خاص الهديل:
بعد لقاء الرئيس نبيه بري بالامس من الوزير وليد جنبلاط وما خرج من تصريحات وهو انهما اتفقا على ان لا يكون هناك اسم مرشح تحدي وان بري لم يتراجع عن الحوار ولكن بعض الكتل رفضوا الحوار.. رغم ان التراجع عن فكرة الحوار لا يعني نعي التوافق السياسي لكن القوات اللبنانية وضعت شرطا تعجيزيّاً وهو دعوة ١٢٨ نائبا الى جلسة الحوار فيما تحفظ التيار عن الطرح.. مؤكداً بري الحاجة إلى ضرورة تشاور الأطراف خلال الفترة الفاصلة بين الجلسة (الرئاسية) والأخرى للوصول إلى التوافق.
و بما ان بري وجنبلاط هدفهما اليوم انتخاب رئيس للجمهورية بأسرع وقت والمطلوب هو استيفاء الشروط الدستورية، لان اليوم الحاجة ملّحة والموضوع لا يتوقف على طرح اسم بل المطلوب التشاور مع الكتل للوصول الى قواسم مشتركة تستطيع ان تؤمن النصاب المنصوص عليه بالدستور.
فمن المفترض ان يكون هناك توافق بين كل الكتل من أجل الوصول الى التسريع بالرغم انه لا يظهر ان جلسة الخميس ستختلف عن سابقاتها بالرغم من التشاور بين الكتل النيابية والواضح من المشهد العام انه لا يوجد تغير مهم يستطيع ان يعمل خرق أو فرق.
و بذات الوقت، تضع قوى الثامن من آذار ثقلها لاستمرار ترجيح كفة الشغور في ميزان الاستحقاق الرئاسي، عبر الاستمرار في وضع جلسات انتخاب رئيس جديد للجمهورية بين فكّي كماشة “الورقة البيضاء” و”تطيير النصاب” من دون الإقدام على تسمية أي مرشح والتصويت له في الهيئة العامة، الأمر الذي بات رئيس المجلس النيابي نبيه بري “لا يحبذ استمراره ويعتزم القيام بمروحة مشاورات بينية مع مكونات فريقه السياسي للدفع باتجاه الانتقال إلى مرحلة طرح الأسماء وفتح الباب تالياً أمام النقاش والتوافق مع الفريق الآخر.
وفيما يخص الورقة البيضاء المشهورة، فهي ليست قدر بل هي مرحلة لتقطيع مرحلة معينة حتى لا تُحرق أسماء في البازار الانتخابي.. فهي تعبير عن مرحلة بعدم وصول الى قناعة تامة بمرشح معيّن. بالاضافة الى ان هناك من يراهن على عامل الوقت، الذي يمكن أن يضغط في حال استمر تعطيل جلسات الانتخاب لفتح الباب أمام البحث عن مرشح ثالث، وإلا فإن المسرحية التي يشهدها البرلمان قابلة للتمديد، وهذا ما يشكل إحراجاً للنواب بصرف النظر عمّن يعطل انتخاب الرئيس.
في هذه الأثناء، لا تزال مواقف القوى السياسية على حالها، ويستمر الفريق السيادي وبعض الحلفاء من النواب المستقلين بدعم مرشحهم النائب ميشال معوض، فيما تبقى الورقة البيضاء خيار فريق 8 آذار حتى إشعار آخر الى حين اتضاح موقف التيار الوطني الحر الذي يبدو انه سيكون له مرشحه في المرحلة المقبلة.
فان جلسات لانتخاب رئيس للجمهورية قائمة لعلّ يفتح ثغرة في هذا الجدار وتسريع انتخاب رئيس للجمهورية.