اتهم وزير الخارجية القطري ألمانيا “بازدواجية المعايير” بسبب انتقادها لاستضافة قطر لنهائيات كأس العالم لكرة القدم, ودافع في مقابلة صحفية نشرت، اليوم الإثنين 7 تشرين الثاني 2022، عن استدعاء الدوحة للسفير الألماني للاحتجاج، وذلك قبل أيام قليلة من انطلاق بطولة كأس العالم في قطر.
وشنت بعض الدول والجهات الغربية حملة على قطر منذ أن فازت باستضافة بطولة كأس العالم 2022، لتكون أول دولة عربية تستضيف هذا الحدث العالمي الرياضي.
كانت وزارة الخارجية القطرية قد استدعت الشهر الماضي السفير الألماني بسبب تصريحات لوزيرة الداخلية نانسي فيزر قالت فيها “إنّ استضافة قطر للمونديال كانت بالنسبة للحكومة الألمانية “صعبة للغاية”، مشدّدة على أنّ “هناك معايير يجب الالتزام بها، ومن الأفضل عدم منح شرف تنظيم البطولات لمثل هكذا دول”.
تعقيباً على هذه الحادثة، قال الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني في مقابلة مع صحيفة فرانكفورتر ألجماينه تسايتونغ الألمانية: “من ناحية، يتم تضليل الشعب الألماني من قبل السياسيين الحكوميين, ومن الناحية الأخرى، ليست لدى الحكومة (الألمانية) مشكلة معنا عندما يتعلق الأمر بشراكات أو استثمارات في مجال الطاقة”.
وأضاف الوزير القطري, “نحن مستاؤون من ازدواجية المعايير”، مشيراً إلى أن قطر واجهت حملة ممنهجة ضدها على مدى 12 عاماً منذ اختيارها لاستضافة كأس العالم، وهي حملة لم تواجهها أي دولة أخرى حظيت بحق استضافة هذه البطولة.
وأوضح الشيخ محمد للصحيفة أنَّ, “من المفارقات أن يتم اللعب على هذا الوتر في دول أوروبية تسمي نفسها ديمقراطيات ليبرالية, وبصراحة، ينم هذا التصرف عن غطرسة وعنصرية”.
ووصف الوزير القطري النداءات المطالبة بضمانات أمنية للأقليات، والتي طلبتها فيزر كشرط مسبق قبل موافقتها على حضور كأس العالم، بأنها غير ضرورية وقال إن على السياسيين الألمان التركيز أكثر على جرائم الكراهية التي تحدث داخل حدود بلادهم.
كان الوزير القطري قد ندد في وقت سابق أيضاً بما وصفه بـ”نفاق” المطالبين بمقاطعة كأس العالم.
وأشار إلى أن هؤلاء, “لا ينتمون إلا إلى قلة من الدول التي لا تمثل بقية دول العالم التي تتطلع إلى انطلاق البطولة”.
وأوضح الشيخ محمد أن “هذه (الادعاءات) يتم تسويقها من قبل عدد قليل جداً من الناس في 10 دول على الأكثر، وهم لا يمثلون بتاتاً بقية العالم”.
وتابع أن, “الحقيقة هي أن العالم يتطلع إلى هذا الاحتفال. وجرى بيع أكثر من 97% بالفعل من التذاكر”.
ولفت الوزير إلى أنه, “لا تزال هناك عيوب” يحاولون إصلاحها، مشدداً على أن هناك دولاً “تكيل بمكيالين”.
وأضاف, “لماذا تُلام حكومتنا بشكل منهجي على هذه المشاكل، بينما في أوروبا، يتم إلقاء اللوم في أقل حادثة على الشركة المعنية؟”.
يأتي ذلك في الوقت الذي ناشد فيه الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا) الدول المشاركة في كأس العالم لكرة القدم التركيز على كرة القدم وعدم السماح بجر هذه الرياضة إلى “معارك” أيديولوجية أو سياسية