الهديل

الرئيس بوش يفضح العلاقات بين أميركا وإسرائيل وإيران

 

 

كتب عوني الكعكي:

أخطر حديث وأخطر اعتراف من الرئيس الاميركي السابق جورج بوش كان لصحيفة «واشنطن بوست» بتاريخ 2016/12/8..

ماذا قال الرئيس جورج بوش؟

إليكم الحديث كما جاء، وقبل أن أعيد نشر حديثه هذا لا بد من التوقف عند بعض المحطات الرئيسية:

المحطة الأولى: إنّ نظام الملالي عندما أسقط الشاه وتسلم الحكم في عام 1979 قام بعدّة أعمال «أبهرت» شعور العرب وبالأخص عندما أقفل سفارة اسرائيل وفتح مكانها سفارة فلسطين، وهذه كانت الخطوة التاريخية الأولى في تاريخ الشعب الفلسطيني خاصة وأنّ تلك السفارة كانت أوّل سفارة لفلسطين بعد احتلال الصهاينة لدولة فلسطين وطرد الشعب العربي منها.

المحطة الثانية: شعار نظام الملالي في بداية تسلمه الحكم كان: الموت لأميركا والموت لإسرائيل. وشبّه أميركا بالشيطان الأكبر وإسرائيل بالشيطان الأصغر.

المحطة الثالثة: إنشاء «فيلق القدس» الذي كان شعاره «تحرير القدس»، وعُيّـن اللواء قاسم سليماني قائداً له واللواء قاسم جاء من الحرس الثوري.

بالمناسبة، إنّ هذا الفيلق هو الذي أكمل عملية تدمير العراق بعد الغزو الاميركي واحتلال العراق، وهو أيضاً الذي يتبنى الحوثيين ويمدّهم بالسلاح والمال، وهو الذي يحارب من أجل تقسيم اليمن ومحاربة السعودية.

و»فيلق القدس» كان له أكبر دور في قتل مليون مواطن سوري، وتهجير نصف الشعب السوري، أي 12 مليون سوري الى خارج سوريا تحت شعار: الارهاب، وحماية الأماكن الدينية، طبعاً ومعهم حليفهم الاول «الحزب العظيم»، والأهم إبقاء الرئيس بشار الأسد المطيع الأوّل لنظام الملالي.

وهو أيضاً سبب كل ما نعيشه في لبنان اليوم في عهد جهنم، وعلينا أن لا ننسى أنّ الذي جاء بفخامة رئيس الجمهورية ميشال عون الذي يفتخر بأنه حليف «الحزب»، وبأنه نفذ ما طلب منه حرفياً بتدمير لبنان وتهديم اقتصاده، وسرقة أموال الشعب اللبناني الموجودة في البنوك تحت ستار الكهرباء الذي عيّـن وزيراً لها صهره العزيز الصغير الفاشل الذي كبّد الخزينة 65 مليار دولار كديون، والذي تسبب بخراب لبنان، وما كان ليحصل ما حصل لولا مجيء فخامة رئيس جمهورية «جهنم» الى الحكم.

هذا ما فعلته إيران وإسرائيل وأميركا في العالم العربي، وذلك باعتراف صريح وأكيد من خلال صحيفة أميركية عريقة ومشهورة.

إليكم ما جاء في صحيفة «الواشنطن بوست» في حوار مليء بالخطورة والوضوح:

قال جورج بوش رداً على سؤال: لمَ سلمتم العراق لإيران الفارسية بعد احتلاله مع أنه عربي الهوية، ما أدّى الى هذه الفوضى التي لا تزال قائمة، ناهيك بالمآسي التي لن تنتهي إلاّ بعد خروج إيران منه ومن سوريا؟

أجاب: إيران قبلت التعاون مع أميركا وإسرائيل بشأن العراق، في حين رفض العرب ذلك.

فهل من صراحة أكثر إيلاماً ووضوحاً؟

أضاف: ما يبدو ظاهرياً من خلافات بين إسرائيل وإيران غير صحيح… فإيران ليست على خلاف إلاّ بشأن المفاعلات النووية لصناعة القنبلة الذرية… كما أننا في الولايات المتحدة على خلاف معها بهذا الشأن، رغم تعاونها معنا في كل الأمور الأخرى… إذ ان الاتفاق المسبق معها كان بحضور إسرائيل قبل احتلال العراق..

سُئل: حسب ما تدّعيه إيران… فإنّ هناك خلافات بين طهران وتل أبيب..

أجاب بوش: ربما خلاف على طريقة العمل… أو ربما للاستهلاك الداخلي لكلّ منهما. إذ ان العلاقة بين إسرائيل وإيران أمتن من أن يتصوّرها أحد… بل ربما هي أمتن من العلاقة بين أميركا وإسرائيل.

وشرح بوش للصحيفة مضمون هذه العلاقة بين إسرائيل وإيران.. فقال:

العلاقة بينهما كما ذكرت قويّة جداً… أهمها التعاون بين «الموساد» وإيران على خلق مناخ ملائم للإرهاب في المنطقة… ومن ثم وهو الأهم، حماية حدود إسرائيل ومستعمراتها من هجمات المقاومة الفلسطينية، كما حماية الجولان.. وهي التي سمحت لإيران -بعد الاستئذان- بإدخال قواتها وميليشياتها الى لبنان وسوريا.. ولولا الميليشيات الايرانية في جنوب لبنان، لكان وضع الامن في شمال إسرائيل غير مستقر… ثم إنّ العلاقة الأهم بينهما هي انها تلبّي مصالح إسرائيل في عرقلة قيام دولة فلسطينية، إلاّ وفق النظرة الاسرائيلية، وليس وفق ما تراه السلطة الفلسطينية.

وجواباً على سؤال وُجّه إليه عن الفائدة التي تحصل عليها إيران من هذه العلاقة؟ أجاب: إنها علاقة قديمة من خلال وسطاء إيرانيين… ولولا هذه العلاقة لا أعتقد أنّ النظام الايراني في هذا الجو العدائي الذي يثيره في محيطه، كان قادراً على الاستمرار، لولا الدعم الاسرائيلي له في الدوائر الغربية.

أما عن قضية إدخال إيران الى سوريا، فأجاب:

لسنا الذين أدخلناها… بل إسرائيل فعلت ذلك بالتفاهم مع الروس، لتدمير قدرات الجيش السوري وتفتيته ولنزع السلاح الكيماوي الذي كان يقلق إسرائيل. إذ ان الجيش السوري عربي النزعة لا يُؤْمَن جانبه. ولولا إيران لما استطاعت اسرائيل نزع السلاح الكيماوي الأخطر في المنطقة على سلامة إسرائيل إذا أُطيح بالنظام السوري الحالي.

بالتأكيد -يضيف بوش- إنّ وجود النظام الايراني ساعد إسرائيل كثيراً على حفظ أمنها، من خلال ضرب الارهاب الفلسطيني والعربي المحيط بها… ولربما كان وجودها في خطر أيضاً لولا إيران.

هذا ما أشار إليه بوش بصراحة ووضوح… واللبيب من الإشارة يفهم… فكيف إذا كانت الإشارة ظاهرة غير مخفيّة.

*المقالات والآراء التي تنشر تعبّر عن رأي كاتبها*

 

Exit mobile version