الهديل

هل يعيق “العمل عن بُعد” التعلم والتواصل؟ – دراسة تكشف انقساماً بين جيل الكبار وحديثي السن

أظهر بحث جديد أنَّ 40% من الأشخاص الذين تتراوح أعمارهم بين 16 و24 عاماً في وظائف لندن لا يجدون عائقاً في التطوع لأداء المهام الرئيسية وطرح الأسئلة خلال العمل عن بُعد، بل العكس يرون أن الأمور تضحى أكثر سهولة مع هذا النظام من العمل، وفق ما أفادت به وكالة Bloomberg الأمريكية، الخميس 10 نوفمبر/تشرين الثاني 2022.

 

يشير البحث الجديد الذي أجرته جامعة King’s College London البريطانية، إلى أن الموظفين الأكبر سناً ينظرون إلى اعتبار العمل من المنزل “عقبة” أمام التعلم والتواصل.

 

وصار أحد قوانين العمل “غير المنصوص عليها” في المكاتب ذات النظام المختلط الجديد؛ يقول إنَّ الموظفين الأصغر سناً الذين يعملون من المنزل لديهم فرص أقل للتواصل والتعلم في العمل. لكن مشكلة هذا التحليل هي أنَّ الموظفين الأصغر سناً لا يصدقونه.

 

الخلاف بين كبار وحديثي السن

بدوره، قال بوبي دافي، مدير معهد السياسات بالجامعة: “من المرجح أن يرى الموظفون الأصغر سناً الإمكانات الإيجابية في كيف يمكن لاستخدام التكنولوجيا تسطيح التسلسلات الهرمية للسماح لهم بطرح الأسئلة وتقديم أنفسهم وبناء العلاقات”.

 

وأضاف دافي: “قد يكون هذا بسبب أنَّ العمال الشباب لا يدركون المميزات التي يفوتونها عند العمل عن بُعد، لكن قد يكون ذلك أيضاً بسبب أنَّ العمال الأكبر سناً عالقون برؤية قديمة حول كيفية حدوث التنمية”.

 

وكشف الاستطلاع عن اختلاف في الآراء مع أولئك الأكبر سناً بقليل. فقد أظهرت البيانات أنَّ العمال الذين تتراوح أعمارهم بين 25 و49 عاماً، أقل ميلاً لتولي المهام الرئيسية أو طرح الأسئلة من أقرانهم الأصغر سناً.

 

فجوة بين الأجيال

يسلّط البحث الضوء على فجوة بين الأجيال تأتي في قلب نقاش العمل الهجين بالمملكة المتحدة. ولدعم دعوات العودة إلى المكتب، جادل المديرون بانتظام بأنَّ العمل الشخصي هو مفتاح التعلم في الوظيفة، وإقامة اتصالات سريعة والارتقاء في المكتب.

 

لكن العمال الأصغر سناً- الذين يجب أن يكونوا أكثر اهتماماً بالاستفادة من تلك الفوائد- يرون أنَّ الأمور أكثر تعقيداً من ذلك.

 

فقد أظهر البحث أنَّ نحو 20% من العمال الشباب يقولون إنَّ العمل عن بُعد يساعد بالواقع في بناء علاقات مع زملائهم. وقد انعكس هذا الشعور فقط بنسب ضئيلة بين من هم في سن الخمسين وما فوق.

 

توفير الأموال

يمكن أن يمثل العمل الهجين أيضاً استراتيجية لتوفير المال. إذ يستطيع أولئك الذين يعملون من المنزل العيش في أماكن أرخص والتخلي عن تكاليف الانتقال، لبضعة أيام على الأقل في الأسبوع.

 

وقد تشير هذه النتائج أيضاً إلى وجود مشكلات في المستقبل لأصحاب العمل الذين يتطلعون إلى إجبار الجميع على العودة إلى المكتب. فقد أظهر البحث أنَّ غالبية العاملين في لندن يفضلون الاستقالة على اتباع جدول عمل لا يحبونه.

 

وكشفت دراسات استقصائية أخرى حول الطبيعة المتغيرة للعمل عن وجود توترات داخل التسلسل الهرمي للمكاتب. فقد وجد أحدث استطلاع لجمعية Future Forum Pulse للعاملين في الولايات المتحدة والمملكة المتحدة وأستراليا وفرنسا وألمانيا واليابان، أنَّ ما يقرب من 40% من المديرين التنفيذيين يرغبون في العمل من المكاتب ثلاثة إلى أربعة أيام في الأسبوع، مقارنة بربع الموظفين غير التنفيذيين.

Exit mobile version