الهديل

كلام «فخامتو» لا «بيقدّم ولا بيأخّر»

 

كتب عوني الكعكي:

بالإذن من المطرب الكبير الاستاذ جورج وسوف، وأغنيته المشهورة جداً جداً «كلام الناس لا بيقدّم ولا بيأخّر». صدقاً وبالفعل فإنّ هذه الاغنية تنطبق كلياً على حديث «فخامتو» من على شاشة إحدى محطات التلفزة وذلك قبل 3 أيام من نهاية ولايته… ولو تحدّث بهذا الكلام في بداية عهده لكان من الممكن أن يثير الاهتمام.. أما وبما انه تحدّث قبل تركه الرئاسة بأيام قليلة فكل كلمة قالها تحتاج الى «مضبطة» قضائية، لنعلم مدى صدقها ودقتها.. على كل حال أصبح كلامه غير مهم وغير مُجْدٍ، وهناك مثل يقول «الضرب في الميت حرام».

ولكن أصدق كلام سمعته هو رد دولة رئيس الحكومة الاستاذ نجيب ميقاتي حين قال: «إنّ فخامته وصل الى عمر متقدّم وأصبحت ذاكرته تخونه فلا عتب عليه».

النقطة الثانية التي تحدّث عنها فخامته عندما طالب رئيس الحكومة بوحدة المعايير والمقاييس.. وهذا الطلب أقل ما يُقال فيه، إنه هرطقة.. فكيف يمكن لرئيس حكومة، المطلوب منه تشكيل حكومة، أن يصعد الى القصر الجمهوري وينتظر من الصهر الصغير الفاشل، أن يرسل أسماء الوزراء الذين يريد تعيينهم ليُصار الى إصدار المراسيم من دون أن يطلع على أسمائهم.. فهل هذا معقول؟

النقطة الثالثة: يتحدّث عن العلاقة بينه وبين دولة الرئيس نبيه بري… ونسي أنه زاره وطلب منه أن يؤيّده في الرئاسة.. فرفض، إذ أفاد بأنّ دولة الرئيس بري كان يريد الانتقام من الرئيس سعد الحريري… هذا يؤكد أنّ ذاكرة فخامته تخونه لأنّ الرئيس نبيه بري وبصراحة كاملة قال لفخامته: «لا أريد أن أنتخب رئيسين: حضرتك وحضرة صهرك العزيز».. وهذا حقيقة ما جرى بينهما.

النقطة الرابعة: يتهم فخامته الرئيس ميقاتي بأنه لا يريد تشكيل حكومة نكاية به وبصهره.. فعلاً معه حق فخامة الرئيس.. لأنّ طلبات الصهر الصغير لا تنتهي فهو لا يشبع من المال ولا يشبع من السلطة، لذلك فمن المستحيل أن يجد رئيس حكومة حتى في بلاد «الماو ماو» يقبل بشروط الصهر الصغير الفاشل…

النقطة الخامسة: إنّ كل مشكلته مع الآخرين هي بسبب صهره… فهنا لا بد من أن نذكر انه قال في حديث تلفزيوني: «لعيون صهر الرئيس ما تتشكل حكومة». فلا بد من مسامحة فخامته لأنّ ذاكرته صارت ضعيفة.

النقطة السادسة: تحدّث فخامته عن صهره وعن الكهرباء، وليته لم يأتِ على ذكر «الكهرباء» إذ يكفي ان خسائر الكهرباء بلغت 65 مليار دولار.. فهل هناك فشل أكبر من هذا الفشل؟

النقطة السابعة: يتحدّث عن إنجاز ترسيم الحدود البحرية، ويعتبر ان الفضل يعود إليه ولخطّه السياسي. وهنا نقول له إنّ أميركا بحاجة الى الغاز لأوروبا، لذلك تدخلت بقوة مع إسرائيل وأجبرتها على الوصول الى اتفاق مع لبنان، ولولا حاجة أوروبا وتدخل أميركا لما حصل هذا الإنجاز.. على كل حال، لو كان فخامته دقيقاً في ما يقول فلماذا لم تستقبل سوريا الوفد الذي أعلن عنه فخامته، بعد اتصال بالرئيس السوري بشار الأسد والاتفاق على إرسال وفد ليتم الترسيم مع سوريا.

النقطة الثامنة: تحدّث عن القضاء. وبالفعل هنا لا بد أن نذكّر فخامته انه رفض التشكيلات القضائية التي أرسلها له رئيس مجلس القضاء الأعلى سهيل عبود، ومدّعي عام التمييز غسان عويدات، ورئيس التفتيش القضائي بركان سعد، الذين قضوا ثلاثة أشهر وهم يدرسون كل اسم ورفعوها الى وزيرة العدل التي كانت تنتظر على أحرّ من الجمر، ولكن تغيّرت الأمور وبقي مرسوم التشكيلات نائماً في الأدراج الى جانب فخامته في القصر الجمهوري.. طبعاً السبب الحقيقي ان الصهر الفاشل يتمسّك بالقاضية غادة عون، التي لم يسعفها الحظ بالزواج وتعيش مأساة عدم الزواج، «فتفش» خلقها بالانتقام من البشر حسب رؤية ورغبة الصهر الفاشل.

النقطة التاسعة: تهديد فخامته بأنه سوف يوقع قبول استقالة الحكومة، وهكذا تكون الحكومة غير شرعية.. وهذه النقطة بالذات وبعد عدة دراسات قانونية غير صحيحة.. فكلام فخامته ليس صحيحاً وسوف ننشر في ما بعد دراسة للقاضي الاستاذ محمود مكية تحت عنوان «صلاحيات رئيس الجمهورية بين الأصالة والوكالة وتصريف الأعمال»، ودراسة ثانية لا تقل أهمية عن الأولى للاستاذ خالد قباني.

*المقالات والآراء التي تنشر تعبّر عن رأي كاتبها*

Exit mobile version