كتبت لينا يونس في “المركزية”:
تشهد الساحة السياسية حركة لقاءات نيابية “معارِضة” لافتة في الآونة الاخيرة. منذ أيام، كان اجتماع موسع في الصيفي ضم 27 نائبا، حضر في صلبه الملف الرئاسي علما ان منطلق البحث في هذه القضية، كان الرسالة التي وجّهها الرئيس السابق ميشال عون الى مجلس النواب لمحاولة سحب التكليف من رئيس حكومة تصريف الاعمال نجيب ميقاتي.
وقد حضر الى طاولة اللقاء في الصيفي، والذي دعا اليه حزب الكتائب، كل من من سامي الجميّل، رامي فنج، أديب عبد المسيح، إيهاب مطر، وليد البعريني، سليم الصايغ، أشرف ريفي، محمد سليمان، مارك ضو، نجاة صليبا، نعمة افرام، عبد العزيز الصمد، سجيع عطية، أحمد الخير، نبيل بدر، ميشال الضاهر، فؤاد مخزومي، عماد الحوت، بلال الحشيمي، غسان سكاف، وضاح الصادق، نديم الجميّل، جان طالوزيان، جميل عبود، أحمد رستم، الياس حنكش وميشال معوض… اما مساء الثلثاء، فعُقد في منزل النائب محمد سليمان في بيروت اجتماع ضم كلا من النواب: فؤاد مخزومي، أشرف ريفي، وليد البعريني، بلال الحشيمي، أحمد الخير، عبد الرحمن البزري، عماد الحوت، عبد العزيز الصمد ورامي فنج. وبحث المجتمعون في الأوضاع العامة في البلاد، وفي الأوضاع المعيشية والحياتية التي تخص مناطقهم. ودعوا الى التمسك بالمسلمات الرئيسية بالحفاظ على الدستور والطائف لصون المؤسسات والحفاظ على هوية لبنان العربية. كما أكدوا “أهمية وحدة الصف لناحية مواجهة الاستحقاقات الدستورية وأولها انتخاب رئيس للجمهورية قادر على جمع اللبنانيين وانتشال البلد من أزماته”.
وقبل هذا الاجتماع بأسابيع، استضاف النائب فؤاد مخزومي نوابا سنّة ونوابا من بيروت، في اكثر من اجتماع بحث ايضا في الاستحقاق الرئاسي وطالب بتكثيف الجهود للخروج من وضعية الفراغ سريعا.
هذا بعضٌ من الاتصالات المكوكية التي تدور اليوم على الضفة السياسية، وفق ما تقول مصادر سياسية معارضة لـ”المركزية”، وما يخرج منها الى الضوء، يُعتبر رأس “جبل الجليد” فقط، اذا جاز القول. ذلك ان خلف الكواليس، اللقاءاتُ والمشاورات النيابية كثيفة ايضا. غير ان هذه الدينامية لا تزال حتى الساعة، بلا بركة.
ووفق المصادر فإن كثرة الطباخين الرئاسيين “المُعارضين”، يُخشى ان تنتهي بحرقٍ للطبخة اذا ما استمرت بهذه الصورة وتوقّفت عند هذا الحد فقط. فالمطلوب ان تشبك القوى المعارضة على تشعّباتها الايدي، (من دون احتساب النوابَ التغييريين خاصة المتشددين من ضمنها) وان ترصّ الصف وتمد الجسور في ما بينها، للخروج بمقاربة واحدة للانتخابات الرئاسية، وباسم مرشّح واحد يخوض به النواب الاستحقاق. لكن حتى اللحظة، الانجاز هذا لم يتحقق. في الشكل، لا مشهدية جامعة: فبعض النواب لا يزال يرفض حضور اي اجتماع اذا كان هذا الفريق او ذاك الحزب، كالقوات اللبنانية مثلا، مشاركا فيه. اما في المضمون، فحتى النواب المشاركون في الاجتماع نفسه، لا يضعون في صندوقة الاقتراع في مجلس النواب، اسمَ المرشح نفسه!
فهل سيدرك هؤلاء اهمية المرحلة ويترفّعون عن حساباتهم الضيقة، ويخرجون بعد كل هذه اللقاءات الجانبية، بخطة عمل واحدة وبمرشّح واحد يحملونه الى ساحة النجمة؟ هم في هذا الصدد وعازمون على رص الصف، تجيب اوساطهم، مستشهدة بقول النائب جورج عدوان اليوم من مجلس النواب: “سكور” ميشال معوض سيرتفع الخميس المقبل.