خاص الهديل:
عون ولعبة مطاردة فرصة باسيل الأخيرة بإزالة العقوبات الأميركية عنه!!..
جدد جبران باسيل القول أن حكومة تصريف الأعمال لا يمكنها القيام يصلاحيات رئيس الجمهورية في حال استمرار الفراغ الرئاسي بعد خروج الرئيس ميشال عون من قصر بعبدا.
والواقع ان تأكيد باسيل هذا يُحمل المراقب على التفكير بإحتمالين اثنين :
الأول أن يكون باسيل يريد ربط موقفه ومطالبه من تشكيل الحكومة بموافقة القوى السياسية على إنهاء عهد عمه بسلام..
… بمعنى أن باسيل يريد ابتزاز مفاوضيه كي يمنحونه ما يريده في الحكومة العتيدة، حتى يقوم هو بدوره وبالمقابل، بإزالة تحفظه على تشكيلها، وسحب تهديده بخصوص ان تياره لن يسمح لحكومة تصريف الأعمال بممارسة صلاحيات رئيس الجمهورية الشاغر موقعه.
الاحتمال الثاني أن يكون باسيل يناور ويرفع الصوت حتى يلفت نظر الخارج له، وبخاصة نظر واشنطن التي يشاع انها مستعدة لأن تدفع قسطاً من الثمن المطلوب للحفاظ على الحد الأدنى القائم من الاستقرار في لبنان، ولمنع الانهيار الشامل؛ وعليه فإن باسيل عبر تصريحاته هذه، إنما يريد ان يقول انه يملك أن يقايض على ثمن ابقاء الاستقرار المطلوب أميركياً ودولياً في لبنان؛ وان الثمن الذي يطلبه هو إزالة العقوبات الأميركية عنه!!..
وهناك داخل محور باسيل وجهتا نظر حول جدوى ما يفعله: وحهة النظر الأولى تقول ان رهانه على ابتزاز واشنطن لرفع العقوبات عنه، انهار بعد كلام السفيرة الأميركية شيا عن انه يستحيل إسقاط العقوبات عن باسيل نظراً لطبيعة هذه العقوبات المفروضة عليه ..
.. أما وجهة النظر الثانية فتقول أن شيا قالت أيضاً ان هناك آلية قانونية لرفع العقوبات عن باسيل، وهذه العبارة تمثل نافذة قد يأتي من خلالها الفرج لباسيل.. وأصحاب هذا الرأي لا يستبعدون حصول مفاجأة إيجابية لرئيس التيار البرتقالي على مستوى اسقاط العقوبات الأميركية عنه، رغم انهم يؤكدون ان هذا الاحتمال دونه عقبات كثيرة.
وكل الفكرة الموجودة داخل فريق المراهنين على أن باسيل قد ينجح في إعادة تلميع دوره السياسي بعد خروج عمه من قصر بعبدا، تقوم على إفتراض ان ميشال عون نجح أو سينجح في تحصيل ثمن سياسي لباسيل من الأميركيين لقاء دوره ودور صهره في تسهيل تمرير اتفاق هوكشتاين الذي يحتاجه بايدن لأسباب ذات صلة بصراعه مع بوتين، ولأسباب على صلة بهدفه الخاص بتأمين الغاز لأوروبا.
وبكل الأحوال فإن السؤال الكبير هو انه فيما لو جاء يوم ٣١ تشرين أول من دون أن يحصل عون وباسيل على أية ضمانات داخلية أو خارجية من النوع الذي يريدانه، فماذا سيفعلان؟؟ وكيف سينفذان تهديدهما بعدم تسليم السلطة لحكومة تصريف الأعمال؟؟..
هل سيعلن عون عدم خروجه من بعبدا، بحجة أنه لا توجد “حكومة فعلية” قائمة حتى يسلمها الحكم؟ ام انه سيخرج من قصر بعبدا، ولكنه لن يخرج من الشارع، حيث سيقوم التيار العوني في لبنان، بنفس الدور الذي سيقوم به التيار الصدري في العراق؟؟ ..