الأقل ودائعهم ولقمة عيشهم، بل هو من غطّى هذا الانهيار وسياسات هذا العهد البائد”.

 

وخلص ريفي قائلاً: “مشروعنا الدولة والعدالة والإصلاح والحفاظ على التعددية وخصائص لبنان الثقافية، ومن هنا لن نقبل أن يفرض علينا حزب الله رئيساً غيّر وجه لبنان أي هذا العهد الأسود المتمثل بميشال عون، ولذلك نتوقع تغييراً في الاستحقاق الرئاسي من خلال إعادة خلط الأوراق في المجلس النيابي والأوضاع ستتبدل عما كانت عليه في الجلسة الأولى، فحزب الله الذي فرض مرشحه الأسود في العام 2016 لن يتمكن حالياً من إعادة هذا السيناريو، وقد تأخر في اللحاق بالتطورات حيث ستكون المتغيرات على حسابه”، مؤكداً أن “هناك تغييراً سيحصل في مزاج اقتراع النواب السنّة في الجلسة الثانية أكان على مستوى الأوراق البيض أو سواها، وربما من نواب وتكتلات أخرى”.

Exit mobile version