كتبت لارا يزبك في “المركزية”:
مع أن رئيس الجمهورية السابق ميشال عون تحدث خلال زيارته محطة أو تي في منذ ايام، عن حملة قضائية ستشنّ ضد فريقه السياسي في المرحلة المقبلة، برزت تغريدة للقاضية غادة عون، المعروفة بقربها من التيار البرتقالي، جاء فيها “لا أعلم مدى صحة هذه المعلومة. لكن لماذا لا يبادر الأشخاص الواردة أسماؤهم في هذه اللائحة الى كشف حساباتهم لدى المصارف السويسرية؟ من اجل الشفافية فقط! بمطلق الاحوال اتمنى ان يكون هناك باب في قانون رفع السرية المصرفية. والذي سأنكب على دراسته. واتمنى ايضا من الحقوقيين التعليق عليه.” وأرفقت عون تغريدتها بـ “لائحة اسمية بالمسؤولين اللبنانيين الذين لديهم حسابات مجمدة في البنوك السويسرية غير القادرين على سحب دولار واحد منها بتعليمات من الادارة الاميركية (المصدر ويكيليكس).
وإذ تضمنت اللائحة المزعومة اسم رئيس مجلس النواب نبيه بري، تقدّم الاخير، وفور إطلاعه على مضمون التغريدة، بواسطة وكيله علي رحال، بشكوى لدى المدعي العام التمييزي القاضي غسان عويدات، للملاحقة والتحقيق واجراء المقتضى القانوني اللازم”.
ورغم أن القاضية عون سارعت الى سحب تغريدتها هذه، الا ان مصادر سياسية معارضة تقول عبر “المركزية”، ان ما حصل يُعتبر جولة جديدة في جولات الاشتباك الكثيرة بين كل من التيار الوطني الحر ورئيسه النائب جبران باسيل من جهة، وحركة امل من جهة ثانية. هذه المعارك – التي وللمفارقة، لم تَحل دون تحالف الجانبين في الانتخابات النيابية الاخيرة – انتقلت اليوم الى الحلبة الرئاسية وهي ستستعر طالما ان بري يرفض انتخابَ باسيل رئيسا للجمهورية. الاخير يتهم “الاستيذ” بالعمل على إبقاء الفراغ سيّدا على قصر بعبدا لوضع اليد، ومعه رئيس حكومة تصريف الاعمال نجيب ميقاتي، على صلاحيات الرئاسة الاولى، وهو يعتبره ايضا العائقَ الاكبر امام تبنّي فريق 8 آذار عموما، وحزب الله خصوصا، لترشيحه.
لكن سلوك باسيل بالمباشر او عبر الواسطة، التصعيديّ هذا، لن يُسعفه بطبيعة الحال في السباق الى الكرسي الاول، وحربه مع بري لن تفضي الى اي تعديل ايجابي في موقف الاخير، لا بل ستزيد رئيسَ المجلس تصلّبا في رفض انتخاب باسيل.
انطلاقا من هنا، وبينما “يُحمّي” الاخير محرّكاته تمهيدا للنزول الى ارض “المعركة” في المرحلة المقبلة، يصبح السؤال عن العامل الذي يراهن عليه الاخير للفوز بلقب “فخامة الرئيس”، مشروعا..
على الارجح، تضيف المصادر، الرجل انتقل الى خطة عمل “اقليمية الطابَع”. فهو بعد زيارته الى قطر، الدولة الخليجية القادرة على التواصل مع كل من السعودية وايران والولايات المتحدة الاميركية المفروضة عليه عقوبات من جانبها، حيث طلب من الدوحة جسَّ نبض الدولتين الكبريين في المنطقة ازاء ترشّحه، والتوسط لدى واشنطن ربما لرفع العقوبات، يعتزم ايضا زيارة الشام محاولا كسبَ دعم بشار الاسد، عبر تطمينه الى أنه وتماما كما رئيس تيار المردة سليمان فرنجية، صديقٌ لدمشق، وطالبا منه في الوقت نفسه، أن يحاول، بـ”المونة”، اقناعَ فرنجية بسحب ترشيحه، الامر الذي سيسهّل على حزب الله تبني ترشيح باسيل.. فهل تؤتي خطته ثمارها؟!