نظّمت نقابة الاختصاصيين في العمل الاجتماعي في لبنان بالشراكة مع اليونيسف لقاء تحت عنوان “دور الاختصاصيين في العمل الاجتماعي خلال الأزمات وحالات الطوارئ” برعاية وزير الشؤون الاجتماعية هكتور الحجّار وحضوره، في فندق بادوفا- سن الفيل بحضور 137 ممثلا عن هيئات رسمية ومؤسسات محلية ودولية .
أُفتتح اللقاء بكلمة لرئيسة نقابة الاختصاصيين في العمل الاجتماعي في لبنان ناديا بدران، ، التي أضاءت على” أهمية مهنة العمل الاجتماعي في ظلّ الأزمات الصحية والمعيشية والاقتصادية في لبنان، وتفاقم الاحتياجات والمخاطر ، لتقديم الحماية والرعاية لمن هم أكثر تأثراً وضعفاً”.
واشارت الى ان “التدخلات التي يقوم بها الاختصاصيون في العمل الاجتماعي في الازمات والكوارث، تعتمد على إطار منهجي لإدارة الطوارئ وعلى النموذج البيئي او Ecological Model “، وذكرت” أن الإعداد الأكاديمي للاختصاصيين الاجتماعيين ليس قائماً فقط على مقاربات علميّة وإنما تطبيقيّة أيضاً لتنمية قدراتهم ومهاراتهم”.
وركزت بدران على” تدخل النقابة الميداني والمباشر من قبل الاختصاصيين في العمل الاجتماعي خلال ازمة كورونا وبعد انفجار بيروت، بناءً على توصيات لجنة متابعة التدابير والإجراءات الوقائية لفيروس كورونا، حيث تمّ تكليف النقابة بالتدخل كتجمّع مهني متخصّص بتاريخ 17/3/2020. فوضعت النقابة استراتيجية عملها لدعم الوزارات المعنية في مسعاها للتصدي للوباء”،كما أشارت الى أن” المهنيين تدخلوا مع المجتمعات المحلية عبر البلديات وأطباء الأقضية والقائمقامين ونسّقوا مع الوزارات المعنية والمؤسسات الخاصة والصليب الأحمر اللبناني والنقابات المهنية الأخرى بهدف التشبيك وتوحيد الجهود”.
وشكرت” بشكل خاص منظمة اليونيسف، على شراكتها التي أتاحت لحوالي 80 اختصاصيا فرصة اختبار دورِ الاختصاصيين الاجتماعيين ودعم تواصلهم الدائم مع الأطفال ومقدمي الرعاية المتأثرين والمصابين بفيروس كوفيد منذ سنتين”، كما تقدمت بالشكر” لوزارة الداخلية والصحة والشؤون الاجتماعية ولكل من سهل وتعاون ودعم تدخل النقابة، و لمؤسسة أرض الأنسان- إيطاليا TDH Italy لدعمها التقني لفريق العمل في إعداد دليل الدعم النفسي الاجتماعي المركّز لمقدمي الرعاية والأطفال خلال جائحة كورونا- نموذج تدخل للتكيف في حالات الطوارئ، ولجميع من ساهم في نجاح التدخلات، لا سيما فريق عمل النقابة من الاختصاصيين والاختصاصيات في العمل الاجتماعي”.
ثمّ كانت كلمة لمسؤولة برنامج حماية الطفل في اليونيسف – لبنان مايكي هيجبرجتس فأشادت بأهميّة ودقّة عمل الاختصاصيين في العمل الاجتماعي خصوصا في حالات الطوارئ وحماية الأطفال في البلاد”، ونوّهت “بالشراكة مع النقابة منذ سنة 2020 للإستجابة بشكل مباشر وتقديم الدعم النفسي الاجتماعي المركّز خلال جائحة كورونا”، وأفادت بأنّ” هذه الشراكة كانت تجربة رائدة حققت إنجازات عديدة”.
أمّا الوزير الحجار، فقال: ” العمل الاجتماعي المتخصص هو عمل إنساني قبل كل شيء وهو سلوك حضاري يعزز مناعة وقدرة المجتمع على مواجهة التحديات والأزمات”.
وشدد على” أهمية التضامن الاجتماعي في الأزمات” وتوجّه للاختصاصين معتبرا أن” جهودهم المسؤولة كانت سنداً مهماً للمستضعفين في مجتمعنا وحققت ضربة قاضية لأكبر خطر وبائي هدد العالم”، مؤكدا” دعم الوزارة والعمل على الشراكة مع الجهات الدولية المانحة”.
ثم عرضت سيلفانا شلالا لانجازات المشروع وسلطت الضوء على” تكيّف العمل الاجتماعي مع جائحة كورونا وتدخل النقابة التي طالت 103.588 شخصاً عبر نشر التوعية، 20858 فرداً (63% أطفال و37%مقدمي رعاية) عبر الدعم النفسي الاجتماعي المركّز عن بُعد، 9042 إحالة وربط الأفراد بالموارد القريبة لهم، 9098 زيارة تفقديّة على كافة الأراضي اللبنانية بالإضافة إلى توزيع حصص مقدمة من اليونيسف لأكثر من 42.000 فرد. كذلك العمل الميداني طال 960 فرداً ضمن نشاطات توعوية حضورية وتمكين وتدريب 123 اختصاصيا بالعمل الاجتماعي من مختلف الجمعيات المحليّة والعالميّة حول الدليل الخاص بالاختصاصيين بالعمل الاجتماعي”.
و في نهاية اللقاء، تم اطلاق دليل ” الدعم النفسي الاجتماعي المركّز لمقدمي الرعاية والأطفال خلال جائحة كورونا- نموذج قابل للتكيّف في حالات الطوارئ”، حيث عرضت دانيال لحود محتويات الدليل الذي يتضمّن شقا نظريا وشقا تطبيقيا ويحتوي على 10 مواضيع أساسية :التعامل مع شعور الخوف، مشاعر الذنب، التقليل من الوصمة، التكيّف مع الوضع الحالي، السعادة والمستقبل، الحزن والحداد، التواصل الإيجابي، إدارة النزاعات، العناية بالذات، ودعم الأطفال للتعامل مع الوضع الحالي.