خاض الرئيس ميشال عون حروباً كثيرة في عهده، لعلّها أكثرها قساوةً هي تلك التي شنّها على حاكم مصرف لبنان رياض سلامة.
تتيح العودة الى أرشيف “تويتر” العثور في الماضي على ما يخالف الحاضر من مواقف. يمكن، مثلاً، أن نعثر على حساب رئاسة الجمهوريّة على تغريدة جاء فيها: “الرئيس عون اقترح من خارج جدول الأعمال تعيين رياض سلامة حاكماً لمصرف لبنان، فوافق مجلس الوزراء بالإجماع”. وكان مجلس الوزراء حينها يضمّ جبران باسيل وآخرين من التيّار الوطني الحر.
وعلى “تويتر” أيضاً تغريدات لنصف عدد نواب “التيّار” آنذاك وهم يشيدون بمزايا سلامة الذي تحوّل، حين انهار البلد، الى مكسر عصا يلصق به كثيرون تهماً تخفي عيوبهم وفشلهم.
ورفع العهد، ومعه “التيّار”، معركة التدقيق الجنائي التي لم تصل الى نتيجة، ولن، حتماً. وحاولا أيضاً عبر القضاء، وتحديداً عبر القاضية غادة عون التي ارتكبت، لهذه الغاية، عشرات المخالفات بينما التفتيش القضائي في نومٍ عميق، يخاف رئيسه من إنجاز تحقيقٍ وإصدار حكمٍ. وقد كنّا، في العهد المنتهي، ضحايا قضاةٍ يتجاوزون القانون أو يغفلون عن تطبيقه، وهؤلاء يستحقّون التشهير والمحاسبة حتى قبل السياسيّين.
انتهى إذاً عهد عون، وتستمرّ ولاية رياض سلامة، حتى اليوم الأخير. لم يتمكّن العهد من إسقاطه، واكتفى بتشويه الصورة. تماماً كما فعل مع آخرين، تطبيقاً لمبدأ “إن لم تتمكّن من تحسين صورتك، عليك أن تشوّه صورة الآخرين”.
المصدر:mtv