كتب عوني الكعكي:
منذ يومين استفدنا من المؤتمر الصحافي الذي عقده المدير العام للأمن العام اللواء عباس ابراهيم، ومن المعلومات والطريقة المتبعة لعودة إخواننا السوريين الى بلدهم..
بداية يجب أن نعلم ان عدد السوريين الذين هربوا من سوريا بسبب الحرب الأهلية وصل في لبنان الى مليونين وثمانين ألفاً، وهذا الرقم يشكّل 40٪ من عدد سكان لبنان… لذلك فإنّ لبنان واللبنانيين -لا شك- يدفعون الثمن غالياً على كافة المستويات والأصعدة بالرغم من ان هناك مساعدات دولية تأتي الى هؤلاء لكنها بالفعل متواضعة.. وأنهم يتبضّعون بالعملة اللبنانية لا بالدولار كما يروّج البعض. الموضوع بالنسبة للبنان حسّاس.. لأنّ هناك خلافاً بين أبناء الوطن حول وجود هذا الرقم العالي نسبيّاً بالنسبة للبنان خاصة وأنّ عدد سكان لبنان خمسة ملايين فقط.
كذلك، فإنّ الازمة الاقتصادية التي يمر بها اللبنانيون ولم يروا مثلها من قبل، ولا شهد العالم مثيلاً لها تلقي بثقلها، وبالنظر الى ديون الدولة وفداحة الهدر وسوء الإدارة ووجود وزراء فاسدين، وتحديداً ما حصل في قطاع الكهرباء. إذ ان الكهرباء وحدها كلفت 65 مليار دولار والدين العام وصل الى 90 مليار دولار.. والمدخول وبسبب «الحزب العظيم» تراجع تراجعاً كبيراً خاصة وأنّ أهل الخليج يقاطعون لبنان كلياً وبعضهم تمنعهم دولهم من المجيء الى لبنان، مع العلم ان الاقتصاد اللبناني يعتمد عليهم. وتشير الإحصاءات الى أنّ المدخول من أهل الخليج كان يصل الى 8 مليارات دولار سنوياً، ناهيك بأهمية مجيئهم الى لبنان واستثماراتهم التي تصل الى المليارات أيضاً في قطاعات الفنادق والأبنية والعقارات وغيرها. ولنأخذ مثلاً على ذلك فإنّ نصف الأراضي والبيوت في بحمدون وحمانا يملكها كويتيون ونصف الاملاك في عاليه وعين الجديدة يملكها قطريون.
بالعودة الى أهم نقطة أشار إليها اللواء عباس ابراهيم، وهي ان عودتهم طوعية.. أي حسب رغبة المواطن السوري الذي يرغب في العودة بإرادته ومن تلقاء نفسه. وقد خصّص 17 مركزاً لتسجيل السوريين الراغبين في العودة.
الموضوع الثالث الذي تحدث عنه اللواء، هو ان هناك 500 ألف مواطن عادوا قبل «الكورونا»، وأنّ مرض «الكورونا» هو الذي أوقف عملية العودة.
الموضوع الرابع الذي أشار إليه اللواء ابراهيم هو العودة الجديدة التي ستتم خلال أيام، وهناك 2400 مواطن يرغبون في العودة الطوعية هذه، وسبب تدنّي الرقم هو ان هؤلاء سيكونون تجربة، لأنّ الدفعة الثانية سترتفع والرقم سيتضاعف خاصة وأنّ العائدين سوف يخبرون أهلهم الموجودين في لبنان بأنّ الأمور جيدة، وهذا عامل مؤثر جداً..
الموضوع الخامس: كان يوجد في لبنان قبل الحرب الأهلية في سوريا 550 ألف مواطن سوري هم من العمال ويعتمد عليهم اللبنانيون، ويلاحظ اللبنانيون أنّ قطاع البناء يتوقف في العيدين: الكبير والصغير عند المسلمين، لأنّ العمال السوريين يذهبون الى سوريا لزيارة أهلهم.
الموضوع السادس: ان الذين يولدون في لبنان عددهم كبير جداً، حيث تفيد بعض الاحصائيات بأنّ الولادات أكثر من عدد ولادات اللبنانيين.
خلاصة القول: يجب أن نشكر ربنا أنّ في لبنان رجالات صالحين مثل اللواء عباس ابراهيم، الذي يستثمر علاقاته الممتازة بالقيادة السورية لحل أكبر مشكلة سكانية يعاني منها لبنان.
لذلك، نتمنى من الجميع دعم جهود اللواء عباس ابراهيم ومساندته في مهماته لأنّ المنفعة ستعود على كل اللبنانيين وعلى لبنان من دون استثناء.
*المقالات والآراء التي تنشر تعبّر عن رأي كاتبها*