في مستهل زيارة هي الأولى من نوعها لمملكة البحرين، دعا البابا فرنسيس الخميس إلى احترام حقوق الإنسان والحرية الدينية وتحسين ظروف عيش ملايين العمال في منطقة الخليج.
وجاء موقف البابا في وقت تواجه فيه قطر المجاورة للبحرين انتقادات بشأن معاملة العمال الأجانب الذين بنوا معظم الملاعب الجديدة والبنية التحتية للنقل من أجل كأس العالم.
حض البابا فرنسيس الخميس بعيد وصوله إلى البحرين على احترام حقوق الإنسان والحرية الدينية وتحسين ظروف عيش ملايين العمال في المنطقة الثرية.
وكانت الطائرة البابوية قد حطت في قاعدة الصخير الجوية في منطقة العوالي جنوب البحرين قرابة الساعة 16,40 بالتوقيت المحلي (13,40 ت غ).
وللمرة الأولى منذ انتخابه عام 2013، لم يجر البابا البالغ من العمر 85 عاما جولته الاعتيادية على الصحافيين الذين رافقوه على متن الطائرة، بسبب آلام الركبة التي يعاني منها مؤخرا.
واستُقبل البابا في القاعدة الجوية على وقع الموسيقى التقليدية بينما كان أطفال في محيط القصر الملكي المجاور يطلقون التحية والهتافات المرحبة.
وتحدث في خطاب أمام العاهل البحريني الملك حمد بن عيسى آل خليفة وكبار المسؤولين ودبلوماسيين، عن قضايا الاحترام والتسامح والحرية الدينية التي أقرها دستور البحرين.
وفي أول زيارة للمملكة الخليجية الصغيرة، قال البابا إنها التزامات “يجب ترجمتها باستمرار إلى عمل، حتى تصبح الحرية الدينية كاملة ولا تقتصر على حرية العبادة، وحتى يتم الاعتراف، لكل جماعة ولكل شخص، بكرامة متساوية، وفرص متكافئة وحتى لا يكون تمييز ولا تُنتهك حقوق الإنسان الأساسية، بل يتم تعزيزها”.
وأضاف “أفكر قبل كل شيء في الحق في الحياة، ضرورة ضمانه دائما، حتى عند فرض العقوبات على البعض، حتى هؤلاء لا يمكن القضاء على حياتهم”.
وقالت تسع منظمات حقوقية بينها هيومن رايتس ووتش في بيان مشترك الثلاثاء إنه ينبغي على البابا دعوة السلطات البحرينية إلى “فرض وقف على إصدار أحكام الإعدام وتنفيذها”. كما حثته على المطالبة بـ”الإفراج عن كل من سُجن جراء ممارسة حقه في حرية تكوين الجمعيات والتجمع السلمي والتعبير”.
في 2017، نفذت البحرين وهي مقر الأسطول الخامس الأمبركي، أول عملية إعدام بعد سبع سنوات من إعدام آخر شخص. ومنذ ذلك الحين، أعدمت سلطات المملكة الخليجية ستة أشخاص، بعضهم على خلفية قضايا ترتبط بالاضطرابات التي شهدتها البلاد في 2011. وهناك 26 شخصا محكوم عليهم بالإعدام.
في بيانها، طالبت المنظمات الحقوقية التسع كذلك البابا فرنسيس بـ”حث السلطات البحرينية على إنهاء الانتهاكات ضد العمال الوافدين”.
ودعا البابا في كلمته إلى “ضمان ظروف عمل آمنة ولائقة بالإنسان في كل مكان”، منددا بـ”العمل اللا إنساني”، قبل ثلاثة أسابيع من انطلاق منافسات كأس العالم في قطر وتزايد الانتقادات بحقها إزاء حقوق العمال المهاجرين.
وقال: “لا يزال هناك نقص كثير في العمل وعمل لا إنساني كثير. هذا لا ينطوي على مخاطر جسيمة من حيث عدم الاستقرار الاجتماعي بل يمثل انتهاكا لكرامة الإنسان”.
وأضاف “العمل، الثمين مثل الخبز، ينقص غالبا. وفي كثير من الأحيان، هو خبز مسموم لأن فيه عبودية”.
وجاء موقف البابا في وقت تواجه قطر المجاورة للبحرين انتقادات بشأن معاملة العمال الأجانب الذين قاموا ببناء معظم الملاعب الجديدة والبنية التحتية للنقل من أجل كأس العالم.
وتتعرض دول الخليج لانتقادات حول معاملة العمال الأجانب الذين يبلغ تعدادهم 22 مليونا من مجموع القوى العاملة في المنطقة.
تستمر زيارة البابا أربعة أيام وتعد الأولى لحبر أعظم إلى المملكة الخليجية المجاورة للسعودية، يخصص الجزء الأكبر منها للتأكيد على أهمية الحوار بين الأديان.
وأقامت البحرين التي يبلغ تعداد سكانها 1,4 مليون نسمة، علاقات دبلوماسية مع الفاتيكان في العام 2000. ويقطنها نحو ثمانين ألف مسيحي كاثوليكي، وفق الفاتيكان، يتحدرون بشكل رئيسي من جنوب شرق آسيا وأفريقيا والشرق الأوسط ومن دول غربية.
وهذه الزيارة التاسعة والثلاثين للبابا إلى الخارج منذ انتخابه، والثانية إلى منطقة الخليج، بعد زيارة تاريخية إلى الإمارات عام 2019. وسيتصدر الحوار بين الأديان، الذي يدافع عنه بشراسة، مضمون لقاءاته في البحرين، إضافة إلى إثارته قضايا تتعلق بحقوق الإنسان والعمال المهاجرين والبيئة