الهديل

خاص الهديل: الحكومة الجديدة ستبصر النور ولو قبل أسبوع من ٣١ تشرين الأول !!

خاص الهديل:

لم يبق سوى نحو اسبوعين على خروج الرئيس ميشال عون من قصر بعبدا ؛ وهناك حاجة لان تنتقل صلاحيات الرئيس الأول إلى مجلس الوزراء مجتمعا الذي هو الآن في حالة تصريف اعمال ، ما يجعل عون ومعه باسيل يهددان بإنهما لن يسلما السلطة لحكومة غير فعلية أو لحكومة تصريف اعمال غير اصيلة .

ثمة معلومات تقول أن الاميركيين يريدون حدوث تعديل في حكومة ميقاتي حتى تصبح حكومة فعلية، وحتى تقوم بامتصاص كل التوترات التي قد تحدث في ظل مرحلة الفراغ الرئاسي المتوقعة.. 

.. فواشنطن لا تريد انهيار الوضع الأمني في لبنان ، ولا تريد انهيار المؤسسات العسكرية والأمنية .. وهي أيضا تريد تمرير مرحلة الفراغ الرئاسي على نحو هادئ قدر الإمكان. 

وتضيف هذه المعلومات ان القوى اللبنانية الاساسية تدرك تماما رغبة واشنطن هذه؛ وعليه فإن هذه القوى لن تتحدى الرغبة الأميركية كما هو معروف عنها، وبالتالي فهي ستوافق في آخر لحظة قبل مغادرة عون قصر بعبدا على تعديل حكومة ميقاتي، وستسهم جميعها في انتقالها من حكومة تصريف اعمال كما هو حالها الان ، إلى حكومة اصيلة تحكم البلد خلال فترة الفراغ الرئاسي، كما تريدها واشنطن .. 

وإستنادا إلى المعلومات عينها، فإن رغبة واشنطن بتعويم حكومة ميقاتي تؤشر بالمعنى السياسي الأوسع إلى المعطيات الأساسية التالية : 

اولا- هناك تطور عميق بالموقف الأميركي تجاه لبنان ، وذلك اتصالا بالتطور الايجابي الخاص بترسيم الحدود البحرية بين لبنان وإسرائيل.. 

 وهذا الموقف الأميركي، يمكن أن يتطور ليصبح ” سوبر إيجابي” تجاه لبنان ؛ غير ان التأكد من حدوث مثل هذا التطور الأميركي يحتاج لاشهر حتى يتبلور عمليا، ولذلك فانه يسود داخل كواليس دبلوماسية رأي يتوقع حدوث ما يسمى ب “ربيع اميركي ايجابي” في لبنان .  

ثانيا – فيما لو تم إجراء تعويم حكومة ميقاتي، ونقل صلاحيات الرئيس الأول المنتهية ولايته الى مجلس الوزراء مجتمعا، وفيما لو صاحب هذا الاجراء مع حدوث تأييد دولي واقليمي لهذا المسار الحكومي الذي سيتم اتباعه لتعبئة فراغ الرئيس الماروني الأول؛ فان هذا سيعني أمرا اساسيا وهو أن تمكين نظام الطائف لا يزال هو الحل الدولي المطروح بشأن لبنان ، وعليه فإن كل الكلام عن عقد مؤتمر دولي لتعديل نظام لبنان ( الطائف )، هو كلام ليس له أي مستمسك من الواقعية، ولن يكون مقبولا دوليا أو اقليميا ..

ثالثا – أن الدعوة إلى جلسة انتخاب رئيس للجمهورية يوم الخميس، والدعوة بنفس الوقت الى جلسة تشريعية يوم الثلاثاء ، إنما هو محاولة لوضع البلد في سياق ورشة عمل انتخابية وتشريعية. تفضي إلى إنتاج حلول لمشاكل عالقة وحادة ، ومنها ضرورة عقد جلسات متتالية لمجلس النواب لانتخاب رئيس ، وضرورة عقد جلسات تشريعية عاجلة للتعاطي بإيجابية مع القوانين الإصلاحية التي طلبها صندوق النقد الدولي من لبنان؛ وضرورة تعديل قوانين لها حساسية وأهمية كمثل تعديل مدة التقاعد للمدراء العامين..

قصارى القول في هذا المجال أن لبنان بلد يشهد مرحلة انتقالية ، فهو بقطع من نهاية عهد عون الى بداية عهد حكومة ميقاتي مجتمعة، ووهو يغادر عهد الإفلاس باتجاه بداية عهد انضمام لبنان لنادي دول الغاز…

Exit mobile version