يقترب فصل الشتاء ولا تزال الأزمات تنهال على اللبنانيين، فمع إرتفاع أسعار المحروقات وارتفاع سعر صرف الدولار أتى قرار أوبك بتخفيض إنتاجها ليزيد الطين بلّة على المواطننين الذين يسكنون في المناطق الجبلية والذين اعتادوا الاعتماد على مادة المازوت للتدفئة، ما يشير إلى أنَّ شتاء لبنان هذا العام سيكون قارساً مع غياب البدائل والحلول الجذرية.
وفي هذا الإطار أكّدت أوساط اقتصادية متابعة أنَّ “شتاء لبنان على الفقراء وأغلبية الشعب اللبناني الذين يعيشون في الجبال والمناطق الباردة سيكون صعباً”.
وقالت: “الصعوبة بدأت تظهر منذ العام الماضي بسبب إنخفاض سعر صرف الليرة وارتفاع الأسعار وحصلت مبادرات السنة الماضية لأنه كان موسم إنتخابي والبعض إستغلوا الانتخابات ليوزعوا المازوت”.
وأضافت، “أسعار المحروقات بدأت ترتفع مع قرار أوبك ولذلك فالأزمة ستكون أقسى من العام الماضي وأصعب ولا يبدو أن هناك حلولاً تطرح لا من الدولة ولا حتى مبادرات فردية أو خاصة لأنه لا موسم إنتخابي في هذا العام”.
وتابعت، “لا غنى عن المازوت في المناطق الجبلية، بالتأكيد هناك إتكال على الحطب، ولكن هذا الأمر ليس منتشراً وغير موجود بكثرة مثل المازوت ولا ننسى الأثر البيئي على تقطيع الأشجار والإنعكاس السلبي على المدى الطويل”.
ورأت الأوساط الإقتصادية أن “الحلول تعتمد على إمكانيات الدولة اللبنانية، ولا يبدو أن لديها هذه الإمكانيات، يجب أن يحصل دعم فعلي من المساعدات التي تصل الى الدولة اللبنانية وليس من الأموال الموجودة في مصرف لبنان”.
وأكملت، “ممكن الإستفادة من حقوق السحب الخاصة التي أعطيت للبنان من صندوق النقد الدولي، لم نر شيئاً حصل مع إقتراب فصل الشتاء”.
وتمنّت الأوساط الإقتصادية أن “تكون الحكومة وضعت تصوراً لشيء من هذا النوع ولم تعلنه بعد”، مشيرة الى أنه “يجب أن يتم تأمين الدعم للناس من مصادر معينة، أي أن على الدولة أن تؤمن جزء من المازوت المدعوم بطريقة ما”.
وختمت بالقول: “سيعاد هذه السنة تكرار ما يحصل بشكل دائم عبر تدخّل القطاع الخاص والجمعيات والأحزاب لمساعدة الناس بموضوع المازوت”.