خاص الهديل:
كانت جلسة أمس لانتخاب “فخامة الرئيس العتيد”، معروفة النتائج والوقائع حتى قبل انعقادها.. ويمكن القول أيضاً أنه كان يمكن للمواطن اللبناني المتابع لعناوين الأخبار المحلية، أن يعرف طبيعة النقاش الذي سيدور بين النواب، وحتى كان يمكنه أن يتوقع “فقشات رئيس المجلس” التي سيقولها خلال الجلسة، وردود الفعل الضاحكة عليها.
وخلاصة القول ان “السيرك البرلماني”، أصبح من الأعراض التي تدل على مرض انهيار البلد وعلى عجز الدولة والاقتصاد، تماماً كما أن ارتفاع جنون الأسعار والدولار وفقدان الدواء ونقص التعليم، هي أيضاً من الأعراض الدالة على أمراض الانهيارات الشاملة ..
وتحت قبة الانهيارات، فإن المجلس النيابي الآن، منقسم إلى ثلاث فئات، بمناسبة الاستحقاق الرئاسي:
الفئة الأولى تتمثل “بفريق الورقة البيضاء”، وهو عبارة عن الأكثرية غير المكتملة بعد، وهذا الفريق يتباهى بأنه لا يمكن انتخاب رئيس للجمهورية، إلا إذا جرى توافق على اسمه مسبقاً في كواليس أحزاب الدولة الفاشلة، ومن ثم يذهب النواب إلى جلسة تنفيذ اتفاق انتخاب الرئيس العتيد.
.. وما لا يقوله المتباهون بهذا السيناريو هو ان الاتفاق المسبق غالباً ما يكون ليس محلياً، بل هو وحي يسقط على الداخل من الخارج… وكل ما يتم انتظاره اليوم من قبل أحزاب انتظار التسوية على اسم الرئيس، هو أن يحصل توافق أميركي – إيراني، أو إيراني- فرنسي، أو سعودي – فرنسي- إيراني، حتى يصبح ممكناً أن يذهب النواب إلى “جلسة انتخاب فخامة الرئيس”، وليس إلى “جلسة انتخابات الفراغ الرئاسي المستمر”.
الفئة الثانية هم “جماعة الأسماء المرمزة”، وهؤلاء بمعظمهم من النواب الجدد.. ويتميز سلوكهم بالفرادية والميل لعدم التنسيق؛ وتتسم العلاقة بين هذه الفئة بأن ليس بينهم رؤية موحدة، فبعضهم يعتبر أن مقاربة انتقاء اسم الرئيس يجب أن تتم بعيداً عن إعطاء الفرصة لأي حزب سياسي كي يركب موجة النواب التغييريين. وهذه المقاربة هي سبب حدوث خلاف بين قسم من النواب التغييريين وبين حزب القوات اللبنانية.
وهناك قسم آخر من النواب التغييريين لم يحددوا بعد ما هي المقاربة أو الاستراتيجية التي يجب اتباعها بخصوص الاستحقاق الرئاسي..
وحسب المعلومات فإن حجم النواب التغيريين بمختلف فئاتهم هم ما بين ١٠ إلى ١٥ نائب، وهؤلاء النواب يعيشون حالة شرذمة قابلة للتعاظم في كل ساعة.
الفئة الثالثة هم فريق المعارضة التقليديين والذين يرشحون ميشال معوض.
إن الحجم الكلي لهذه الكتلة هو ٥٠ نائباً، وتشكل الكتلة الصلبة بينهم القوات اللبنانية (١٩ نائباً)، ومن ثم “كتلة سنية”، ويليها الحزب التقدمي الاشتراكي (٧ نواب)، والكتائب، وبعض النواب المستقلين.
والواقع أن ما يجمع بين فريق الورقة البيضاء وفريق الأوراق المرمزة وفريق المعارضة التقليديين هو أنهم جميعاً ينتظرون “كلمة سر” حتى يقرروا من هو مرشحهم الجدي وليس الذي يتم ترشيحه بقصد المناورة ..