الهديل

كلمات صادقة في إستحقاق إنتخاب مفتي طرابلس والشمال

بقلم الشيخ مظهر الحموي

ثلاث سنوات تقريبا مرت على شغور مركز إفتاء طرابلس والشمال والمدينة تعيش في أجواء تساؤل حول الأسباب الموجبة التي كانت تؤخر إنتخاب مفت جديد لعاصمة الشمال.
ربما كانت الأحاديث تتفاوت في حدتها وأهميتها من حين لآخر وذلك بحسب التوقعات المرتقبة حول المواعيد المقترحة لإنتخاب المفتي .

وربما أيضا ، لأن هذا الإستحقاق الديني الهام على صعيد المحافظات والمناطق كان يرتبط بعدة حيثيات وشروط لا بد من إتخاذها قبيل الإعلان عن موعد الإنتخاب .
وقد جرى الحديث عن عدة أمور كان يفترض أن تسبق إنتخاب مفتي المناطق إلا أنه قد صرف النظر عنها ولا نعلم لماذا…

وأخيرا تم الإعلان عن موعد إنتخاب مفتي المناطق حتى تستعيد هذه الطائفة مؤسساتها وكيانها وخاصة في مثل هذه الظروف التي تتعرض لها الطائفة السنية من كل أنواع المؤمرات والمكائد والتي تستدعي منا جميعا الإلتفاف حول طائفتنا وإعادة إحياء المؤسسات المختلفة وتمكينها في أداء دورها ، والأهم من ذلك ملء المراكز الشاغرة في إفتاء المناطق بالتقاعد او الوفاة ليأخذ المفتون دورهم برعاية مصالح المسلمين الدينية والوقفية والإجتماعية في مناطقهم وخاصة في مثل هذه الظروف الحالكة التي نمر بها.

وإذا كان لمفتي المنطقة مقامه المهم في هذا المجال فإننا نرى أن هذه الأهمية تتنامى وتزداد في العاصمة الثانية طرابلس نظرا لعدة حقائق ووقائع من أهمها :

١- ما تمثله عاصمة الشمال من ثقل سني ووطني ودور مشهود على الساحة الإسلامية والوطنية، ما يؤكد وجوب عدم الإستمرار بخلو هذه المدينة من مفت منتخب.
٢- عراقة منصب الإفتاء في تاريخ طرابلس عبر العصور ، وإجماع المؤرخين والدارسين على أهمية مفتي طرابلس والشمال ودوره وحضوره ومكانته في العهود المتتالية.
٣- شعور طرابلس بإفتقادها لمفتي أصيل ما يقارب ثلاث سنوات مما أدى الى غياب ممثلها الديني في كثير من المواقف والمناسبات والقضايا التي كانت تتطلب حضوره ورأيه.
إن الأهمية التي تختص بها مدينة طرابلس عن سائر المناطق اللبنانية مع النظر لأهمية دورها وتاريخها وريادتها وموقعها في ساحل بلاد الشام من الإسكندرية جنوبا حتى الإسكندرون شمالا تستوجب من سائر الفعاليات السياسية والدينية والبلدية والقضائية في المنطقة أن يولوها أكبر قدر من الإهتمام والجدية والتحضير .
وعليه فإن الهيئة الناخبة الكريمة معنية بكامل أعضائها بأن تدرك عظيم المسؤولية والأمانة الملقاة على عاتقها أمام الله وقبل كل شيء ، ثم أمام دينها وضميرها وحرصها على الشهادة الحق في هذا الإستحقاق المفصلي الهام ، وخاصة في مثل هذه الظروف الحالكة التي تمر بها أمتنا السنية .

Exit mobile version