الهديل

خاص الهديل: البحث عن “فخامة رئيس” لا ينتمي “للترامبية العالمية”

خاص الهديل:

يقول دبلوماسي غربي يقيم في لبنان أن العالم أصبح عملياً معسكرين اثنين: الأول مع الحزب الجمهوري؛ أو مع حزب رونالد ترامب؛ والثاني مع الحزب الديموقراطي؛ أي مع حرب جون بايدن على “الترامبية” داخل أميركا وحول العالم.. 

يضيف: أن الانقسام العامودي الحاد بين الحزبين الديموقراطي والجمهوري الذي شهدته الولايات المتحدة الأميركية خلال الانتخابات الرئاسية الأميركية الأخيرة، نتيجة سلوك ترامب الرافض للتسليم حينها بنتائج الانتخابات، منح الصراع بين الحزبين الاميركيين بُعداً جعله صراعاً عالمياً وليس فقط داخلياً أميركياً.

.. والواقع ان ترامب خلال رئاسته، إنما كان يقود التيار الجمهوري العالمي، وكان يقود الحالة الترامبية داخل الحزب الجمهوري في أميركا، وليس الحزب الجمهوري بالمعنى التقليدي..

.. بالأساس، لقد ذهب ترامب منذ الفترة الأولى لجلوسه في البيت الأبيض إلى اتباع سياسة التغريد على حسابه الخاص في التويتر، بدل اعتماده على الناطق الرسمي بإسم البيت الأبيض، واعتمد على صهره كوشنير ليقود سياسة واشنطن الشرق أوسطية بدل الاعتماد على وزير الخارجية، وتقصد ترامب طوال فترة ولايته، ترك مناصب حساسة في ادارته خالية، كونه كان يعتقد أنه يستطيع أن يملئ شخصياً “كممثل وحيد للحالة الترامبية” كل أداء الولايات المتحدة الأميركية داخلياً وخارجياً. وبهذا المعنى كان ترامب “رئيساً شمولياً في أكبر دولة ديموقراطية”؛ وبنى له حول العالم “تيار ترامبي جمهوري اميركي وعالمي”، يقال ان بوتين وبنيامين نتنياهو وزعماء آخرون كانوا من أعضائه البارزين.

.. وحتى الآن لا يزال أعضاء “التيار الترامبي الجمهوري” من غير الاميركيين، ملتزمين بالدفاع عن منظومة ترامب العالمية، ويراهنون ويعملون من أجل عودة ترامب للرئاسة؛ وما يدفعهم للاستبسال في الدفاع عن عودته إلى البيت الأبيض، هو تيقنهم من أن بايدن يخطط للانتقام منهم، ويعمل بالخفاء على ازاحتهم عن السلطة في بلادهم الواحد بعد الآخر، كما فعل مع بنيامين نتنياهو. 

.. وعليه، فإن معظم زعماء العالم، ينظرون إلى انتخابات إسرائيل بعد نحو عشرة أيام، والى الانتخابات النصفية الأميركية التي ستجري بنفس الفترة تقريباً، على انها انتخابات الثأر لترامب؛ وعلى أنها انتخابات إلحاق الهزيمة ببايدن، وتحويله إلى رئيس بصفة “البطة العرجاء”، وذلك على طريق إخراجه بعد نهاية ولايته من البيت الأبيض، واعادة ترامب بصفته “رئيس التيار الجمهوري العالمي”، ورئيس “الحالة الترامبية” في الحزب الجمهوري الأميركي، إلى الرئاسة الأميركية. 

وضمن هذه المعادلة، لم يعد هناك فصل بين المعنى السياسي لنتائج الانتخابات النصفية الأميركية ونتائج الانتخابات العامة الإسرائيلية.. 

.. ومجازاً، يمكن القول ان لائحة ترامب في إسرائيل يقودها نتنياهو، في حين أن لائحة كل المتضررين في العالم من وجود بايدن في البيت الابيض، يقودها ترامب في الانتخابات النصفية الاميركية. 

وفي حال فاز نتنياهو في الانتخابات الإسرائيلية، فهذا يعني ان إسرائيل تذهب لمحور “التيار الجمهوري الترامبي العالمي”، وفي حال فاز لابيد فهذا يعني ان إسرائيل تؤيد وتساهم في صراع الديموقراطيين الاميركيين ضد “الترامبية” في أميركا وفي العالم. 

وفي حال مُنيَ بايدن بهزيمة نكراء في الانتخابات النصفية، وأصبح فعلياً “بطة عرجاء”، فهذه رسالة حاسمة تفيد بأنه بات يجب على العالم ان يستعد لاحتمال عودة ترامب لرئاسة الولايات المتحدة الاميركية، والأهم من ذلك، لإحتمال عودته لترؤس “التيار الترامبي الجمهوري العالمي” الذي سيأخذ من جديد بيد أنصاره من زعماء دول العالم، وذلك بمواجهة زعماء آخرين ممن ساروا مع بايدن في مسيرة الانتقام من حلفاء واصدقاء ترامب حول العالم. 

وما يزيد من حدة تشظي الصراع بين الحزبين الجمهوري والديموقراطي في أميركا، ليصبح عالمياً، ويصبح موجوداً حتى داخل معظم انتخابات دول العالم، وحتى داخل عمليات هندسة السلطة الداخلية للكثير من الدول، هو ان الديموقراطيين الاميركيين بات لديهم قناعة حاسمة، بأنه لا يمكن القضاء على “الترامبية” في أميركا من دون القضاء على امتداداتها العالمية في العديد من دول العالم المهمة، وذات الثروات، وذات النفوذ الكوني. 

وضمن صراع الحزبين الجمهوري والديموقراطي، وبخاصة ضمن صراع “حالة ترامب أو تيار ترامب” داخل الحزب الجمهوري مع الحزب الديموقراطي في أميركا وحول العالم، يبقى السؤال عما إذا كانت انتخابات رئاسة الجمهورية في لبنان. ستتأثر بما يجري بين “الحالة الترامبية العالمية” وبين هجوم جون بايدن على حلفائها العالميين؟؟

بعض المتابعين يجزم بأن فخامة الرئيس اللبناني حتى تؤيده ادارة بايدن، يجب أن يكون له مواصفات “غير ترامبية”. 

.. ومن ناحية ثانية يجب أن يكون مؤيداً بحماس “لإنجاز هوكشتاين” بترسيم الحدود البحرية بين لبنان وإسرائيل الذي يعارضه نتنياهو حليف ترامب في إسرائيل. 

ويهم إدارة بايدن من ناحية ثالثة أن يكون لفخامة الرئيس العتيد مواقف واضحة من الحرب في أوكرانيا، والعلاقة مع روسيا، وذلك بأكثر مما ستدقق بمواقفه من العلاقة مع إيران، وإتفاق الطائف والشؤون التقليدية الأخرى.

Exit mobile version