كتب عوني الكعكي:
فخامة الرئيس السابق ميشال عون كان قد رشّح صهره الصغير الفاشل لمنصب رئيس الجمهورية، وطلب من «السيد» أن يتبنّى هذا الترشيح.
بالفعل عندما قرأت هذا التصريح ظننت للوهلة الأولى أنّ هذا الكلام «نكتة سمجة» ولا يمكن أن يكون جدّياً، كذلك قلت «بيني وبين نفسي»: «ربما أطلق الرئيس السابق هذا الكلام الذي يعبّر عن رغبته هو، بما انه قد وصل بالسن الى العمر «الصعب»، لذا فإنّ فخامة الرئيس السابق خانته ذاكرته، إذ لا يمكن لأي إنسان عاقل أن يقول مثل هذا الكلام خاصة وأنّ الصهر العزيز الفاشل لم يستطع في يوم من الأيام أن ينجح في إنجاز أي عمل قام به».
وفي عملية استرجاع لتاريخ هذا الفاشل نبدأ بترشحه للانتخابات النيابية عام 2005، يومها بالرغم من انه صهر الجنرال فإنّ الناس قالوا له في صندوقة الاقتراع «نحن لا نحبّك»، قلنا يومذاك: هناك مؤامرة على الجنرال. ولكن عندما ترشح مرة ثانية في عام 2009 وسقط أيضاً سقوطاً مدويّاً، قلنا: «يجب على الجنرال أن يعيد تأهيل صهره لأنه من الصعب جداً أن صهر «بيّ الكل» يسقط مرتين في الانتخابات».
على كل حال، ماذا يعني سقوط باسيل في الانتخابات النيابية مرّتين؟ بكل بساطة يعني أنّ الناس لا يرغبون به ولذلك كانت محاسبته في صندوقة الاقتراع.
الجنرال لا ييأس، لذلك كان أوّل عمل قام به عندما، وللأسف الشديد، انتخب رئيساً للجمهورية، هو انه غيّر قانون الانتخاب، وهكذا تم الاتفاق على قانون «قابيل وهابيل» ذلك القانون الذي يصبح فيه الانسان ضد أخيه الانسان في الانتخابات، لأنّ كل واحد يريد نفسه… أولاً: لم يكتفِ بتغيير القانون بل عقد اتفاقات مع جميع القوى.. وهكذا وبعد جهد جهيد وصل الصهر الى البرلمان.
اما في ما يتعلّق بأدائه الوزاري… فهنا المصيبة إذ تسلم وزارة الاتصالات على أساس أنه مهندس مهم جداً، فكان جُلّ ما عمله أنْ عيّـن 1000 موظف كرشوة انتخابية في الشركتين Alfa وM.t.c، وهكذا حقق تراجعاً في الايرادات من ملياري دولار سنوياً الى مليار دولار أميركي فقط وذلك بسبب التعيينات، كان هذا السقوط الثاني للصهر المدلّل.
أما السقوط الثالث فكان في وزارة الطاقة، وأطلق عليه لقب «عزّ بعد جبران الأمير علاّقة»، وكانت المصيبة الأعظم حين تسلم وزارة الطاقة بنفسه من 9 تشرين الثاني عام 2009 وحتى 13 حزيران عام 2011… وهناك كان الإبداع حيث وصلت خسائر هذا القطاع الى 65 مليار دولار أميركي أي ثلثي مجموع الدين المتوجّب على الدولة لمصرف لبنان. ومن رفضه للعروض التي جاءت للبنان، وأهمها من الكويت لأنّ الصندوق لا يقبل أن يدفع عمولات..
اما المستشارة الالمانية السابقة انجيلا ميركل، فعندما جاءت الى لبنان ومعها شركة «سيمنس» أيضاً قدّمت عرضاً مغرياً، ولكن المشكلة بأنّ تلك الشركة لا تدفع عمولات أيضاً.
ملاحظة: “لعنة الله عليهم، لماذا لا يدفعون عمولات، كيف بدنا نموّل الانتخابات والمصاريف؟”.
وكي لا ننسى، انه عندما انتقل من وزارة الطاقة عيّـن سكرتيره النائب الحالي سيزار أبي خليل، على أساس أنّ الوزارة لا تُدَارُ إلاّ بكفاءات الصهر الفاشل… وعندما تغيّرت الحكومة جاء بسكرتيرة سكرتيره النائبة الحالية ندى البستاني التي أكملت المسيرة.
وأخيراً وصلنا الى استاذ جامعي هو ريمون غجر، محترم جداً، ولكن لا علاقة له بملف وزارة الطاقة لذلك فإنّ الوزير عانى الأمرين من الصهر وسكرتير الصهر وسكرتيرة السكرتير وهلمّ جرّاً.
ومن فشل في وزارة الطاقة الى أكبر فشل في وزارة الخارجية، حيث تسبّب بأسوأ علاقات مع إخواننا العرب في تاريخ لبنان. وظنّ هذا الصهر أنه محور الحياة في الدنيا.. وإنّ العالم العربي لا يستطيع أن يعيش من دونه. وكي لا نطيل الكلام يكفي أنه طلب من جماعته في جهاز أمن الدولة أن يحتلوا وزارة الخارجية ويقيموا نقاط تفتيش فيها وحولها، وذلك لأوّل مرّة في التاريخ وفي أي وزارة.
أكتفي اليوم بما قلت، ولنا عودة إن شاء الله قريباً لإكمال هذا الملف.
*المقالات والآراء التي تنشر تعبّر عن رأي كاتبها*