كتب شادي هيلانة في “أخبار اليوم”:
يُصّر رئيس كتلة “لبنان القوي” النائب جبران باسيل على عدم تسمية زعيم تيّار المردة سليمان فرنجية لرئاسة الجمهورية، رغم رغبة امين عام حزب الله السيّد حسن نصرالله بتولي “زعيم المردة” هذا المنصب، لذلك يحاول إنقاذ الوضع بالتوفيق بين باسيل وفرنجية لإخراج الرئاسة ولو بعملية قيصرية لكنّه – حتى الساعة- مُني بخيبة كبيرة.
وللخروج من المأزق الرئاسي، هناك من يقول انّ تسوية انتخاب فرنجية- اذا حصلت- تربط لبنان بسوريا مجدداً سياسياً واستراتيجياً، وقد تساهم في حلحلة العقد بالترسيم البحري شمالاً، بما فيه مصلحة للطرفين. كما هناك رأيٌ آخر يقول انّ “الدفع سيكون في لبنان والقبض في سوريا”، وبالتالي فيما لو سارت هذه التسوية بين الجانبين “تربح سوريا ويخسر لبنان”.
الى ذلك، كان النائب باسيل قد صرّح انّهُ سيزور دمشق في وقت قريب، بحيث قال منذ ايام في مقابلة تلفزيونية: “لا اعرف متى أزور سوريا، ونعدُّ امراً يليق بالزيارة مشرقياً، وسيكون هناك لقاء مع الرئيس السوري بشار الاسد”، ومن المتوقع انّ باسيل سيستعرض موضوع الإنتخابات الرئاسيّة، خصوصاً في ظل تحضير “الطبخة” في العواصم الدولية، وربما بدأ الحديث عن اسماء مرشّحة للوصول الى بعبدا.
وفي الشكل ايضاً، من المعروف انّ القيادة السورية تمون بشكلٍ كبير على حلفائها في لبنان، كما تشير الاوساط في دمشق انّ التيّار مُرحّب به في طليعة القوى، في المقابل يُدرك من في الداخل والخارج قرب الزعيم الشمالي، من الرئيس بشّار الأسد، كذلك الحزب وحركة أمل، ومن هذه الوجهة تأتي “أُمنيّة” الاسد بوصول فرنجية إلى السدة الاولى، فهذه رغبة قديمة جديدة لدى النظام في دمشق.
وانطلاقا من هذه المقاربة هل يُقنع الاسد رئيس “الوطني الحر” بالمضي بفرنجية رئيساً، فينجح حيث فشل الحزب؟
هنا لا بد من التذكير، بالمعارضة الدولية (عربيا وغربيا) لتكرار تجربة الرئيس السابق ميشال عون، بحيث انّ المردة والتيار يمثلان الحزبين المسيحيين الوحيدين، اللذين يُؤمّنان الغطاء لسلاح الحزب، ومشروعه في المنطقة.