يرى خبراء علم النفس، أن الذكاء العاطفي لا يقل أهمية عن القدرة المعرفية، بل من الممكن أن يكون أكثر أهمية في تحديد نجاح المرء بشكل عام.
ويدعو خبراء تربويون إلى تدريس الذكاء العاطفي كجزء من المناهج التعليمية، فلماذا يعد الذكاء العاطفي مهما لدى الطلاب؟، وهل يمكن للذكاء العاطفي أن يتطور بشكل طبيعي طوال فترة الطفولة؟.
والذكاء العاطفي هو القدرة على إدراك مشاعر المرء وإدارتها، وكيفية تطبيق العواطف على حل المشكلات، بالإضافة إلى التحكم في الانفعالات.
ودعا الخبراء في جامايكا إلى اتباع هذا النهج، وذلك بعد العديد من التحديات التي مر ولا يزال يمر بها المجتمع، تشمل الفقر وإهمال الأطفال والتعدي عليهم، مما يسبب بشكل كبير الغضب والعدوان لدى بعض الطلاب.
ويرى علماء نفس أن الذكاء العاطفي لا يقل أهمية عن القدرة المعرفية، بل قد يكون أكثر أهمية من معدل الذكاء في تحديد نجاح المرء في الحياة، إذ ثبت بالفعل أن الأشخاص الأكثر نجاحا هم بشكل عام، أولئك الذين يتمتعون بمهارات شخصية واجتماعية متطورة للغاية، وليس أولئك الذين يتمتعون بمعدلات ذكاء عالية.
لكن يلاحظ الافتقار للذكاء العاطفي إلى حد كبير، لأن المدارس تركز بشكل أساسي على التعلم الأكاديمي والقدرة المعرفية والرياضة وليس الرفاهية العاطفية.
ووفقا لخبراء تربويين، فإن الفكرة السائدة بأن الذكاء العاطفي فطري ويتطور بشكل طبيعي طوال فترة الطفولة فكرة خاطئة، فبالنسبة للعديد من الأطفال، هناك حاجة إلى أن يتم تعليمهم بشكل صريح من خلال التدريس في الفصول الدراسية ولعب الأدوار ووضع نماذج لهم، تركز على تطوير هذا الجانب لديهم.
وفي هذا الصدد، قالت الخبيرة النفسية والاجتماعية، لمى الصفدي، لـ”سكاي نيوز عربية”: “الذكاء العاطفي هو كيف نتصرف بذكاء مع عواطفنا، ونكون قادرين على إدارة المشاعر والعواطف التي نمر بها، من خلال المهارات اللازمة”.
وأضافت: “الكثير من الآباء والأمهات لا يعرفون كيف يتعاملون مع مشاعر الأبناء سوى بالصراخ أو الصمت مثلا، وبالتالي الأطفال لا يعرفون كيف يعبرون عن مشاعرهم، ويتحول الأمر في المدرسة إلى عدوان وغضب وتراجع في المستوى الدراسي”.
وأكدت الصفدي أنه من الممكن بالفعل تعليم المهارات المرتبطة بالذكاء العاطفي في المدارس، قائلة: “يجب تعليم الطفل في المدرسة المهارات اللازمة ليعبر عن مشاعره ويديرها، حتى من عمر الـ4 سنوات في الروضة، لأن أكبر مشكلة لدى الأطفال والمراهقين هي أنهم لا يستطيعون التعبير عن عواطفهم، وغير قادرين على ترجمة مشاعرهم لجمل مفهومة وتصرف مفهوم”.
واستطردت: “لهذا السبب نرى أطفال ومراهقين منعزلين اجتماعيا ويعيشون في عالم افتراضي أكثر من عالمهم الواقعي، لذا من الضروري أن نعيدهم للعالم الواقعي حيث يوجد تواصل اجتماعي حقيقي”.