الهديل

خاص الهديل: الذكرى ال ٣٣ لاتفاق الطائف!

خاص الهديل:

بعد حرب أهلية أليمة دامت حوالي خمسة عشر عاماً، أسفرت عن مقتل ١٢٠ ألف شخص إصابة ٣٠٠ ألف، وتشريد ٧٦ ألف.. كما قدرت الخسائر في البنية التحتية حوالي ٢٥ مليون دولار ..

رعت اللجنة العربية الثلاثية بقيادة المملكة العربية السعودية وعلى رأسها الملك فهد بن عبد العزيز آل سعود مؤتمر الطائف سنة ١٩٨٩.

بنتيجة هذا المؤتمر خفت أصوات الرصاص وعاد الهدوء الى شوارع لبنان فالحرب توقفت. 

في سبتمبر من عام ١٩٨٩ تمت دعوة اللبنانيين لاعداد ومناقشة وثيقة الوفاق الوطني اللبناني، ومن بعض بنودها :

إجراء اصلاحات سياسية، إلغاء الطائفية والتمثيل الطائفي في التعيينات بالمناصب المدنية والعسكرية العليا، التمثيل المتساوي في البرلمان بين المسلمين والمسيحيين.

حَمَلَ اتفاقُ الطائف مُهِمَّتَين: أولًا، أنهى الحرب التي انفجرت في العام ١٩٧٥ (الحروب اللبنانية وحروب الآخرين عبر لبنان واللبنانيين) عبر تسويةٍ شاملة قامت على تفاهُمٍ خارجيٍّ عربي مدعومٍ دوليًّا وفّرَ الغطاء والدعم، ودفع وشجّعَ لا بل سهّلَ عملية التوصّل إلى الاتفاق أو العقد الوطني الجديد، الذي جاء ليعكس المعطيات الداخلية المختلفة التي استقرّت مع الوقت بعد عقودٍ أربعة ونيّف من الاستقلال .

 

طوى الاتفاقُ صفحةَ الحرب؛ حربُ الهوِيّات المُتقاتلة في الداخل التي تتغذّى على الصراعات الاستراتيجية في الإقليم. وكان هذا إنجازًا كبيرًا بحدِّ ذاته من جهة، كما إنّهُ  فتحَ صفحةً جديدةً لتطوير النظام من جهةٍ أُخرى .

 

ثانيًا، نصَّ الاتفاقُ على مجالاتٍ مُهمّة وضرورية للإصلاح، منها النزع التدريجي للطائفية من دون التخلّص منها كُلِّيًّا (العملُ على انتخابِ مجلسٍ نيابي على أساسٍ وطنيٍّ لا طائفي، واستحداثِ مجلسٍ للشيوخ تتمثّل فيه جميع العائلات الروحية وتنحصرُ صلاحياته في الأمور المصيرية ) بسبب الواقع اللبناني. لكن لا يعني ذلك إقفال الباب رسميًّا أمام المعالجة الجذرية لهذا المرض الذي يفتك دائمًا بالجسم المجتمعي والسياسي في لبنان في مختلف مجالات الحياة الوطنية، والذي أعتقدُ أن التخلّص منه ليس بالأمر المستحيل ولكن دونه الكثير من الصعوبات والعوائق. 

 

كما إنَّ اتفاقَ الطائف أكّدَ على أهمّية اللامركزية الإدارية التي هي مدخلٌ أساس للإصلاح وللتنمية المناطقية بكافة أوجهها.

وحَسَمَ الاتفاقُ أيضًا جدلَ الهوية والانتماء: لبنان دولةٌ عربية وملتزمٌ بمواثيق جامعة الدول العربية بدون تحميل هذا الانتماء أيّ مفهومٍ عقائدي أو سياسي، أيًّا كان عنوان ذلك المفهوم في لحظةٍ مُعَيَّنة في الإقليم بحيث يجري توظيفه في صراعات اللبنانيين والآخرين. 

الصراعاتُ التي تخدمُ مَصالحَ دولٍ أُخرى على حساب لبنان، فالمطلوب التخلّص من دور الملعب لصراعاتِ الآخرين أو صندوق بريد لتبادل الرسائل في صراعاتِ وخلافات الآخرين.

اليوم وبعد ٣٣ عاما على تصديق اتفاق الطائف..ها هو لبنان في عين العاصفة من جديد، فراغ في المؤسسات، شغورٌ في السلطات فيما الحرب العسكرية صارت حرباً اقتصادية مالية، والفتن الطائفية صارت فتنا مذهبية.

اليوم وبعد ٣٣ عاما لإبرام إتفاق الطائف، نؤكد ان المملكة العربية السعودية لم تترك لبنان وهي الى جانبه.

وان المملكة حريصة بالحفاظ على أمن لبنان واستقراره ووحدته. 

السعودية حريصة على اتفاق الطائف، وأكدت اليوم في الذكرى ال٣٣ لإبرام وثيقة الوفاق الوطني اللبناني بتنظيم من سفارة المملكة العربية السعودية في لبنان كما في كل مناسبة، أنها تقف إلى جانب البلاد وطناً وشعباً، وتشدد على أهمية إجراء الاستحقاقات الدستورية بموعدها، بالإضافة إلى تشكيل حكومة تقوم بالإصلاحات العاجلة، وتحترم دور اتفاق الطائف، منبهة من مخاطر التأخير.

الطائف أراد أن يأخذنا الى دولة المواطنة واللا طائفية فكيف أخذنا مجهول معلوم الى دولة اللا مواطنة والترويكا والطائفية..

ويبقى السؤال:لماذا بعنا دولة الطائف واستبدلناها بدولة الطوائف؟!

Exit mobile version