قبل فترة ليست ببعيدة، جمع الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله عددًا كبيرًا من قيادات الحزب والمسؤولين فيه لتقويم المرحلة السابقة من مسيرة حزبه خلال الأعوام الأربعين من عمره. وبحسب مصادر اطّلعت على أجواء اللقاء، فإنّ نصر الله بحث مع هؤلاء آفاق المرحلة المقبلة.
حزب الله مؤرِخًا
خلال هذا اللقاء غير الروتيني، طلب السيد نصر الله من كوادر حزبه الاهتمام بإعادة قراءة تاريخ المنطقة، خصوصاً القرون الخمسة الأخيرة. ودراسة كلّ العوامل المؤثّرة في تاريخ المنطقة وتطوّر العلاقات بين مكوّناتها، ومعرفة التفاصيل المرتبطة بالصراعات التي جرت، وعوامل الصمود في مواجهة مختلف التحدّيات.
طلب السيد نصر الله من كوادر حزبه أيضاً، خصوصًا المفكّرين والمثقّفين والمؤرّخين، إعادة كتابة تاريخ المنطقة برؤية جديدة للاستفادة في تحديد آفاق المستقبل والمشروع الجديد الذي ينبغي طرحه للمرحلة المقبلة. كما استعرض عوامل الفشل والنجاح في مسيرة الحزب، وعوامل قوته، وأهمّها الوحدة الداخلية التي يمكن أن تساعده في مواجهة التحدّيات المستقبلية.
في المقابل أعلن أمامهم بصراحة، رفض الانجرار إلى أيّ صراع داخلي، لا سيّما على الصعيدين الإسلامي والوطني، وأكّد على ضرورة حماية التحالف الاستراتيجي بين حركة أمل وحزب الله، داخل الطائفة الشيعية.
رئيس لتطوير الطائف
إلى ذلك أكّدت المصادر المطّلعة على أجواء حزب الله أنّه يعيد اليوم قراءة التجربة الماضية كلها طوال السنوات الأربعين الماضية، واستعراض الإنجازات التي حقّقها والإخفاقات التي واجهها، لا سيّما على صعيد بناء الدولة ومواجهة الفساد والأزمات المالية والاقتصادية والاجتماعية، وطبيعة العلاقات مع الحلفاء.
لذلك بدأ الحزب في وضع استراتيجيات جديدة في التعامل مع كلّ القوى السياسية والحزبية والمكوّنات اللبنانية. وهو مستعدّ اليوم لوضع رؤية مستقبلية من أجل معالجة نقاط الفشل وتطوير آليّات العمل التنظيمية والعلاقات السياسية والفكرية.
المصدر: اساس ميديا