“عزّ بعد فاقة .. الأمير علاّقة
كتب عوني الكعكي:
غريب عجيب كيف تنقلب الأمور… ففي الوقت الذي تدخّل رئيس أكبر دولة في العالم لا بل هو الرئيس الذي يحكم العالم كما يريد، إذ يعتبر جو بايدن أنّ الترسيم الذي حصل بين لبنان وإسرائيل هو إنجازٌ له شخصيّاً ولبلده الولايات المتحدة. في هذا الوقت، يأتي الرئيس عون الذي دمّر لبنان في عهده فانتقلنا من الجنّة التي كنا نعيش فيها الى جهنم كما صرّح فخامته، ليقول إنّ صهره الفاشل هو الذي مهّد للاتفاق منذ عام 2010.
فعلاً هذا الرئيس يعيش في كوكب غريب عجيب… لا يمكن أن يقبل أي إنسان طبيعي أن يعيش فيه.
وقبل أن أبدأ بتعداد محطات الفشل التي حققها صهره العزيز الصغير الفاشل، أحب أن أذكّره بأنّ موازنة الدولة اللبنانية عام 2019 كانت 17 مليار دولار، أما الموازنة العامة للدولة اللبنانية هذا العام فبلغت مليار دولار فقط لا غير، يعني ان أهم إنجاز حققه إلغاء الحضارة وإلغاء لبنان.
فلبنان مدرسة العالم العربي، ولبنان جامعة العالم العربي، ولبنان بنك العالم العربي، ولبنان الطقس الجميل، ولبنان سويسرا الشرق، ولبنان الازدهار والعمران، ولبنان مستشفى العالم العربي… كل هذا دُمّر بسبب سياسة فخامته الفاشلة. فتاريخه يشهد له ماذا فعل عامي 1988 و 1989 من حرب الإلغاء، الى حرب التحرير، الى تهجير 300 ألف عائلة مسيحية بسبب حروبه.. وكي يُكْمل مسيرته صرّح انه يريد تكسير رأس حافظ الأسد..
وبالفعل كان أوّل عسكري هرب من المعركة عندما شاهد طائرة الـ»سوخوي» فوق رأسه وهو في قصر بعبدا… بالبيجاما هرب الى السفارة الفرنسية.. والبارحة احتفل بذكرى هروبه بالبيجاما الى السفارة… والأنكى أنه عندما نُقِل الى فرنسا وبعد عام من عودته الى لبنان ذهب الى دمشق وحلب في زيارة رسمية… كما ساهم الزميل والوزير نهاد المشنوق، بالسماح له بزيارة شهداء الجيش اللبناني المدفونين في ساحة وزارة الدفاع…
هناك مثل شعبي يفيد بأنّ الابن العاق يجلب الشتائم لأهله، وهذا الصهر الذي تحدّث عنه فخامته بأنه وراء تحقيق إنجاز الترسيم كما يدّعي فخامته.. هذا الصهر له سجل حافل بالجرائم المالية التي ارتكبها ولا بد من ذكرها عسى أن يتذكر بعضاً من إنجازاته.
أولاً: وقبل أن أكتب أي شيء لا بد من تذكير الجنرال انه حوّل أموال الدولة اللبنانية التي كان يجبيها يوم كان رئيساً للحكومة العسكرية ومكلفاً من قِبَل الرئيس أمين الجميّل… ولغاية اليوم وبعد مرور سنوات طويلة على نشر مجلة الفضائح الفرنسية، فضائح الجنرال المالية من تحويل الملايين مرات عدّة من بنك التجارة في الحازمية الى حساب زوجته في باريس.
ثانياً: إنجازات الصهر الفاشل في وزارة الطاقة التي افتخر بها فخامته أمس، فهو أهدر 65 مليار دولار أميركي على الكهرباء منذ أن تسلمها الى اليوم..
ثالثاً: قصة البواخر التركية والعمولات والهدر بالمليارات.. وهذه يعتبرها فخامة الرئيس إنجازات للصهر المدلّل.
رابعاً: رفض العرض الكويتي لمساعدة لبنان في بناء معملين في دير عمار وفي الزهراني.. كل معمل بـ1000 كيلوواط لأنه لم يستطع الحصول على العمولة المطلوبة.
خامساً: وماذا عن السدود؟ المليارات دُفعت كاستملاكات وبناء سدود، ولم يستفد منها أحد.
سادساً: في وزارة الاتصالات.. تراجعت المداخيل الى النصف حيث تدنّى المدخول من ملياري دولار سنوياً الى مليار واحد، لأنه -أي الصهر الفاشل- وظّف سياسياً 1000 موظف ليستفيد منهم كمؤيدين في الانتخابات بعدما فشل مرتين في ترشحه، زدْ على ذلك قانون انتخاب جديد «قانون قابيل وهابيل» كي يحقق النجاح في الانتخابات بعد فشله مرتين.
أكتفي بهذه الملاحظات علّ فخامته حين يقرأها يتراجع عما قاله أمس، لأنّ التاريخ لن يسامحه أبداً ومهما حاول التغطية على صهره فإنّ يوم الحساب آتٍ قريباً لا بل قريباً جداً، والأيام سوف تكشف كل شيء بإذن الله.
أخيراً، يحاول فخامته أن يوهم الناس بأنّ العقوبات على صهره العزيز ليست سوى وسيلة ضغط على فخامته للرضوخ لإرادتهم… من هنا جاء رد سفيرة أميركا لتقول له إنّ موضوع العقوبات موضوع قضائي، لا يُتخذ هكذا قرار إلاّ بعد التوصّل الى معلومات موثقة تدين الشخص المتهم، والاتهامات ليست عادية بل هي مثبّتة بشكل قاطع.
لذلك نقول للصهر «خيّط بغير هذه المسلّة».”