كتبت نجوى أبي حيدر في “المركزية”:
ليست مشاركة رئيس تيار المردة سليمان فرنجية في مؤتمر الذكرى 33 لابرام وثيقة الوفاق الوطني في الاونيسكو مطلع الجاري وتقدمه الحضور الى جانب كبار المسؤولين اللبنانيين خطوة يتيمة في مسار تقارب الزعيم الشمالي مع المملكة العربية السعودية. فمرشح فريق 8 اذار الرئاسي الوحيد، ولئن لم يعلن بعد، ولم يبدأ قائد المحور الممانع، حزب الله، معركته الحقيقية لفتح ابواب قصر بعبدا له، يتحرك بزخم في اكثر من اتجاه محلي وخارجي، سعيا الى بلوغ الهدف، والحزب خلفه، حتى اذا ما تبين وثبت انعدام حظوظ وصوله ينتقل المحور الى المرشح البديل، وهو لم يُطرح بعد.
تكشف مصادر سياسية في الفريق المشار إليه لـ”المركزية” أن فرنجية وفي اطار خوض معركته الرئاسية يعقد اجتماعات مع مسؤولين فرنسيين وسعوديين ويطرح برنامجه ورؤيته للمرحلة، علّه يؤمن التوافق الخارجي على شخصه، لأن من دونه لا يمكن أن تتم أي تسوية تقوده الى بعبدا، وتؤكد انه عقد اكثر من جلسة مع السفير السعودي وليد البخاري، مشيرة الى ان المملكة تعتمد البراغماتية في هذه المرحلة وتدرك انها لا يمكن ان تفرض الرئيس، في حين أن فرنسا أبلغت من يعنيهم الامر ان لا مشكلة لديها مع فرنجية الا انه يحتاج الى موافقة سعودية اولا.
بعد هذه المرحلة، تتابع مصادر فريق 8 آذار، وحينما تنضج الطبخة خارجيا، يحين موعد الجدّ، وتدق ساعة التفاوض مع قائد أوركسترا المحور، حزب الله، فمن دون مصادقته، لا يحلم احد بانتخاب رئيس. فإن أبرمت تسوية توصل سليمان فرنجية، كان به، وهو شأن مستبعد، لكنه ليس مستحيلا، اما خلاف ذلك فيعني رئيسا، ورقته لم تكشف بعد، ومن خارج المتداول به في الكواليس.
أما قائد الجيش المطروح اسمه اليوم بقوة وجدية، فلا فيتو من الحزب عليه، لكنه لا يحبّذ قيادته للبلاد، الا من ضمن تسوية خارجية وتفاهم واضح معه. وتعتبر ان اهم عقبة امام وصوله تتمثل في علاقته الوثيقة مع الولايات المتحدة الاميركية جهارا، في ما يختص بالمساعدات المقدمة للجيش. وتذكّر في السياق، بأن يعقوب الصرّاف حينما كان وزيرا للدفاع زارته السفيرة الاميركية آنذاك عارضة منح الجيش ما يقارب 42 مليون دولار، فحّولها الى رئيس الحكومة لنيل الموافقة وفق الاطر الرسمية وهكذا كان، موضحة ان انتقاد الامين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله للقائد منذ مدة ليس من عدم، فهو يزين كل كلمة ينطق بها بميزان الجوهرجي، وللمعنيين ان يتعظوا ويفهموا.
على الآخرين، كل الآخرين أن يقتنعوا بأن الحديث الجدي في ملف الرئاسة مع الحزب، تردف المصادر، مهما حاولوا ورشحوا وتحركوا واعتقدوا. والظروف تبقى حتى اللحظة غير مؤاتية للانتخاب، وحينما تنضج الطبخة تختفي الاوراق البيضاء من جلسة الانتخاب وتفتح ابواب المشاورات مع الحلفاء، ويكون الرئيس الذي يرضي الحزب، وان لم تؤيده المعارضة المشتتة العاجزة عن التوافق، فالاصوات الكفيلة بانتخابه ستتأمن… وغدا لناظره قريب، تختم المصادر.