بطل قصتنا يُدعى كارل لوك؛ هو رجلٌ أمريكي عاش حياةً طبيعية مع عائلته حتى العام 1964، حين اقتحم 3 لصوص منزله بشكلٍ مفاجئ في إحدى الليالي. فحمل بندقيته، وبدأ يبحث عن مصدر الصوت، وعندما تنبّه لوجودهم، أطلق عليهم النار متسبباً في وفاتهم.
في تلك اللحظة لم يكن يعرف كارل أن هذه الحادثة ستغير مجرى حياته لعقودٍ من الزمن.
بعد تلك الليلة بدأت التحقيقات حول الحادث؛ في البداية كانت الأمور لصالح كارل الذي اعتُبر أنه يدافع عن نفسه، لكن التحقيقات كشفت أن اللصوص الثلاثة إخوة، وهم جيران كارل، وكانت تجمعه بهم مشاكل عدة، حسب أقوال الجيران.
بدأت الأمور تتجه نحو مسار آخر، خاصة أن والدة اللصوص أدلت بشهادة، مفادها أن كارل دعا أبناءها إلى العشاء بِنِيّة قتلهم، فأصدرت المحكمة حكماً غيابياً على كارل بالسجن 20 سنة.
قرر كارل الهرب من دخول السجن، واتفق مع زوجته على البقاء داخل سردابٍ موجود في قبو منزله له باب أسمنتي، كما اتفقا على عدم إفشاء سرّهما حتى لأبنائهما، خوفاً من وصول الخبر إلى الجيران، ثم الشرطة.
وبعد مرور عدة أيام على اختفائه، أصدرت المحكمة حكم الإعدام على كارل بتهمة القتل العمد. وعندما أخبرت الزوجة زوجها كارل بالقرار الصادر في حقه، قرر عدم الخروج من القبو نهائياً. لكن الزوجة توفيت بعد بضعة أشهر في حادث سيرٍ غامض، فانقطعت الأخبار عن كارل، وأصبح لا يعرف بمكانه أو حياته أحد.
كانت الغرفة التي يقطن فيها كارل صغيرة، لا يتجاوز عرضها المتر وطولها المترين، كما أن حركاته للخارج كانت معدودة حتى لا يشعر به أحد أبنائه أو يُفشى سرّه؛ إلى أن أقدم أبناؤه على بيع البيت والانتقال إلى مكانٍ آخر.
3 عائلات خلال 37 سنة
عاش كارل في قبو منزله 37 عاماً، من دون دراية من أحد. ووفقاً لجريدة Khaleejinwes، فقد عاش في منزله 3 عائلات لم تشعر أي منها بوجود شخصٍ إضافي معها، ولم تلحظ تحركات داخل المنزل.
حدث ذلك لأن كارل كان ينتظر إلى حين سكون البيت، وعدم سماعه لأحد بداخله، قبل أن يخرج إلى المنزل، ويبحث عن الطعام المتبقي من العائلة.
استمر الحال على هذا الوضع رغم أن أحد أطفال العائلة الثالثة كان قد بدأ يسمع تحركاتٍ في المنزل خلال الليل. لكن العائلة، وحين أخبرها الطفل بمخاوفه، لم تأخذ كلامه على محمل الجدّ، بل غالباً ما كان الأهل يعتقدون أنه مجرد حلمٍ يراوده، لعدم سماعهم شيئاً في تلك اللحظة.
لكن لاحقاً، وبسبب الرطوبة المفرطة في القبو، أُصيب كارل بالربو.. ولكثرة ما صار يسعل بشكلٍ مستمر، لفت انتباه العائلة، لأن الصوت كان قريباً جداً ونابعاً من أعماق الأرض. لكن، لا أثر لشخصٍ في المنزل.
لكن حين استدعت العائلة الشرطة، للتحقيق في الأمر والبحث داخل المنزل عن مصدر الصوت، كانت المفاجأة.
بعدما فتشت الشرطة المنزل، انتبه أحدهم إلى بابٍ أسمنتي في القبو، لم يكن المالكون الجدد على درايةٍ به. وحين قام الشرطي بفتح الباب، وجد أمامه رجلاً يحمل في يده مصباحاً يدوياً، ويجلس داخل السرداب الضيق.
المفاجأة كانت متبادَلة؛ فعندما علم الشرطي أن الرجل القابع أمامه هو كارل لوك، والمحكوم عليه بالإعدام منذ 37 سنة، سأله: “أليس لديك علم لما حصل بعد اختفائك”؟ وهنا كانت الصدمة.
بعدما حكمت المحكمة على كارل بالإعدام وتوفيت زوجته، تراجعت والدة اللصوص الثلاثة عن أقوالها، مؤكدة أنها سمعت أولادها يتفقون على سرقة منزل جارهم، ومدليةً بتفاصيل الخطة التي وضعها الأبناء لتلك الليلة.
وبناءً على ذلك، أصدرت المحكمة حكم البراءة بحق كارل؛ لكن، وبسبب عدم معرفة أحدٍ بمكانه بعد وفاة زوجته، لم يصله خبر البراءة. فعاش 37 عاماً في القبو، رغم براءته.