يتسبب تعاطي الكحول في الوفيات والعجز في مرحلة مبكرة نسبياً من العمر، ويواجه البعض صعوبة في البحث عن العلاجات المناسبة لمكافحة إدمان الكحول.
توصل باحثون إلى أن الدواء المخدر القوي المعروف باسم “حمض الليسرجيك” يمكن أن يكون علاجا “ثوريا” وفعالا ضد إدمان الكحول.
وقالت مجلة “لوبوان” الفرنسية في تقرير إن “هذا المخدر الذي يعتبر مثل “الكوكايين” أو “الهيروين”، يمكن أن يصبح علاجا مهما للمدمنين على الكحول”.
وسيتم اختباره للمرة الأولى في باريس وفي عدة مراكز للإدمان في فرنسا في الأشهر المقبلة.
ونقلت المجلة عن البروفيسور لوك ماليت، الطبيب النفسي في معهد الأمراض الدماغية في باريس والمسؤول عن تنسيق هذا البرنامج، قوله إن “هذه دراسة ضخمة تم تمويلها بما يصل إلى 1.2 مليون يورو”.
وأضاف ماليت أن الدراسة “تجمع العديد من فرق البحث، بما في ذلك فريق اشتغل حول الفئران والجرذان لفهم آليات عمل هذا العقار المعروف اختصارا باسم “أل أس دي” على الدماغ، إضافة إلى القيام بتجربة سريرية ودراسات تجريبية على البشر”.
وتهدف التجربة السريرية إلى اختبار آثار “أل أس دي” على المرضى الذين يعانون من إدمان شديد على الكحول.
وأكد البروفيسور الفرنسي أن “الأشخاص الذين تستهدفهم التجربة هم من الذين فشلوا بالفعل في الإقلاع عن الكحول ومن المقبلين على احتساء الكحول بشكل مكثف طوال اليوم، مضيفا أنه “إذا لم ننجح في علاجهم فسوف يموتون بسرعة”.
ووفق التقرير وبغض النظر عن العلاجات المتاحة حاليا، فإن 50 % من المرضى ينتكسون بعد أربعة أسابيع فقط، وبعد ثلاثة أشهر يغرق 75 % منهم مرة أخرى في الكحول.
وستحدد التجارب ما إذا كان عقار “أل أس دي” يعمل بشكل أفضل في معالجة الإدمان، وسيقدم الباحثون للمرضى جرعة واحدة بعد أسبوعين من الإقلاع عن الكحول في المستشفى، ثم يراقبون بعد أربعة أسابيع عدد المرضى الذين بقوا متيقظين.
ويأمل الباحث في أن تكون الدراسة قادرة على بدء تطبيقها في نهاية عام 2023، “وهو الوقت المناسب لتسوية جميع الجوانب التنظيمية واختيار 150 إلى 200 متطوع”.
وقال: “ستكون النتائج متاحة في أحسن الأحوال في عام 2025، لذلك سيتعين علينا التحلي بالصبر قبل معرفة ما إذا كان عقار “أل أس دي” يمكن أن ينقذ الأرواح”.
وتابع ماليت أن “هنالك أملا، إذا نظرنا إلى الدراسات الأولى التي أجريت في الولايات المتحدة في الخمسينيات والستينيات من القرن الماضي، على الرغم من أنها غير كاملة، إلا أنها تظهر آثارا مفيدة على مدمني الكحول”.
ولفت إلى أن عقار “أل أس دي” خرج في النهاية من المستشفى ليصبح عقارا ترفيهيا، لا سيما داخل مجتمع مدمني الكحول من ممارسي موسيقى الهيب هوب.
وأشار تقرير المجلة إلى تجارب سابقة نجحت في توظيف بعض العقارات المخدرة في علاج أمراض خطرة، وقال إنه في عام 2011 أظهرت دراسة أجراها الطبيب النفسي تشارلز جروب في كاليفورنيا، على مرضى في المرحلة النهائية من السرطان، أن السيلوسيبين – وهو جزء مؤثر عقليا مستخرج من الفطر السحري – يقلل بشكل دائم من القلق الوجودي ويحسن الحالة المزاجية.