الهديل

وزير الصحّة أعلن المرحلة الأولى من خطّة لقاح الكوليرا: نسعى لوقف انتشار الوباء

أطلق وزير الصحة العامة في حكومة تصيف الاعمال الدكتور فراس الأبيض المرحلة الأولى من الخطة الوطنية للقاح ضد الكوليرا، وذلك في مؤتمر صحافي عقده في وزارة الصحة العامة حضره ممثل منظمة الصحة العالمية في لبنان الدكتور عبد الناصر أبو بكر وممثل مكتب المفوضية السامية لشؤون اللاجئين في لبنان أياكي إيتو ورئيس مؤسسة عامل الدولية الدكتور كامل مهنا ورئيس بعثة أطباء بلا حدود جوليان رايكمان ومديرة جمعية MEDAIR الدولية في لبنان أنّا شيلفرز والمدير الطبي في الصليب الأحمر اللبناني الدكتور أنطوني نصر ورئيسة دائرة الرعاية الصحية الأولية في وزارة الصحة العامة الدكتورة رندة حمادة وممثلون عن اليونيسف واللجنة الدولية للصليب الأحمر وحشد من المعنيين من جمعيات أهلية ومنظمات غير حكومية.

واستهل الأبيض المؤتمر الصحافي بعرض المعلومات المتعلقة باللقاح مؤكدًا أنه “وبتأكيد من منظمة الصحة العالمية آمن وفعال، وقد أعطيت منه في العالم مئة مليون جرعة عن طريق الفم وأعمار الفئات المستهدفة من سنة وما فوق”.

أضاف: “من المتوقع أن يتسلم لبنان يوم غد ستمئة ألف جرعة لقاح حصل عليها بجهود وتمويل من منظمة الصحة العالمية وبالتعاون مع منظمة اليونيسف والمفوضية السامية لشؤون اللاجئين بعدما حصل قبل ذلك على 13440 جرعة من فرنسا”.

وتوجه بالشكر للشركاء في المنظمات الدولية التي” لعبت دورًا مهمًا جدا ليس فقط في تأمين اللقاح مجانًا للبنان بل بتأمينه في سرعة قياسية حيث حصل على الموافقة على ستمئة ألف لقاح في فترة لم تتجاوز ثمانية أيام من تاريخ تقديم الطلب، وهو في طور الحصول على المزيد من الجرعات بما يعادل مليون وخمسمئة ألف إلى مليون وثمانمئة ألف للبدء بالمرحلة الثانية من خطة اللقاح وتحقيق المزيد من التغطية”.

المرحلة الأولى من خطة اللقاح

وقال وزير الصحة العامة:” إن المرحلة الأولى من الخطة الوطنية لتوزيع اللقاح ستبدأ يوم السبت في الثاني عشر من تشرين الثاني الحالي وتستمر ثلاثة أسابيع لتوزيع ستمئة ألف جرعة بما يغطي سبعين في المئة من الفئات المستهدفة في المناطق الأكثر عرضة لانتشار الوباء، والتي تم اختيارها بناء على المعايير التالية:

– البيئة الجغرافية وتضمنها أنهارًا واحتمال حدوث فيضانات فيها فضلا عن الموقع الحدودي إلى جانب بلد يشهد انتشارًا كبيرًا للكوليرا.
– ثبوت وجود تلوث بالكوليرا في مصادر مياهها بحسب فحوص أجرتها وزارة الصحة العامة، إضافة إلى وجود كثافة في عدد المرضى المصابين.
–  لدى سكان هذه المناطق صعوبة في الوصول إلى خدمات المياه السليمة بالتزامن مع مشاكل في الصرف الصحي.
– لديها زيادة في الكثافة السكانية التي تساعد على انتشار العدوى”.

وتابع الوزير الأبيض: “أن منظمة اليونيسف كانت قد نشرت في أيار 2022 وقبل وصول الكوليرا إلى لبنان خريطة صنّفت مناطق في لبنان على أنها الأكثر عرضة لانتشار مختلف الأمراض والأوبئة بسبب ضعف البنى التحتية الموجودة فيها، وبالفعل تبين أن هذه المناطق هي العرضة حاليًا لانتشار الكوليرا وهي في مناطق الشمال ولا سيما عكار في جانبها الغربي، وشمال شرق البقاع ولا سيما عرسال والمناطق المحيطة بها والبقاع الأوسط ولا سيما سعدنايل، بر الياس، قب الياس، غزة وغيرها. أضاف أنه على هذا الأساس تم اختيار المناطق الثلاث حيث سيعطى اللقاح لجميع القاطنين بغض النظر عن جنسياتهم، لأن الهدف تحقيق نوع من المناعة المجتمعية من خلال تلقيح سبعين في المئة من القاطنين في المناطق المذكورة”.

