أقامت رعية اهدن – زغرتا قداسا لراحة نفس المطران بولس اميل سعاده في ذكرى مرور اربعين يوما على رحيله، ولمناسبة بدء السنة الطقسية، في كنيسة مار يوحنا المعمدان في زغرتا.
تراس القداس راعي ابرشية البترون المارونية المطران منير خيرالله، عاونه المونسنيور اسطفان فرنجيه والخوري طوني الاهل، ومشاركة لفيف من كهنة الرعية، وحضر القداس عائلة المطران الراحل، وحشد من المؤمنين.
بعد الانجيل المقدس القى خيرالله عظة قال فيها: “انت هو المسيح ابن الله الحي، نفتتح اليوم السنة الطقسية السنة الكنسية الجديدة التي من خلالها نرافق يسوع وحده المعلم والمخلص، نرافقه بحياته ورسالته الخلاصية بين البشر، منذ التجسد، وعود الله التي تحققت بتجسد ابن الانسان، حتى موته على الصليب، وقيامته. هذه المناسبة تدعونا جميعا، لان الكنيسة هي شعب الله، نحن المعمدين باسم الاب والابن والروح القدس، الكنيسة مدعوة لتتقدس وتتجدد كل يوم. لا الكنيسة هي التي حملت ولا زالت وستبقى، تحمل رسالة يسوع المسيح الخلاصية بين البشر”.
وتابع: “كما كان يسوع بين البشر هو وسيلة الخلاص، وهو المخلص الوحيد، وسلم هذه الرسالة وهذا السلطان لبطرس والرسل، والى خلفائهم في الكنيسة حتى تبقى وهي تتقدس، وتتجدد، وتقدس شعبها، وتجدد شعبها، تبقى وفية للرسالة التي سلمها اياها يسوع المسيح. كلنا نتقدم، منذ ان تعمدنا خلقنا من جديد، وحملنا مسؤولية كبيرة، كي نشهد ليسوع المسيح ابن الله وابن الانسان الذي خلصنا برسالته بيننا وبموته وقيامته، كلنا مدعوون ان نتجدد كل يوم، نقف امام الرب كما وقف بطرس امامه، وكذلك الرسل، نطلب المغفرة، عن ضعفنا ونقصنا، حتى نتقوى، ونستطيع ان نتجدد لايماننا وشهادتنا للمسيح، وتعود لنحمل هذه الرسالة. كلنا مع بعض وليس فقط الاساقفة والكهنة الرهبان والراهبات، كل اب وام، كل انسان تعمد، ويلتزم عيش معموديته، ومفاعيلها، هو مدعو الى التقديس، والتجديد”.
أضاف: “اود ان اقول لكم ان حضوري معكم اليوم، كي نرفع الصلاة عن راحة نفس راعينا، المطران بولس اميل سعاده، في هذه المناسبة بالذات، كي نبدأ نحن واياكم، هو من السماء ونحن على الارض، مسيرتنا مع يسوع المسيح، لان المطران الراحل عندما ارتسم مطرانا، اتخذ شعارا له على خطى السيد المسيح سأسير حتى اخر لحظة من حياتي. وهكذا حقق هذا الشعار الذي اتخذه، في حياته بينكم ككاهن واسقف، وبيننا نحن ابناء البترون كأسقف، لسنوات طويلة، وعندما انظر الى وجوهكم انتم اليوم في افتتاح هذه السنة، انتم تمثلون الرعية كلها، لانكم موجودين كعائلات، كجمعيات واخويات، التي تعي عليها المطران بولس اميل، وشجعكم، كان دائما بقربكم، في كل المناسبات، وكان همه انكم جميعا شعب الله، في كل النقاط الملتزمين فيها، ان تكونوا مسيحيين، وان تسيروا على خطى المسيح”.
وقال: “بهذه الطريقة وبافتتاح السنة الطقسية، انا اكيد اننا لن ننسى المطران بولس اميل، لاننا نمشي خطواتنا الخلاصية مع يسوع المسيح، سنتذكره دائما، وسيبقى في ذاكرتنا، لا نستطيع ان ننساه، اذا كنا نفتتح واياه السنة الطقسية الجديدة، معناه انه سيكون مع كل الذين سبقوه، من عائلته، والده وجده، من مطارنة، واساقفة، وبطاركة، التي اعطتهم رعيتكم زغرتا اهدن الكنيسة، سيبقى حاضرا معنا، سيبقى بصلاتنا وقلوبنا، بذاكرتنا حتى لا ننسى كل التضحيات التي قدمها من اجل ان يسير على خطى المسيح، ويجعل كل واحد منكم ومنا، يسير على الطريق ذاته. لا يمكن الا ان نكون اوفياء له، جميعنا كبارا وصغارا، من عرفهم مباشرة او من لم يعرفهم، لانه تعب واعطى من ذاته، لانه شجع جمعيات الكنيسة، حتى تكون دائما حاضرة، على استعداد للثبات بايمانها، كان من عائلة اصيلة، وانتم جميعا من عائلات زغرتا الاصيلة، لا يمكنكم اليوم الا ان تكونوا اوفياء، لتاريخكم العظيم، والعريق كما كان دائما يذكرنا المطران بولس اميل”.
أضاف: “لا يمكننا الا ان نكون ملتزمين كي نتقدس، وان نتجدد، نطلب شفاعته من السماء ان يرافقنا، مع العذراء مريم. نطلب من الله ان يعطينا القوة والشجاعة، حتى نبقى واقفين، فما تعودنا في تاريخنا كله ان نخضع الا الى لله، ولم يستطع احد من كل سلاطين العالم ان يركعنا، رغم كل ما مر علينا، من مآس، اضطهادات وحروب، ونزوحات، تهجير وتشريد، بقينا واقفين، هكذا تربينا، وهكذا سنبقى. انتم تعطون المثل والقدوة لكل اخوتنا اللبنانيين ان ابناء وبنات اهدن زغرتا بقوا صامدين وسيبقون صامدين. لنأخذ معا هذا الالتزام ونحمله على مدى السنة الكاملة، بدورتها الكنسية، لنعود ونؤكد، ان يسوع المسيح هو معنا، وباق معنا الى الابد وكنيسته التي بناها على الصخرة، صخرة ايمان بطرس والرسل وخلفائهم، ستبقى وفية تحمل الرسالة الخلاصية لكل انسان”.
وختم خيرالله: “كنيستنا اليوم تعاني من تحديات كبيرة، وكذلك عائلاتنا، وكل جمعياتنا واختيارنا ومجالسنا ورعايانا، تعاني اليوم، لكن مع المسيح لا مكان للخوف، انا معكم الى منتهى الدهر، والرب يقوينا ويجعلنا دائما نحمل رسالتنا ونربي اولادنا واجيالنا الطالعة، على القيم التي حملناها من اجدادنا وابائنا سنحملهم اياها كي يبنوا من خلالها مستقبلهم هنا، على ارض لبنان المقدسة، التي وقف الله، وسلطانات العالم لم تقو عليها، هم زالوا ونحن باقون بقوة الروح القدس محبة الله الاب وحضور المسيح معنا، امين”.