الرئيسان بري وميقاتي: الأمر «لي»
كتب عوني الكعكي:
بالإذن من قائد الجيش العماد جوزيف عون… هذا البطل الجالس في وزارة الدفاع يتابع ويجاهد من أجل الأمن أوّلاً، ومحاربة كل خطر إن كان داعشياً أو إرهابياً أو مخلاًّ بالأمن… لا فرق عنده.. فالمطلوب الأمن والاستقرار أولاً وأخيراً…
ما حدث في مجلس النواب اللبناني منذ يومين، يؤكد المؤكد بأنّ الرئيس نبيه بري رئيس المجلس النيابي ليس إنساناً أو قائداً عادياً، بل نستطيع القول إنّه ملك البرلمان، والوحيد القادر على معالجة الأمور السياسية على أكمل وجه.. وإن أردنا أن نغوص أكثر، فيكفي انه لا يمسك بملف إلاّ ويكون الحل عنده… نبدأ أولاً عندما رفض أن ينتخب الرئيس السابق ميشال عون رئيساً.. قائلاً له: “لا أريد أن أنتخب رئيسين: أنت وصهرك”.. واليوم نقول: كم كان رأي الرئيس بري ثاقباً، إذ عشنا 6 سنوات نعاني أمرين اثنين: الأمر الأول رئيس شرعي لكن كبر السن لعب دوراً كبيراً بطريقة الحكم ومعالجة الأمور…
والأمر الثاني: رئيس ظل لا يتمتع بالحدّ الأدنى من الذكاء والحكمة، كلّ همّه كيف يمكن أن يستفيد.. لذلك فإنّ كل المشاريع التي قام بها… وكل السدود التي قام ببنائها لها هدف واحد: هو المردود الخاص لجيبه. وإذا نسينا فلن ننسى البواخر ولا رفضه لهِبَة الصندوق الكويتي لأنهم رفضوا دفع أي عمولة.. ولا التعيينات في شركتي الاتصالات M.t.c و Alfa حيث حرم الخزينة من مليار دولار سنوياً… وللعلم أيضاً ما تسبب به في مجال الكهرباء، فقد بلغت خسائر الدولة ٦٥ مليار دولار وذلك بسبب إدارته الفاشلة.
أكتفي بهذه المقدّمة لأقول: الحمد لله اننا انتهينا من عهد جهنم، كما وصفه فخامة الرئيس السابق.. واليوم هو يوم جديد.
ويبدو ان التعاون بين رئيس المجلس وبين رئيس الحكومة بدأ يعطي ثماره…
فكل الصراخ والكذب والقصص الوهمية التي سردها الطفل المعجزة تبيّـن أنّ الرئيس ميقاتي عكس ذلك، فقد كشفه وكشف كذبه، ويكفي أن يقول فخامة الرئيس السابق إنه وضع مرسوم قبول استقالة الحكومة في درج وضيّع المفتاح، ليتبيّـن انه أرسله الى مجلس النواب عسى وعلّ أن يخلط الأمور، لأنّ كل هدفه في الحياة الهدم والتخريب.
يكفي أنّ المواطن اللبناني بفضل حكمته أصبح فقيراً وبلا طبابة، ويعاني الفقر والجوع والعوز، وصار أجمل بلد في العالم بلا كهرباء ولا مياه ولا مستشفيات ولا جامعات.
فعلاً لو أردنا أن نعدّد مآثر العهد البائد، فلا يمكن لنا أن نكتفي بمقال واحد بل نحتاج الى كتاب أو مجموعة كتب يطلق عليها اسم “إخفاقات ميشال عون في الحكم”.
بالعودة الى موضوع المرسوم الموقع من الرئيس السابق، وبعد كشف رئيس الحكومة تلاعبه وكذبه، ثبّت مجلس النواب الحكومة منعاً لأي فراغ وحتى يتم انتخاب رئيس جديد للجمهورية.
ما فعله الرئيس ميقاتي برفضه كل المطالب غير المحقة من تجنيس 5000 مسيحي و300 علوي كان ينوي فخامة الرئيس السابق الاستفادة من مبلغ دفعه هؤلاء يراوح بين 300 مليون الى 500 مليون دولار مع العلم ان الرئيس ميقاتي أبلغ الرئيس السابق ان لا مانع عنده على ان تكون الأموال لخزينة الدولة.
ثانياً: أراد تعيين 3 وزراء من دون موافقة مسبقة من رئيس الحكومة إلاّ لحظة التوقيع على المراسيم.
ثالثاً: الأنكى من ذلك كله أنه ظلّ يرفض منح الحكومة الثقة. وطالما نتحدث عما جرى في العهد السابق المشؤوم لا بد من أن نردد ما قاله الرئيس نبيه بري عندما طلب منه الرئيس السابق ميشال عون أن يقيل حاكم مصرف لبنان الاستاذ رياض سلامة، فقال الرئيس بري للرئيس السابق ميشال عون: “إنّ حاكم مصرف لبنان هو الذي يؤمّن للدولة بكل مؤسساتها وإدارتها المدنية والعسكرية والأمنية كل مصاريفها، ورواتب العاملين فيها، ومعها يؤمّن حاجات البلد وأهله ولا يؤمّن فقط حكومة ميقاتي، ولا قبلها حكومة حسان دياب”.. وختم بري حديثه: “ليس هكذا يتم التعاطي مع الوضع النقدي الحسّاس والدقيق، ولا هكذا تتم مقاربته… وحرص الحاكم على البلد لا يقل عن حرصنا نحن، ولهذا السبب ومن موقعي التشريعي وما أمثل سياسياً أقف مع سلامة، وغير مستعد للسير بموضوع إقالته وآخذ البلد الى انتحار جديد لا يعرف أحد تداعياته الخطيرة عليه وعلى أبنائه”. وما قاله الرئيس بري، بموقفه الصادق والوطني تجاه سلامة، هو لسان الغالبية العامة من اللبنانيين الذين لا يزالون يؤمنون بقدراته النقدية والانقاذية، ويعتقدون انه كان بإمكان سلامة الحفاظ على سعر صرف الليرة لو ان حكومة دياب لم ترفض اقتراحاته الانقاذية لجهة الامتناع عن دفع استحقاق اليورو بوند، لأنه لو أخذت برأيه لكانت حَمَتْ بذلك الاستقرار النقدي، وحافظت على أموال المودعين في المصارف، وغالبية اللبنانيين يعرفون أنّ حكومة دياب شنّت حملات عليه وحاولت إقصاءه نزولاً عند رغبة الرئيس السابق ومجموعة من الفاشلين حوله.
*المقالات والآراء التي تنشر تعبّر عن رأي كاتبها*