وأوضح أن “نشر اللقاح سيكون بواسطة حملة ميدانية ينضمن إليها الشركاء من خلال عدد كبير من الفرق التي ستنتشر في البلدات والمخيمات بشكل منظم لضمان الدخول إلى مختلف الأحياء والبيوت والمدارس والمؤسسات وتأمين التغطية الشاملة، مضيفا أن الحصول على اللقاح لا يحتاج إلى التسجيل على أي منصة في شكل مسبق، بل إن الفريق المخوّل إعطاء اللقاح يأخذ المعلومات الأساسية من المريض ويدخلها بعد ذلك على منصة في حال برزت حاجة للحصول على شهادة لقاح في وقت لاحق، مضيفا أن اللقاح لن يكون إلزاميًا ولكن من المهم أن يعي جميع المعنيين أهميته في الحفاظ على السلامة العامة”.

وتابع الأبيض مضيفًا أن “أربع جمعيات دولية ومحلية ستشارك في تنفيذ هذه المرحلة الأولى من خطة اللقاح وهي الصليب الأحمر اللبناني، مؤسسة عامل الدولية، أطباء بلا حدود، جمعية ميدير MEDAIR الدولية”، لافتًا إلى أن “جدولا سيتم نشره لاحقا لتحديد أماكن توزيع اللقاح حيث سيكون لمراكز الرعاية الصحية الأولية دور أساسي في هذا المجال”.

الواقع الوبائي

ولفت وزير الصحة العامةمتناولا الواقع الوبائي، إلى “حصول تنبه سريع للوباء سواء بتجهيز المراكز الإستشفائية والوقاية واللقاح قائلا: “إن الكوليرا في لبنان حاليًا تحت السيطرة، وحملة اللقاح مهمة ليس فقط للإستمرار بالسيطرة على الوباء بل لكي نضع حدًا له ويعود لبنان بلدًا خاليًا من الكوليرا. وإذا لم تثمر الجهود الحالية، لن يتأثر النظام الصحي فقط بل أيضا الزراعة والسياحة وقطاعات اقتصادية أخرى”.

وختم متوجها بالشكر للشركاء الدوليين والمحليين ولا سيما وزارتي التربية والداخلية والبلديات، آملا من الإعلام” القيام بالدور التوعوي اللازم”.

حوار مع الصحافيين

وردًا على أسئلة الصحافيين، لفت الوزير الأبيض إلى أن “مواجهة وباء الكوليرا يتطلب الخطوات الحالية المتخذة لأن أي تأخير فيها يؤدي إلى أثر وخيم جدا على حياة المواطن وصحته، أما أسباب انتشار الوباء فتتطلب معالجة أكيدة لتأمين المياه النظيفة والقنوات السليمة للصرف الصحي وذلك على المستويين المتوسط والبعيد المدى، متمنيًا أن يكون الوباء جرس إنذار للمسؤولين المعنيين كل في موقعه”، مؤكدًا أن “وزارة الصحة العامة جاهزة للمواكبة. ولفت في هذا المجال إلى أن انتشار الكوليرا في أي بلد يعني أن هناك تقصيرًا معينًا قد حصل”.

وبالنسبة إلى المنصة، أوضح أن “برنامج الرعاية الصحية الأولية بالتعاون مع اليونيسف أمّن لوزارة الصحة العامة المنصة التي يتم استعمالها لتسجيل اللقاحات العادية وهي ممتازة لموضوع الكوليرا لأنها تسمح بتسجيل المعلومات المطلوبة بدقة من دون حاجة لإنترنت بشكل دائم”.

وردًا على سؤال آخر، أعلن أن المستشفى الميداني في عرسال “سيكون جاهزًا للبدء بالعمل في خلال أيام”.

Exit mobile version