كتب يوسف فارس في “المركزية”:
مع تحول المجلس النيابي الى هيئة ناخبة بحيث بات في حال انعقاد دائم مع سريان مهلة الايام العشرة الاخيرة من ولاية رئيس الجمهورية، وقبل الدخول في الفراغ الرئاسي على ما بات مؤكدا، لا تزال القوى السياسية والكتل النيابية على مواقفها من الاستحقاق. فريق الموالاة ينادي برئيس توافقي فيما فريق المعارضة يصر الى الان على ترشيح رئيس من صفوفها هو النائب ميشال معوض في ظل الحديث عن امكانية وجود مرشح اخر لديه سيظهره في اللحظة المناسبة.
الواضح حتى الساعة ان اسم الرئيس العتيد للبلاد لا يزال طي الكتمان وهو لن يتظهر لا بالتحالفات ولا بالانتخاب ولا بتجميع الاصوات لان الحلقة التي ادخل فيها الاستحقاق الرئاسي قبل مغادرة الرئيس عون القصر الجمهوري من شأنها ان تبقي الملف يدور في الفراغ وضمن السيناريو التعطيلي الذي عرفته جلسات الانتخاب والاتهامات النيابية المتبادلة التي تعقبها بحيث يعتبر كل فريق نفسه منتصرا في حين ان التفاهمات الداخلية والخارجية لم تتضح بعد .
رئيس حزب الوطنيين الاحرار عضو تكتل الجمهورية القوية النائب كميل شمعون يتوقع عبر “المركزية” ان تمتد حلقة الشغور الرئاسي الى ما بعد العام الجديد وان يستمر مسلسل التعطيل الذي يمارسه الفريق الاخر بوضعه ورقة بيضاء ريثما تستجد متغيرات محلية وأقليمية تؤدي الى امكان ايصال مرشحه الى القصر الجمهوري .
يضيف: اما بالنسبة الى الحكومة فلا ارى فارقا كبيرا بين تشكيل واحدة جديدة وبين الابقاء على حكومة تصريف الاعمال التي اعتدنا على مثيلاتها في لبنان خصوصا في هذا العهد. علما ان جميعها لم تنجز شيئا يذكر انما هي ساهمت في هدر المال العام وتقاسم مقدرات الدولة والا لما كنا وصلنا الى ما نحن عليه .
وتخوف شمعون من اتساع رقعة الفلتان الامني في حال استمرت الاوضاع المعيشية بالتدهور ومن غير معالجة خصوصا وان العديد من الاسر في المناطق النائية والفقيرة لا تجد ما يسد جوعها وارسال اولادها حتى الى المدارس الرسمية لعجزها عن دفع الاقساط الزهيدة.
وختم لافتا الى ان عدم تطبيق الطائف كان السبب الرئيس في عدم انتظام الدولة ومؤسساتها، لذا لا بد من العودة الى النص والقانون وبناء المؤسسات والا سنبقى في هذه الدوامة من التراجع والانحلال.