الهديل

أفصح ما يكون فخامته عندما يحاضر بالدستور

 

كتب عوني الكعكي:

التهديد الذي يطلقه فخامة الرئيس بواسطة صهره المدلّل الصغير بأنه لن يوقع على مرسوم قبول استقالة رئيس الحكومة نجيب ميقاتي، وبذلك يصبح الوضع غير دستوري ويصبح الوضع دولة من دون رئيس جمهورية ومن دون حكومة، أي في الفراغ. وبما ان فخامته مؤتمن على الدستور فإنه لن يستطيع ترك البلاد في هكذا وضع ..

كلام جميل مفصّل تفصيلاً كاملاً على العقل التخريبي لفخامته الذي يملك رصيداً وتاريخاً في التعطيل لم يسبقه إليه أحد.

وكي ننعش ذاكرة فخامته لأننا نقدّر عالياً ان العمر يلعب دوراً كبيراً في ضعف الذاكرة عند الانسان، وخصوصاً الذين يصلون الى التسعينيات فتصبح ذاكرتهم ضعيفة جداً وبحاجة الى إنعاش.. ومن مبدأ الحرص على إنعاش ذاكرة فخامته لا بد من تذكيره ماذا فعل عندما عيّـنه الرئيس أمين الجميّل، نكاية بالسوريين عندما رفضوا التمديد له ولو سنة واحدة فما كان منه إلاّ أن عيّـن قائد الجيش رئيس حكومة عسكرية لتتولّى السلطة كي لا يكون هناك أي موقع شاغر للرئاسة.

قام الجنرال ميشال عون الرئيس المكلف بتشكيل حكومة نصفها من المسيحيين والنصف الثاني من المسلمين.

فكان المسيحيون هم: ميشال عون (ماروني)، العقيد عصام ابو جمرا (أرثوذكس) والعميد إدغار معلوف (روم كاثوليك).

أما الوزراء المسلمون فهم: العميد محمد نبيل قريطم (سنّي)، العقيد لطفي جابر (شيعي) واللواء محمود طي أبو ضرغم (درزي).

وبما ان جميع الوزراء المسلمين استقالوا، كان من الواجب أن يحل الحكومة ويذهب الى بيته.. لا أن يكمل بحكومة غير ميثاقية، لأنه من غير المعقول والمقبول أن تتشكل حكومة من دون مسلمين أو من دون مسيحيين، هذا أولاً، وهي لا دستورية أيضاً.

وبما ان فخامة الرئيس الحريص دائماً على الميثاقية والدستورية وقد استعملها برفضه على مدى سنة كاملة كل الحكومات التي قدّمها له الرئيس سعد الحريري على أساس انها ليست ميثاقية ولا دستورية، وكنا نتمنى أن يقول لنا ولو لمرة واحدة أين كانت العلّة التي يتبجح بها بالميثاقية والدستورية.. القاصي والداني يعلم ان الحقيقة في مكان آخر، إذ هدّد فخامة الرئيس بأنه لن يسمح أن تتشكل حكومة من دون صهره. وبما ان الرئيس سعد الحريري كان قد أعلن انه لن يشكل حكومة يدخل فيها الصهر المدلّل الصغير لأنّ دولته عانى الأمرين من المناكفات في التعطيل، حيث كان يقضي عمل الحكومة بحل الخلافات بين الصهر المدلّل الصغير وبين وزراء «القوات اللبنانية» بحق أو من دون وجه حق.

مشكلة الصهر المدلّل الصغير انه يظن أنّ الحياة في هذه الدنيا تدور حوله وله، وبهذه المناسبة وكي يعلم الناس لماذا لم يشكّل الرئيس نجيب ميقاتي الحكومة.. ففي الحقيقة ان الرئيس ميقاتي كان قد شكّل حكومة بعد تكليفه بأيام قليلة جداً، ولكن فخامة الرئيس ومن الاسطوانة المشهورة بأنّ الحكومة التي قدمت له ليست ميثاقية ولا دستورية طبعاً من دون أن يذكرنا أين هي عدم دستورية وعدم ميثاقية الحكومة.

تشكيل الحكومة اليوم متوقف على شروط ومطالب فخامته، وهي مطالب بسيطة ومتواضعة جداً تتلخص بالأمور التالية:

أولاً: مرسوم تجنيس 5000 مسيحي مع 300 علوي، وبهذا الملف هناك حديث يدور ان هذه الصفقة لوحدها مردودها المادي بسيط جداً لا يتعدّى الـ300 مليون دولار «فريش».

ثانياً: يريد تغيير 6 وزراء وتعيين 6 جدد تابعين لصهره، وبذلك يصبح الصهر يملك الثلث المعطّل.

ثالثاً: تعيينات في الصف الاول من قائد الجيش الى قائد قوى الامن الداخلي الى المخابرات الى تعيينات قضائية الى تعيينات في مصرف لبنان بدءاً بالحاكم الاستاذ رياض سلامة… هذا جزء من مطالب الصهر المدلّل الصغير، وهذه مجموعة من الطلبات البسيطة التي يطلبها فخامته لقاء السماح للرئيس نجيب ميقاتي بتشكيل حكومة.

من هنا، نقول له يا فخامة الرئيس إنّ عهدك تميّز كما أطلقت عليه حضرتك عهد جهنم، وأنت تعلم علم اليقين ماذا تعني كلمة جهنم.

لذلك، ننصح بالقول المأثور: «يا رايح لا تكتر من القبايح».

 

*المقالات والآراء التي تنشر تعبّر عن رأي كاتبها*

Exit mobile version