الهديل

خاص الهديل : تمثيل بيروت بين ابراهيم منيمنة وعدنان طرابلسي..

خاص الهديل:

في الانتخابات على عضوية لجنة المال والموازنة التي جرت أمس في مجلس النواب، خرج من المنافسة خاسراً النائب عن القوى التغييرية في بيروت ابراهيم منيمنة، ودخل مكانه عضوية لجنة المال والموازنة نائب حركة الأحباش عن بيروت (جمعية المشاريع الخيرية) د. عدنان طرابلسي.

قد يكون أمراً طبيعياً أن يخسر نائب في المنافسة ويربح نائب آخر، ولكن في السياسة، فإن كل خسارة لها معنى سياسي، وكل ربح له أيضاً معنى سياسي. والواقع ان خروج منيمنة من عضوية لجنة المال والموازنة تعني ثلاثة أمور أساسية:

الأمر الأول ان هناك قراراً من أحزاب السلطة أو أحزاب الطبقة السياسية، بعدم السماح لدخول أي صوت اعتراضي أو نائب من القوى التغييرية، إلى لجنة الموازنة والمال التي بداخلها تتم عملية تقسم جبنة الدولة بين أحزاب الدولة وشخصياتها النافذة.

ثانياً – صحيح أن نواب التغيير لم يظهروا حتى الآن الأهلية المنتظرة منهم في العمل البرلماني، إلا أن اصرار أحزاب السلطة جميعها على إقصائهم من لجان مجلس النواب، يعني ان هذه الأحزاب لا تريد الإعتراف بوجودهم، ولن تسمح للدم الجديد بأن يشاركها الحكم، خاصة عندما يكون الأمر متعلقاً بلجان “قطعة الجبنة”. 

.. واكثر من ذلك، فإن هذا السلوك لأحزاب الطبقة السياسية يعني أمراً خطراً. وهي انها لا تزال غير معنية بمراجعة سلوكها الذي أوصل البلد الى حالة الإفلاس والانهيار، ولا تزال تصر على متابعة نفس سلوكها الماضي الراغب باحتكار السلطة وشرعنة الفساد.

ثالثاً – لا بد من الاعتراف بأن قوى التغيير لا تمارس أي تكتيك سياسي برلماني يظهر انها قوة لديها ديناميكية، ولديها قدرة على فرض حضورها على نحو مقنع للناس وعلى نحو يؤكد هوامشها السياسية. وما هو حاصل اليوم هو ان قوى التغيير مشتتة ومختلفة حول جنس الملائكة، وليس لديها خطة عمل موحدة أو خطوط حمر تدافع عنها سوية مع الناس وبالتشارك مع الشارع… وكل هذه النواقص تجعل من قوى التغيير قوة بحاجة للتغيير ولتبديل أدوات عملها ونهجها، الخ.. 

.. أما فوز عدنان طرابلسي بعفوية لجنة الموازنة والمال فهو رسالة من الجهة التي وقفت وراء اقتراح اسمه، تقول ان عنوان الاحباش في بيروت لم يعد عنواناً له موقع “المضاف اليه” في إعراب جملة بيروت السياسية، بل أصبح الاحباش، رقماً أساسياً في تمثيل بيروت، سواء بوجه قوى التغيير البيروتية أو القوى التقليدية البيروتية.

.. أضف الى ذلك، أن الاحباش (جمعية المشاريع الخيرية) كانت خلال الانتخابات النيابية الأخيرة، شكلت لائحة مستقلة عن حزب الله، مع حفاظها على التنسيق الانتخابي غير المباشر مع حارة حريك. وكانت جمعية الأحباش، مؤيدة من الحزب، تطمح للحصول على نائبين في بيروت، وهو أمر لم يحدث. ولكن مجرد هذا الطموح كان يشير بأن هناك خطة لتغيير موقع الأحباش في بيروت، ليصبح ممثلة لقرار المدينة في ظل أن العاصمة تشهد مرحلة غياب الحريري عنها، وتشهد تعثر قوى التغيير في مهمة تمثيلها.

.. وعليه، يبدو ان انتخابات اللجان النيابية شكلت فرصة لاستكمال هدف دفع الاحباش لتتصدر موقع تمثيل بيروت في إحدى أهم لجان المجلس النيابي (لجنة المال والموازنة).

Exit mobile version